تصعيد مفاجئ وتقدم سريع في سوريا.. وقلق دولي من التطورات الراهنة!

لا يزال التصعيد المفاجئ والتقدم السريع الذي شهدته الساحة السورية، يسيطر على سلّم الأحداث في المنطقة، بعد وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل. في وقت تتوالى التطورات الميدانيّة في ثاني أكبر مدن سوريا، وسط قلق دولي من التطورات الراهنة.
وفي السياق، بالتزامن مع قصف الطيران السوري والروسي ريفي إدلب وحماة، حققت الفصائل المسلحة و”هيئة تحرير الشام” المزيد من التقدم في حلب شمال سوريا، خلال الساعات القليلة الماضية.
فقد أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان، اليوم الأحد، أن تلك الفصائل سيطرت على بلدتي خناصر والسفيرة، فضلاً عن طريق حلب دمشق أو ما يعرف بـ M5، ومطار كويرس بريف حلب بالإضافة إلى مواقع عسكرية أخرى على أطراف حلب.
كما أوضح أن مدينة حلب باتت كلياً خارج سيطرة الجيش السوري، عقب انسحاب وحداتها منها دون مقاومة.
ولفت مدير المرصد، رامي عبد الرحمن، إلى أن هيئة تحرير الشام والفصائل المتحالفة معها سيطرت على مدينة حلب بالكامل، باستثناء الأحياء الخاضعة لسيطرة القوات الكردية، ما يجعل المدينة لأول مرة خارج سيطرة قوات النظام منذ اندلاع النزاع” عام 2011.
إلى ذلك، قطع الجيش السوري الطريق الرابط بين حلب والرقة، وفقاً لوكالة “رويترز”.
فيما أفادت معلومات بأن الطيران الروسي استهدف عدة مواقع في إدلب، ما أدى إلى مقتل 4 وإصابة العشرات.
كما أشار إلى وجود حركة كثيفة لطائرات الاستطلاع، وسط حالة من القلق بين المدنيين في المنطقة.
منظومة دفاع جوي روسية
من جهتها، أعلنت هيئة تحرير الشام” والفصائل أنها استولت على منظومة دفاع جوي روسية، بعدما فرضت سيطرتها على المزيد من المناطق في حلب، منها قاعدة ومطار كويرس.
كما أشارت أيضا إلى أنها سيطرت على الأكاديمية العسكرية ومنطقة الشيخ نجار في حلب، فضلا عن المحطة الحرارية بريف حلب الشرقي وكلية المدفعية في الراموية داخل المدينة.
كذلك أفادت بالسيطرة على سجن حلب المركزي ومخيم حندرات.
تعزيزات للجيش وغارات
في المقابل، أعلن الجيش السوري أن الفصائل لم تثبت مواقع لها في المدينة، جراء الغارات الجوية.
كما أوضح أنه انسحب قبل يومين من مواقعه في حلب، بغية إعادة التموضع والتمركز، لافتاً في الوقت عينه إلى أنه سيحشد من أجل منع تلك الفصائل من السيطرة على حماة.
إلى ذلك، قطع الطريق الرابط بين حلب والرقة، وسيطر بشكل كامل على أراضي عدد من القرى شمال محافظة حماة المتاخمة لمحافظتي حلب وإدلب، حسب ما نقلت وسائل إعلام محلية.
كما سيطر على مداخل ومخارج بلدات تل الناصرية وتل السمان وزور الجديد وزور المحروقة وزور الحيصة وزور قصيعية وزور بلحسين الواقعة بريف حماة الشمالي.
يذكر أن الهجوم المباغت الذي شنته الفصائل المسلحة انطلق منذ الأربعاء الماضي، بشكل مفاجئ، فيما انسحبت معظم القوات السورية من حلب، ثاني أكبر المدن في البلاد، علماً أنها كانت أحكمت قبضتها عليها منذ عام 2016، إثر هزيمة المسلحين.
وأدى هذا الهجوم إلى تصاعد المخاوف في العراق، فضلا عن وروسيا وإيران، حليفتي دمشق، بينما أكدت أنقرة أن لا علاقة لها بهذا التطور العسكري.
تحذير تركي لقسد
على وقع انسحاب القوات السورية من حلب، شمال البلاد، وسيطرة “هيئة تحرير الشام” وبعض الفصائل المسلحة على المدينة، أطلقت مصادر أمنية تركية تحذيرات للقوات الكردية.
فقد نبهت تلك المصادر من اعتبار انسحاب القوات الحكومية السورية من المناطق الخاضعة لسيطرتها في الشمال فرصة للتقدم.
وقالت في تصريحات اليوم الأحد، إن مسلحين أكراد، في إشارة إلى قوات سوريا الديمقراطية المعروفة اختصارا بقسد، والمدعومة أميركياً، اعتبروا ترك القوات الحكومية السورية للمناطق الخاضعة لسيطرتها فرصة، وعملوا على تنفيذ خطة لإقامة ممر بين تل رفعت(شمال غربي حلب) وشمال شرق سوريا، وفق ما نقلت وكالة رويترز.
إيران تؤكد دعم بلاده لسوريا
ومن جانب، جدد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي دعم بلاده لسوريا.
وأكد عراقجي في تصريحات اليوم الأحد دعم بلاده “الحازم” لدمشق.
كما أشار إلى أنه سيتوجه إلى دمشق لنقل رسالة بلاده إلى الحكومة السورية، وفحواها أن طهران “ستدعم بشكل حازم الحكومة والجيش السوريين”، وفق ما نقلت وكالة الأنباء الرسمية (إرنا).
قلق دولي
وكات قد أعربت جامعة الدول العربية، السبت، عن قلقها البالغ إثر التطورات الأخيرة في سوريا.
وأكد الجامعة، ضرورة احترام وحدة وسيادة سوريا وسلامة أراضيها.
مواضيع ذات صلة :
![]() “ضبط 9 ملايين حبة كبتاغون”.. بيان للداخلية السورية | ![]() رفع العقوبات عن سوريا: نافذة أمل لاقتصاد لبنان؟ | ![]() جابر: رفع العقوبات عن سوريا يدعم الاقتصاد اللبناني |