على وقع جهود الهدنة: روسيا تتحضّر لتحرير كورسك.. وأوكرانيا تتوعّد بمواصلة القتال

تتواصل الجهود الدوليّة لإرساء هدنة بين روسيا وأوكرانيا لإنهاء الحرب المستمرة بين البلدين منذ أكثر من ثلاث سنوات. وفيما وافقت أوكرانيا على هدنة مؤقتة لمدة 30 يومًا اقترحها الجانب الأميركي خلال المحادثات التي جرت في السعودية، الثلاثاء الماضي، غير أنّ ردّ روسيا كان “غامضًا” بشكل كبير.
فقد ترك المتحدث باسم الكرملين، ديميتري بيسكوف، الأمر معلقًا على المكالمة التي ستجرى في وقت لاحق بين الرئيسين الأميركي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين.
لكن مصدرين مطلعين أكدا أنّ موسكو قدمت قائمة مطالب إلى واشنطن من أجل إنهاء الحرب في أوكرانيا وإعادة ضبط العلاقات مع الإدارة الأميركية، لكنّهما لم يوضحا ما تضمنته لائحة الشروط هذه بشكل محدد، مكتفيين بالقول إن مسؤولين روسًا وأميركيين ناقشوها خلال محادثات مباشرة وافتراضية على مدار الأسابيع الثلاثة الماضية.
إلّا أنّ المصدرين كشفا أن شروط موسكو واسعة النطاق ومشابهة لتلك التي قدمتها إلى كييف وواشنطن وحلف شمال الأطلسي (الناتو) سابقًا، أي حرمان كييف من عضوية الناتو، واتفاق على عدم نشر قوات أجنبية في أوكرانيا، والحصول على اعتراف دولي بتبعية شبه جزيرة القرم وأربع مقاطعات أخرى لروسيا.
عملية روسية لتحرير كورسك
على الصعيد الميداني، أفادت وكالة تاس الروسية للأنباء، نقلًا عن المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، بأنّ العملية الروسية لطرد القوات الأوكرانية من منطقة كورسك غربي روسيا دخلت مرحلتها الأخيرة.
جاء ذلك بعد أن زار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كورسك أمس الأربعاء، لأول مرة منذ سيطرة القوات الأوكرانية على أجزاء منها في آب.
بوتين يأمر جيشه بتحرير كورسك
وقد أمر بوتين الجيش الروسي بأن “يحرر بشكل كامل” منطقة كورسك الروسية، حيث أعلنت قواته إحراز تقدم سريع في الأيام الأخيرة على حساب القوات الأوكرانية.
وقال بوتين لرئيس الأركان فاليري غيراسيموف بحسب تصريحات بثها التلفزيون الروسي: “أتوقع أن تنجز كل المهمات القتالية التي تخوضها وحداتنا، وأن يتم قريبًا تحرير أراضي منطقة كورسك بالكامل من العدو”.
وأكد أنه يريد طرد القوات الاوكرانية “في مستقبل قريب وفي أقرب وقت”.
ورد غيراسيموف أن قواته استعادت السيطرة “على أكثر من 1100 كلم مربع” من الأراضي التي احتلها الجيش الأوكراني منذ آب، “أي أكثر من 86 في المئة من المنطقة التي احتلت سابقًا”.
وأشار إلى أنه “في الأيام الخمسة الأخيرة، تم تحرير 24 بلدة و259 كلم مربعًا من أراضي منطقة كورسك”.
كذلك، أكد رئيس الأركان الروسي أن قواته “عزلت” القوات الاوكرانية في المنطقة وأسرت 430 جنديًا اوكرانيًا خلال تقدمها الأخير.
قائد الجيش الأوكراني: سنواصل القتال
في المقابل، أعلن قائد الجيش الأوكراني أوليكساندر سيرسكي أن القوات ستواصل عملياتها في منطقة كورسك الروسية “ما دام كان ذلك ملائمًا واقتضت الضرورة ذلك”، مشيرًا إلى أن القتال مستمر في بلدة سودجا ومحيطها.
وكتب سيرسكي على فيسبوك: “وحدات قوات الدفاع الأوكرانية تتحرك في مناورة إلى مواقع أفضل، إذا لزم الأمر”، مؤكدًا أن إنقاذ حياة الجنود يمثل أولوية.
وأضاف: “في وضع هو الأكثر صعوبة، فإن أولويتي كانت وستبقى إنقاذ حياة الجنود الأوكرانيين. ولهذا الغرض، تقوم وحدات قوات الدفاع عند الضرورة بمناورات نحو مواقع أكثر ملاءمة”، مستخدمًا صيغة يلجأ إليها الجانبان الروسي والأوكراني عادةً للحديث عن تراجع.
لكن سيرسكي لفت إلى معارك “مستمرة” في ضاحية مدينة سودجا “التي باتت شبه مدمرة”.
وقال: “رغم تنامي الضغط، نحافظ على خطوط الدفاع في منطقة كورسك ما دام هذا الأمر ضروريًا”، مستبعدًا بذلك انسحابًا كاملًا من الاراضي الروسية.
من جهة أخرى، أعلنت روسيا أنّ دفاعاتها الجوية أسقطت في خلال الليل 77 طائرة مسيّرة أوكرانية فوق مناطق مختلفة من أراضيها.
وأوضحت وزارة الدفاع في بيان، أنه تم إسقاط وتدمير 30 مسيرة فوق منطقة بريانسك على الحدود مع أوكرانيا و25 مسيرة فوق كالوغا، كما تم اعتراض المزيد من المسيرات فوق مناطق كورسك وفورونيج وروستوف وبلغورود.