تفاؤل معلّق وعُقد عالقة… خطة سلام روسيا – أوكرانيا بين وعود ترامب وشروط موسكو!

عرب وعالم 29 كانون الأول, 2025

بين التفاؤل الحذر والشكوك العميقة، خرج لقاء الرئيس الأميركي دونالد ترامب بنظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بإشارات إيجابية لا تخلو من التباس. فخطة السلام التي يجري الترويج لها لإنهاء الحرب الروسية – الأوكرانية ما زالت تصطدم بعُقد جوهرية، من مصير الأراضي المتنازع عليها إلى شكل الضمانات الأمنية، في وقت تتباعد فيه مقاربات واشنطن وكييف وموسكو، وتبقى الحسابات الدولية أكبر من مجرد مصافحة دبلوماسية أو وعود متبادلة.

وعلى الرغم من الأجواء الإيجابية التي طغت على اللقاء الذي جمع ترامب بنظيره زيلينسكي، لا تزال خطة السلام المنتظرة لإنهاء الحرب الروسية – الأوكرانية تواجه عقبات أساسية لم تُحسم بعد.

فترامب أقرّ بأن ملف إقليم دونباس ومسألة التخلي عن الأراضي ما زالا من أعقد النقاط العالقة، في ظل تمسّك موسكو بهما كشرط جوهري لأي تسوية. كذلك، أوضح أن موضوع الضمانات الأمنية المقدّمة إلى كييف لم يُنجز بالكامل، رغم الاتفاق على معظم بنوده، مشيرًا إلى أن العبء الأكبر في هذا الإطار سيقع على عاتق الدول الأوروبية.

وأكد الرئيس الأميركي أن أوروبا ستضطلع بالدور الرئيسي في توفير هذه الضمانات، في وقت تواصل أوكرانيا التشديد على ضرورة انخراط الولايات المتحدة بشكل مباشر، باعتبار أن وجودها يشكّل عنصر ردع حاسمًا لأي هجوم روسي محتمل في المستقبل.

وكان مستشارو ترامب قد طرحوا سابقًا فكرة منح أوكرانيا ضمانات أمنية شبيهة بتلك التي يوفرها حلف شمال الأطلسي، بما يعني نظريًا التزام دول الناتو بالرد العسكري في حال تعرّضت كييف لهجوم جديد.

لحظات “محرجة” ابتسامة “سخرية” لزيلينسكي

وخلال اللقاء الذي عُقد في منتجع مارالاغو في فلوريدا، برزت لحظات وُصفت بالمحرجة للرئيس الأوكراني، ولا سيما عندما أكد ترامب أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين “يريد لأوكرانيا أن تنجح”. وقد التقطت عدسات الكاميرات ابتسامة زيلينسكي التي بدت أقرب إلى السخرية من هذا التوصيف.

وتكرّر المشهد خلال المؤتمر الصحافي المشترك، حين شدد ترامب على أن بوتين جاد في رغبته بإنجاح خطة السلام، قائلاً: “أخبرني بذلك بشكل واضح، وأنا أصدّقه”، ما أثار علامات استفهام على ملامح الرئيس الأوكراني.

ورغم إعلان ترامب أن التوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب بات قريبًا، فإنه لم يشر إلى إحراز أي تقدم ملموس في ما يتعلق بمصير الأراضي المتنازع عليها، سواء في محادثاته مع زيلينسكي أو مع بوتين.

وأوضح ترامب، الذي كان قد تعهّد بإنهاء الحرب في اليوم الأول من ولايته التي بدأت قبل نحو عام، أن الأسابيع المقبلة ستكون حاسمة لمعرفة ما إذا كان إنهاء النزاع ممكنًا، بعد حرب أودت بحياة عشرات الآلاف منذ شباط/فبراير 2022.

وبحسب الصيغة الحالية للخطة، التي جرى تعديلها عقب أسابيع من المفاوضات المكثفة بين واشنطن وكييف، يُفترض أن يتوقف القتال عند خطوط الجبهة القائمة في منطقة دونباس، مع إنشاء منطقة منزوعة السلاح.

في المقابل، تواصل روسيا المطالبة بتنازلات إقليمية من دون إظهار أي استعداد للتراجع، مستندة إلى المكاسب الميدانية التدريجية التي حققتها خلال السنوات الأربع الماضية. ودعا الكرملين، عقب الاتصال الهاتفي بين بوتين وترامب، القيادة الأوكرانية إلى اتخاذ “قرار شجاع” يقضي بسحب قواتها فورًا من دونباس، محمّلًا القادة الأوروبيين مسؤولية عرقلة جهود السلام.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع ذات صلة :

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us