بعد 200 عام من الحياد.. السويد تتفادى الخطر الروسي وتدخل “الناتو”

عرب وعالم 7 آذار, 2024

رسمياً، أصبحت السويد عضواً في منظمة حلف شمال الأطلسي “الناتو”، وذلك بعد قرنين من الحياد و18 شهراً من المفاوضات.

وكان قد دفع الغزو الروسي لأوكرانيا في شباط 2022 السويد إلى إعادة تقييم وضعها الأمني، وكذلك الأمر بالنسبة لفوائد عضوية الناتو، حيث أعرب العديد من السويديين، عن دعمهم للقرار.

ومن المقرر أن يتم الاثنين، رفع علم السويد أمام مقر الحلف في بروكسل.

ويعني انضمام السويد، بعد فنلندا العام الماضي، أن كل الدول الواقعة على بحر البلطيق باستثناء روسيا، أصبحت الآن أعضاء في الناتو.

ووعدت روسيا، الأسبوع الماضي، باتخاذ “إجراءات مضادة” ردا على انضمام ستوكهولم، ستكون مرهونة “بظروف ومدى اندماج السويد في الحلف الأطلسي”.

وأكدت روسيا في وقت سابق، إنّها ستتخذ إجراءات عسكرية وفنية وإجراءات مضادة أخرى لم تحددها لحماية نفسها.

وقالت ماريا زاخاروفا المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية: “سنراقب عن كثب ما ستفعله السويد في التكتل العسكري العدائي، وطريقة ممارستها للعضوية عمليا، وعلى هذا الأساس، سنرد بخطوات انتقامية ذات طبيعة عسكرية وفنية إلى جانب خطوات أخرى”.

وأضافت أن تحرك السويد للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي يؤجج التوتر ويثير النزعة العسكرية.

وكان “الناتو” قد بدأ ضم أعضاء جدد مع العمل على تعزيز دفاعاته في أوروبا الشرقية منذ الغزو الروسي لأوكرانيا.

وتأسس حلف شمال الأطلسي (الناتو) عام 1949، وكان يضم في ذلك الوقت 12 دولة تتضمن الولايات المتحدة، والمملكة المتحدة، وكندا، وفرنسا.

وكان الهدف من تأسيسه الحد من توسع “نفوذ الاتحاد السوفييتي” حينها، وهو تكتل من الدول الاشتراكية من بينها روسيا.

وتقضي المعاهدة المبرمة بين الدول أعضاء الناتو بأنه حال تعرض أي منها لهجوم، تساعد باقي الدول في صد هذا الهجوم.

وليس للناتو جيشا خاصا به، لكن الدول الأعضاء يمكنها اتخاذ إجراءات عسكرية جماعية استجابة لأي أزمات. كما يمكنها التنسيق فيما بينها لوضع خطط عسكرية وإجراء تدريبات عسكرية مشتركة.

توسع “الناتو” وتخوّف من حرب أوكرانيا

ويحمل عضوية التحالف العسكري الآن 31 دولة في أوروبا وأمريكا الشمالية، والتي تتضمن المملكة المتحدة، والولايات المتحدة، وكندا، وفرنسا، وألمانيا، وإيطاليا، وإسبانيا، وتركيا.

وبعد انهيار الاتحاد السوفييتي عام 1991، انضمت عدة دول في منطقة أوروبا الشرقية إلى الحلف، هي ألبانيا، وبلغاريا، والمجر وبولندا والتشيك وسلوفاكيا ورومانيا وليتوانيا ولاتفيا وإستونيا.

ومع بدء الحرب الروسية ضد أوكرانيا قال حلف شمال الأطلسي إنّ هذا الإجراء العسكري الروسي هو “الخطر الأكبر والأكثر مباشرة على من الحلفاء”.

وبعدما ظلت السويد وفنلندا على الحياد لعقود من الزمن، تقدمتا بطلبات للانضمام إلى الحلف في أيار 2022 بسبب الحرب الروسية.

وانضمت فنلندا، التي تبعد بحوالي 1,340 كيلو مترا عن الحدود البرية الروسية، إلى حلف شمال الأطلسي نيسان 2023.

عقبات عرقلة انضمام السويد

وأُجّل انضمام السويد إلى التحالف العسكري الأمريكي الأوروبي نظرا لمعارضة كل من تركيا والمجر.

وتزعم تركيا أن السويد توفر “ملاذا آمنا” لميليشيات كردية، مطالبة بالمزيد من الجهود من قبل السلطات السويدية على صعيد قمع جماعات المتمردين مثل ميليشيات حزب العمل الكردستاني الذي تصنفه تركيا “منظمة إرهابية”.

رغم ذلك، وافقت أنقرة على دعم حصول السويد على عضوية الناتو في كانون الثاني الماضي.

كما دعمت المجر، التي غضبت من وصف السويد لها بأنها “تحيد عن الديمقراطية”، ستوكهولم في الحصول على عضوية التحالف العسكري.

وبانضمام هذه الدولة الأوروبية إلى حلف شمال الأطلسي، يكون هذا هو التوسع الأكبر على الإطلاق للحلف منذ التسعينيات من القرن العشرين. ومن المقرر أن يضيف هذا التوسع حوالي 300,000 من قوات الاحتياط إلى القدرات العسكرية للتحالف.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع ذات صلة :

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us