“البحر الأحمر” يقلق دول الخارج.. استراتيجية جديدة لمواجهة الحوثيين!
أعلنت القيادة الوسطى الأميركية قبيل فجر اليوم الاثنين، أن الحوثيين استهدفوا المدمّرة “يو إس إس لابون” بصاروخ مضاد للسفن في البحر الأحمر، فيما بدا ردا على الغارات التي شنتها واشنطن ولندن على مواقع لهم في اليمن.
وقالت القيادة الوسطى عبر منصة “إكس” إن مقاتلة أميركية أسقطت الصاروخ كروز الذي أطلق من منطقة خاضعة لسيطرة الحوثيين على المدمرة الأميركية في ساحل محافظة الحديدة غربي اليمن.
وأضافت أن الهجوم الحوثي في جنوب البحر الأحمر لم يسفر عن أضرار أو إصابات.
استراتيجية أمريكية جديدة
بعد عدة محاولات أمريكية من إرسال الولايات المتحدة مدمرات إلى البحر الأحمر لحماية الشحن التجاري. وبعد كشف النقاب عن عملية “حارس الازدهار”. ونقل واشنطن والعديد من الدول الغربية رسائل إلى الحوثيين عبر عُمان للحث على وقف التصعيد، لم يهدء التصعيد الحوثي، حتى اعتمدت أمريكا استراتيجية جدبدة وهي القصف المباشر على قواعد عسكرية للحوثيين.
فقد نفذت الولايات المتحدة ضربات جديدة، فجر السبت، قاعدة للمتمردين الحوثيين في صنعاء، غداة ضربات شنتها واشنطن ولندن على مواقع عسكرية للحوثيين ردا على هجماتهم في البحر الأحمر.
وتأتي هذه الضربات لليلة الثانية على التوالي في أعقاب أسابيع استهدف خلالها الحوثيون سفنا تجارية يشتبهون في أنها مرتبطة بإسرائيل أو متجهة إلى موانئ إسرائيلية، قرب مضيق باب المندب الاستراتيجي عند الطرف الجنوبي للبحر الأحمر، تضامنا مع حركة حماس بقطاع غزة، الذي يشهد حرباً مع إسرائيل منذ السابع من أكتوبر.
ونشرت دول غربية على رأسها الولايات المتحدة وبريطانيا، بوارج في البحر الأحمر، وشكلت واشنطن تحالفا بحريا دوليا لحماية الملاحة في المنطقة التي تمر عبرها 12 بالمئة من التجارة العالمية.
كاميرون يستعد لشن المزيد من الضربات
تحدثت جماعة الحوثي عن قصف جديد استهدف مواقع باليمن أمس الأحد، لكن واشنطن ولندن نفتا ذلك.
من جهته، أبدى وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون استعداد بلاده لشن مزيد من الضربات على أهداف للحوثيين في اليمن، في حال استمرار تعرّض السفن التجارية والعسكرية للهجوم في البحر الأحمر.
في المقابل، نقلت مجلة نيوزويك الأميركية عن المندوب الإيراني في الأمم المتحدة قوله إن “أي دولة تشارك في العدوان العسكري على اليمن قد تعرض نفسها للخطر”.
من جهته، دعا المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ جميع الأطراف المعنية إلى تجنب الإجراءات التي من شأنها أن تؤدي إلى تفاقم الوضع، أو تصعيد التهديد على طرق التجارة البحرية، وزيادة التوترات الإقليمية.
على صعيد متصل، أكد وزير خارجية الصين وانغ يي رفض استخدام القوة العسكرية ضد اليمن، مشيرا إلى أن المجتمع الدولي لم يفوض أي دولة لشنّ ضربات في اليمن.
أضرار إقتصادية
قال موقع “أكسيوس” الأميركي في تقرير، إن “الاضطرابات في البحر الأحمر تأخذ منعطفا نحو الأسوأ”، منوها بأنها يمكن أن “تؤدي إلى اختناقات جديدة في سلسلة التوريد العالمية المتوترة بالفعل”.
حيث أدت التوترات إلى ارتفاع أسعار النفط، وتعقيد الشحن لعدد من الشركات الكبرى، بما في ذلك “تسلا”، و”فولفو”.
وقالت شركتا “تسلا” و”فولفو” لصناعة السيارات، إن خطوط التجميع الخاصة بهما في أوروبا ستعلق خلال الأسابيع المقبلة، بسبب الهجمات في البحر الأحمر التي أجبرت سفن الشحن على اتخاذ مسارات أطول، مما عطل سلاسل التوريد.
من جانبها، قالت شركة فولفو، التي تملك حصة أغلبية في شركة صناعة السيارات الصينية “جيلي”، إنه سيتم تعليق الإنتاج في مصنعها في بلجيكا، لمدة 3 أيام الأسبوع المقبل؛ لأن “الطرق البحرية المعدلة” أخرت تسليم علب التروس.
ومنذ منتصف ديسمبر، قررت معظم شركات الشحن العالمية الكبرى تغيير مسار سفنها لتجنب المرور عبر البحر الأحمر والاتجاه نحو رأس الرجاء الصالح، بسبب هجمات المتمردين الحوثيين.
وأثارت الاضطرابات في البحر الأحمر، المخاوف بشأن نقص السلع الذي إذا استمر، يمكن أن يشعل التضخم العالمي من جديد.