تفكك قارة إفريقيا: مسار جيولوجي نحو محيط جديد وقارة منفصلة

تشهد قارة إفريقيا تحولات جيولوجية هائلة قد تؤدي إلى تفككها وإنشاء محيط جديد يفصل شرق إفريقيا عن باقي القارة.
وقد أثارت هذه الظاهرة، المدفوعة بحركة الصفائح التكتونية، اهتمام العلماء حول العالم بسبب تسارع الأحداث المرتبطة بها، مثل ظهور شقوق أرضية ضخمة ونشاط زلزالي وبركاني متزايد.
ووفقًا لخبراء جيولوجيين، قد يحدث هذا التفكك في غضون مليون إلى خمسة ملايين سنة، وهو معدل أسرع مما كان يُعتقد سابقًا.
الصدع الإفريقي العظيم ودوره في الانقسام
ويمثل صدع شرق إفريقيا، الممتد بطول 3500 كيلومتر من البحر الأحمر إلى موزمبيق، المحرك الرئيسي لعملية تفكك القارة.
وفي العام 2005، ظهرت فجوة بطول 35 ميلًا في صحراء إثيوبيا نتيجة لهذه الحركات التكتونية. وقال البروفيسور كين ماكدونالد، أستاذ بجامعة كاليفورنيا، في تصريح لصحيفة ديلي ميل: “ما يحدث الآن هو بداية فصل قارة إفريقيا، حيث تتحرك الصفيحة الصومالية باتجاه الشرق مبتعدة عن الصفيحة النوبية.”
ووفقًا لماكدونالد، ستتدفق مياه المحيط الهندي إلى المنطقة الناتجة عن التصدع، ما يؤدي إلى إنشاء محيط جديد قد يصبح عميقًا مثل المحيط الأطلسي، إذ قال في تصريحه: “ستصبح أجزاء من شرق إفريقيا، بما في ذلك إثيوبيا وكينيا وتنزانيا، قارة جديدة تُعرف باسم ‘القارة النوبية’.”
النشاط الزلزالي والبركاني مرتبط بالتفكك
ويعتبر النشاط الزلزالي والبركاني أحد العلامات الواضحة لتفكك القارة، إذ أظهرت الدراسات التي نُشرت في مجلة Frontiers in Earth Science عام 2024 أن أوغندا وتنزانيا وأجزاء من الكونغو تُظهر شقوقًا ضحلة تنشأ من أعماق القشرة الأرضية بسبب ترقق الغلاف الصخري وذوبانه جزئيًا.
وكانت قد ظهرت في كينيا (الواقعة شرق إفريقيا)، في العام 2018 فجوة أرضية ضخمة بعد أمطار غزيرة، وشعر السكان المحليون بهزات أرضية مصاحبة لهذه الظاهرة.
في السياق أشارت الدكتورة سارة ستامبس من جامعة فرجينيا للتكنولوجيا إلى أن “معدل الامتداد أسرع في الجزء الشمالي من الصدع، مما يجعل تشكل المحيطات الجديدة يبدأ هناك أولًا.”
ولفهم الظواهر الجيولوجية المرتبطة بتفكك إفريقيا، استخدم الباحثون بيانات من أجهزة استشعار جاذبية الأقمار الصناعية والمسح الزلزالي، وأوضحت المستشارة السابقة لوكالة ناسا، ألكسندرا دوتن، عبر قناتها على إنستغرام، أن البحيرات العظمى الإفريقية، التي تمثل 25% من المياه العذبة السطحية غير المجمدة في العالم، تشكلت نتيجة نشاط التصدع الذي سيؤدي في النهاية إلى انقسام شرق إفريقيا.
ومن المتوقع أن تعيد الشقوق الأرضية والنشاط التكتوني المستمر تشكيل تنوع الحياة البيولوجية في المنطقة، خاصة في البحيرات العظمى.
ووفقًا لدراسة أجرتها جامعة فرجينيا للتكنولوجيا، قد يؤدي تفكك القارة إلى تشكل جزر جديدة مثل مدغشقر، التي يُتوقع انقسامها إلى جزيرتين منفصلتين.
في الختام، يعكس تفكك قارة إفريقيا تغيرات جيولوجية طبيعية على الأرض، وهو عملية بطيئة لكنها مستمرة قد تُعيد رسم خريطة العالم خلال ملايين السنين القادمة.
وبينما لن تكون هذه التحولات مرئية بشكل كبير في حياتنا اليومية، فإنها تشكل مثالًا قويًا على ديناميكيات الصفائح التكتونية وتأثيرها على مستقبل كوكبنا.
مواضيع ذات صلة :
![]() صلاح الرابع في قائمة اللاعبين الأعلى أجراً في إفريقيا.. فمن هو الأول؟ | ![]() نجم نيجيريا أفضل لاعب في إفريقيا | ![]() تسجيل 17 ألف إصابة بجدري القردة في دول الاتحاد الإفريقي |