تصريحات ترامب بشأن روسيا: تهديد جديد لإستقرار حلف شمال الأطلسي

عرب وعالم 18 شباط, 2024

بعد تصريحات الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب بشأن إمكانية تشجيع روسيا على هجمات ضد دول حلف شمال الأطلسي، أثارت هذه التصريحات موجة من الانتقادات والقلق الدولي. ويُعتبر تهديد ترامب بتحريك العدوانية الروسية بمثابة تحدي جديد للأمن الدولي واستقرار المنطقة، مما دفع إلى دعوات للتصدي بحزم لمثل هذه التصريحات والعمل على تحقيق الاستقرار والتعاون الدولي في المشهد السياسي العالمي.
تصريحات دونالد ترامب تأتي في سياق متزايد للتوترات الجيوسياسية بين الولايات المتحدة وروسيا، والتي شهدت تصاعداً خلال فترة رئاسته. يُعتبر حلف شمال الأطلسي، الذي يضم العديد من الدول الأوروبية بقيادة الولايات المتحدة، من أهم الأطراف في الاستقرار الإقليمي والدولي، وتهديده بالهجمات يثير قلق العديد من الدول الأعضاء ويعرض مصداقية الحلف للخطر.

وفي التفاصيل، قال ترامب السبت إنه قد “يشجّع” روسيا على مهاجمة الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي التي لا تفي بالتزاماتها المالية في حال عودته إلى البيت الأبيض بعد انتخابات تشرين الثاني/نوفمبر.

وفي تجمّع انتخابي في كارولاينا الجنوبية السبت، أشار ترامب إلى محادثة أجراها مع أحد رؤساء دول الناتو، دون أن يذكر اسمه.

وقال “وقف رئيس دولة كبيرة وقال +حسنًا يا سيدي، إذا لم ندفع وتعرضنا لهجوم من روسيا، هل ستحموننا؟+ فقلتُ +لم تدفع إذًا أنت متأخر في السداد. لا، لن أحميك، بل سأشجعهم على القيام بما يريدون. عليك أن تدفع. عليك أن تسدد فواتيرك”.

وينتقد الرئيس الأميركي السابق الذي يُرجَّح أن يخوض الانتخابات الرئاسية في تشرين الثاني/نوفمبر في مواجهة بايدن، بانتظام حلفاءه في التحالف العسكري لعدم تمويل المؤسسة بشكل كاف. وهدد مرات عدة بالانسحاب من التحالف في حال عودته إلى البيت الأبيض.

وانتقد بايدن تصريحات ترامب ووصفها بأنها “مروعة وخطرة”، محذرا الأحد من أن الرئيس السابق ينوي إعطاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين “الضوء الأخضر لمزيد من الحروب والعنف”.

وقال بايدن في بيان “اعتراف دونالد ترامب بأنه ينوي إعطاء بوتين الضوء الأخضر لمزيد من الحروب والعنف، وليواصل هجومه الوحشي على أوكرانيا الحرة ويوسع نطاق عدوانه ليشمل شعوب بولندا ودول البلطيق، أمر مروع وخطير”.

“تصريحات متهورة”

وأثارت تصريحات ترامب السبت غضبا واستياءً في أوروبا وداخل التكتل الدفاعي.

ورأى رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال الأحد أن “التصريحات المتهورة بشأن أمن الناتو والتضامن بموجب المادة الخامسة لا تخدم سوى مصالح (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين” و”لا تحقق مزيدا من الأمن والسلام للعالم”.

بموجب المادة الخامسة من معاهدة تأسيس الحلف، فإنّ أيّ هجوم على أيّ من دوله الأعضاء يعتبر هجوما على الحلف بأسره ويستدعي ردّ فعل مشتركا منه.

وحذر الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ، من جانبه، الأحد من تصريحات “تقوض أمننا”.

وقال في بيان إن “أي اقتراح يمتنع بموجبه الحلفاء عن الدفاع عن بعضهم يقوض أمننا جميعا، بما في ذلك الولايات المتحدة، ويعرض الجنود الأميركيين والأوروبيين لخطر متزايد”.

وردّ البيت الأبيض السبت على تصريحات ترامب، مشيدًا بجهود بايدن لتعزيز التحالفات مع دول مختلفة حول العالم.

وقال المتحدث باسم البيت الأبيض أندرو بيتس في بيان مساء السبت “إن تشجيع الأنظمة المجرمة على غزو أقرب حلفائنا أمر مروع ومجنون”.

وأضاف “بدلًا من الدعوة إلى الحروب وتعزيز الفوضى غير المتوازنة، سيواصل الرئيس بايدن تعزيز القيادة الأميركية”.

“رواية”

دانت السفيرة الأميركية السابقة لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي التي تسعى أيضًا إلى الحصول على ترشيح الحزب الجمهوري للانتخابات الرئاسية، تصريحات ترامب.

وقالت “دعونا لا نقف إلى جانب غاشم يقتل معارضيه”، في إشارة إلى بوتين.

وأضافت “نريد أن يدفع الحلفاء في حلف شمال الأطلسي مستحقاتهم، لكن هناك وسائل للحصول عليها دون (…) أن نقول لروسيا افعلي ما يحلو لك مع هذه الدول”.

حاول السناتور الجمهوري ماركو روبيو، من جانبه، الأحد التقليل من شأن تصريحات ترامب.

وأكد هذا النائب عن فلوريدا أن الرئيس السابق “قص رواية” فقط، لأنه “لا يتحدث كأي سياسي تقليدي”.

وأضاف “ليس لدي أي مخاوف” حيال مستقبل التحالف في حال فوز ترامب بالانتخابات.

استخدم ترامب كل نفوذه لدى أعضاء الكونغرس الجمهوريين لعرقلة مشروع قانون ينص على رصد أموال جديدة لأوكرانيا وإسرائيل، وعلى إصلاح نظام الهجرة في الولايات المتحدة لمعالجة أزمة الحدود الأميركية المكسيكية.

ويدرس مجلس الشيوخ حاليًا حزمة مساعدات خارجية بقيمة 95 مليار دولار تفصل المساعدات عن قضية الحدود بالكامل.

وتضمّ هذه الحزمة التي ستُناقَش الأسبوع المقبل تمويل حرب إسرائيل ضد مقاتلي حماس ومساعدات لتايوان حليفة واشنطن، فيما ستساعد حصة الأسد كييف على تعويض إمدادات الذخيرة المستنفدة والأسلحة وغيرها من الحاجات الحيوية مع دخول الحرب بين روسيا وأوكرانيا عامها الثالث.

ولطالما عارض ترامب مواصلة الولايات المتحدة تقديم مساعدات لأوكرانيا.

موقف النرويج من الإنفاق الدفاعي

كما قال رئيس وزراء النرويج إن البلاد “مستعدة للوقوف والمشاركة” في الإنفاق الدفاعي، قبل قمة حلف شمال الأطلسي (ناتو) في واشنطن يوليو المقبل، مضيفا أن أوسلو تعد خطة دفاعية جديدة طويلة المدى.

وحددت البلاد العام الماضي هدفا للمرة الأولى لرفع إنفاقها الدفاعي إلى ما لا يقل عن 2 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي بحلول عام 2026، وذلك تماشيا مع الهدف الذي طال انتظاره بين أعضاء الحلف.

وصدم الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب الأوروبيين في وقت سابق من هذا الشهر، عندما قال إنه سيشجع روسيا على “فعل ما تريد” لأعضاء الناتو الذين لم ينفقوا ما يكفي.

والتزمت الدول الأعضاء بهدف إنفاق 2 بالمئة من ناتجها المحلي على الدفاع، لكن لم تفعل جميعها ذلك بشكل فردي.

وعندما سئل عما إذا كان بإمكان النرويج تقديم الموعد النهائي، بدا أن رئيس الوزراء يوناس غار ستوره يفتح المجال أمام تسريع هذه العملية، قائلا لـ”رويترز”، السبت، إن الحكومة ستقدم في الأشهر المقبلة خطة دفاعية جديدة طويلة الأجل، تعتمد على لجنة واسعة من الخبراء وجميع الأحزاب السياسية.

وأضاف: “مفتاح ذلك هو التعزيز الكبير للاستثمار في قدرتنا الدفاعية. سيكون ذلك واضحا قبل قمة واشنطن”، في إشارة إلى قمة الحلف بين 9 و11 يوليو.

وانخفض إنفاق النرويج على الدفاع كحصة من النشاط الاقتصادي الإجمالي في أعقاب نهاية الحرب الباردة، لكن الحرب في أوكرانيا أظهرت الحاجة إلى جيش أقوى.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع ذات صلة :

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us