في اليوم العالمي للأسرة… الامم المتحدة تحدد الاولويات وتسلط الضوء على التحديات

عرب وعالم 15 أيار, 2023
أسرة

تحيي الأمم المتحدة في الـ15 من مايو “اليوم العالمي للأسر”، بالتركيز على التوجه الكبير للتغيير الديموغرافي وتأثيره على الأسر. يأتي ذلك بعد أن وصل عدد سكان العالم في أواخر عام 2022 إلى 8 مليارات نسمة.

وأقر مؤتمر القمة العالمي للتنمية الاجتماعية، خلال العام 1995 في كوبنهاغن، بأهمية الأسرة باعتبارها الوحدة الأساسية للمجتمع، وأكد أنها تؤدي دورا أساسيا في التنمية الاجتماعية، لذلك ينبغي تعزيزها، والاهتمام بحقوق أفرادها وقدراتهم ومسؤولياتهم أعضائها.

وحينها عدد المؤتمر الأشكال المتعددة للأسرة في النظم الثقافية والسياسية والاجتماعية المختلفة، وشدد على أنه يحق لها الحصول على الحماية والدعم الشاملين.

يأتي يوم الأسرة العالمي هذا العام في ظل أرقام خطرة تنشرها الأمم المتحدة على موقعها الإلكتروني، موضحة أن هناك 2 في المئة من سكان العالم بلا مأوى، ويعيش 20 في المئة آخرون في مساكن غير لائقة.

وعلى الصعيد العالمي، يعيش أكثر من 23 في المئة من الأفراد، أي ما يعادل أكثر من مليار شخص، في أحياء فقيرة في المناطق الحضرية. وتشير التقديرات إلى أن النمو بنسبة 1 في المئة في سكان الحضر يزيد من حدوث الأحياء الفقيرة بنسبة 5.3 في المئة في منطقة آسيا الوسطى و2.3 في المئة في أفريقيا.

بالإضافة إلى ذلك، تقول الأمم المتحدة إنه بحلول عام 2030 سيكون ما يقرب من 12 في المئة من سكان العالم 65 عاما أو أكثر. وبحلول عام 2050، سيصل متوسط طول العمر على مستوى العالم إلى نحو 77.2 عاما.

ولكن ثمة تحسن، ففي عام 2019، بلغ متوسط العمر المتوقع عند الولادة 72.8 سنة على المستوى العالمي، وهو تحسن بنحو 9 سنوات منذ عام 1990.

لذلك تركز الأمم المتحدة في احتفالها هذا العام على تبادل المعرفة الحالية حول الاتجاهات الديموغرافية، بما في ذلك الشيخوخة والتضامن بين الأجيال، وتسهيل تحليل آثارها على الحياة الأسرية، والتوصية بالسياسات الموجهة نحو الأسرة التي تستجيب لاحتياجات الأسر في جميع أنحاء العالم.

وبعد أن وصل عدد سكان العالم في أواخر عام 2022 إلى 8 مليارات نسمة، سيستمر النمو السكاني وإن كان بمعدل متناقص، ومن المتوقع أن يصل إلى 9.8 مليارات في عام 2050 و11.2 مليار في عام 2100، الأمر الذي يزيد المخاوف بشأن آفاق التحضر المستدام وإدارة تغير المناخ، وفق الأمم المتحدة.

وفي الملف التحضيري لليوم الدولي للأسر، تشير الأمم المتحدة إلى أن التغيير الديموغرافي “يعد أحد أهم الاتجاهات الكبرى التي تؤثر على عالمنا وحياة ورفاهية العائلات في جميع أنحاء العالم. وتتشكل الاتجاهات الديموغرافية في الغالب من خلال أنماط الخصوبة والوفيات”.

إلا أن لانخفاض معدل الخصوبة بعض الإيجابيات وفق الأمم المتحدة، إذ يؤدي “إلى فوائد للأسر لأنها أكثر قدرة على الاستثمار في صحة أطفالهم وتعليمهم، مما يساعد بدوره في الحد من الفقر وتحقيق التنمية الاجتماعية والاقتصادية”.

تشير الأبحاث، حسب الأمم المتحدة، إلى أن انخفاض معدل الخصوبة يرتبط أيضا بزيادة مشاركة المرأة في القوى العاملة. ومن ناحية أخرى، بدأت بلدان عدة تعاني من انخفاض عدد السكان. ويعيش ثلثا سكان العالم حاليا في بلد أو منطقة تقل فيها معدلات الخصوبة عن 2.1 مولود لكل امرأة.

أمام هذا الواقع، توضح الأمم المتحدة أن بعض النساء يواجهن العديد من العقبات لتحقيق حجم الأسرة المطلوب، مثل متطلبات التعليم العالي، وارتفاع تكاليف رعاية الأطفال، وتحديات التوازن بين العمل والأسرة، والتقسيم غير المتكافئ للمسؤوليات المنزلية ومسؤوليات رعاية الوالدين المسنين. وتعتبر معالجة هذه القيود أمرا مهما حتى تتاح لجميع الأفراد الفرصة لتحقيق الأحجام العائلية التي يرغبون فيها.

من حيث معدل الوفيات، بلغ متوسط العمر المتوقع العالمي عند الولادة 72.8 سنة في عام 2019. ورغم أن فيروس نقص المناعة البشرية لا يزال مصدر قلق عالمي، فقد حدث انخفاض بنسبة 23 في المئة في الإصابات منذ عام 2010، وفق الأمم المتحدة.

وأوضحت أن العائلات تتأثر بشكل خاص باتجاهات أنماط الزواج. وفي حين أن الزواج لا يزال هو القاعدة السائدة في معظم أفريقيا وآسيا، فإن النسبة الإجمالية للأشخاص الذين يتزوجون تتناقص في أجزاء كثيرة من العالم. وفي العديد من بلدان العالم الشمالي وكذلك أميركا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي، تم تعويض الانخفاض في الزواج جزئيا من خلال زيادة المساكنة.

والطلاق والانفصال والترمل آخذان في الازدياد، وفق تقرير المنظمة الدولية، فالطلاق في كثير من الأحيان ضرورة لمنع أشكال مختلفة من العنف المنزلي والسماح بقدر أكبر من الاستقلال للنساء اللواتي يمكنهن إعالة أنفسهن ماليا من خلال العمل المأجور بشكل مستقل عن الزواج.

لكن، تقول الأمم المتحدة أن الطلاق يخلق أيضا تحديات للعائلات من حيث التغيير في الترتيبات السكنية، والحرمان الاقتصادي، والشعور بالوحدة المرتبط بتغيرات الشبكة الاجتماعية والتحديات في ترتيبات رعاية الأطفال.

وتقول المنظمة الدولية أن انخفاض معدلات الوفيات والخصوبة أدى إلى شيخوخة سريعة حيث تشير التوقعات السكانية في العالم إلى أنه بحلول عام 2050 سيصل متوسط طول العمر على مستوى العالم إلى نحو 77.2 سنة.

لذلك يتزايد الطلب على الرعاية طويلة الأجل في العديد من البلدان. وتقليديا، يلبي أفراد الأسرة القرويون، والنساء والفتيات غير المأجورات، احتياجات رعاية كبار السن. وتقول الأمم المتحدة أنه نظرا لأن الإقامة المشتركة بين الأجيال آخذة في الانخفاض على مستوى العالم، فإن نماذج الرعاية التي تعتمد في المقام الأول على العائلات غير كافية.

أمام هذا الواقع، تحتاج البلدان التي يتقدم سكانها في السن إلى تكييف البرامج العامة مع النسبة المتزايدة لكبار السن من خلال تحسين استدامة الضمان الاجتماعي وأنظمة المعاشات التقاعدية، ومن خلال إنشاء رعاية صحية شاملة وأنظمة رعاية طويلة الأجل.(الحرة)

من هنا تركز الأمم المتحدة في اليوم الدولي للأسر على التغيرات الديموغرافية السريعة، فهناك حاجة إلى سياسات سريعة الاستجابة لحماية رفاهية الأسر وجميع أفرادها. وتود المنظمة الدولية أن يؤدي الاحتفال باليوم الدولي للأسر لعام 2023 إلى زيادة الوعي بتأثير الاتجاهات الديموغرافية على الأسر.

المصدر: لبنان 24

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع ذات صلة :

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us