تصاعد التوتر في سوريا: العين على دمشق وتحركات إقليمية ودولية

تحوّلت مسألة “دخول دمشق” إلى حديث الساعة، بعدما أعلن ما يُعرف باسم “غرفة عمليات الجنوب” أنّ الوجهة المقبلة للفصائل المسلحة في سوريا هي دمشق.
في السياق، نقل تقرير لصحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية، عن مسؤولين أميركيين، قولهم إنّ “دمشق قد تتعرض للتهديد قريبًا”، من جانب الفصائل المسلحة.
أما الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، فقد أعرب عن “أمله” في أن تواصل الفصائل تقدمها في سوريا، وقال إن “بالطبع الهدف دمشق: تقدم المعارضين متواصل”.
وأشار إلى أنّ “إدلب وحماة وحمص أصبحت بيد فصائل المعارضة السورية، وإن هدف المعارضة بالطبع هو دمشق”.
وأوضح أنّ “مسيرة المعارضة مستمرة، وهي تواصل تقدمها… ونأمل أن تستمر هذه المسيرة في سوريا دون حوادث أو مشكلات”.
ولفت إردوغان، في تصريحات في إسطنبول، أمس الجمعة، إلى الدعوات التي وجهها إلى الرئيس السوري بشار الأسد للقائه لبحث التطبيع بين أنقرة ودمشق في إطار حل سياسي للأزمة السورية.
في المقابل، أعلن الجيش السوري، السبت، أنه بدأ تنفيذ إعادة انتشار لقواته في درعا والسويداء، وذلك في ظل ما اعتبرها “محاولات لإشغاله عن العمليات القتالية في حماة وحمص”.
وذكر بيان صادر عن القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة في سوريا، أوردته وكالة الأنباء السورية (سانا): “قامت قواتنا العاملة في درعا والسويداء بتنفيذ إعادة انتشار وتموضع وإقامة طوق دفاعي وأمني وقوي ومتماسك على ذلك الاتجاه”.
وأضاف أن هذا التحرك يأتي “بعد أن قامت عناصر إرهابية بمهاجمة حواجز ونقاط الجيش المتباعدة بهدف إشغال قواتنا المسلحة التي بدأت استعادة زمام الأمور في محافظتي حمص وحماة في مواجهة التنظيمات الإرهابية”.
وأكد البيان أن “القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة تؤكد أنها تتعامل مع مجريات الأحداث انطلاقًا من حرصها على أمن الوطن والمواطنين وستواجه الإرهاب بكل حزم وقوة”.
وكانت الفصائل المسلحة قد تقدمت الجمعة إلى مدينة حمص، وذكرت مصادر في الفصائل أن قواتها سيطرت على مدينة درعا في الجنوب، بعد أن توصلت إلى اتفاق مع الجيش لضمان انسحاب منظم لجنوده.
وفي السياق ذاته، سيطر تحالف مدعوم من الولايات المتحدة بقيادة مقاتلين أكراد على مدينة دير الزور شرقي سوريا، والمعبر الحدودي الرئيسي مع العراق، ليفرض سطوته بذلك على المناطق الصحراوية الشاسعة في شرق سوريا في تحركين خاطفين.
وتحركت فصائل معارضة محلية في الجنوب، في محافظتي درعا والسويداء، مستفيدة على الأرجح من تراجع القوات الحكومية.
مواقف وردود فعل
في المقابل، أصدرت وزارة الخارجية الأميركية، السبت، بيانًا حثت فيه مواطنيها على مغادرة سوريا فورًا، مشيرة إلى تصاعد حدة الاشتباكات المسلحة في مختلف أنحاء البلاد، مما يجعل الوضع الأمني غير مستقر وغير قابل للتنبؤ.
وقالت الوزارة في بيانها الذي نقلته وكالة “رويترز”: “تحث وزارة الخارجية المواطنين الأميركيين على مغادرة سوريا الآن بينما تظل خيارات السفر التجارية متاحة في دمشق”.
وأوضحت أن على المواطنين الذين يختارون البقاء أو غير القادرين على المغادرة إعداد خطط طوارئ للتعامل مع المواقف الحرجة والاستعداد للاحتماء في أماكنهم لفترات طويلة إذا تطلب الأمر ذلك.
من جهته، أعلن الأردن بعد التطورات الأخيرة في سوريا إغلاق معبر جابر الحدودي، وهو المنفذ الوحيد لعبور الأشخاص والتجارة مع الجانب السوري.
في حين نقلت وكالة أنباء “تاس” الروسية عن المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، قولها إن وزراء خارجية روسيا وتركيا وإيران سيعقدون محادثات بشأن سوريا في قطر، السبت.
مواضيع ذات صلة :
![]() جابر: رفع العقوبات عن سوريا يدعم الاقتصاد اللبناني | ![]() “التيار”: رفع العقوبات عن سوريا يمهّد الطريق لعودة النازحين | ![]() رجي يشيد بجهود بن سلمان لرفع العقوبات عن سوريا |