بين رصاص الداخل وغارات الخارج: تطوّرات خطيرة في محيط دمشق

تشهد الساحة السورية تطوّرات أمنية متسارعة في محافظة دمشق، وسط تصاعد التوتّرات بين القوات الأمنية ومجموعات مسلحة، وامتداد التدخلات الإقليمية، خصوصًا من الجانب الإسرائيلي.
وفي ظلّ هذه الأجواء المشحونة، أفادت مصادر أمنية وإعلامية عن سقوط قتلى في صفوف الأمن السوري، تزامنًا مع تنفيذ إسرائيل ضربات جوّية داخل الأراضي السورية.
وفي التفاصيل، كشف مصدر أمني سوري مقتل عنصر أمن في غارةٍ إسرائيليةٍ سابقةٍ في محافظة دمشق، حسب وكالة رويترز.
أتى ذلك، بعدما أعلنت وزارة الداخلية في وقت سابق، اليوم الأربعاء، أنّ مجموعاتٍ مسلحةً أطلقت النار على آليات المدنيين والأمن العام في صحنايا، ما أدى إلى مقتل 16 عنصرًا أمنيًا. كما شدّدت على أنّها ستضرب بيد من حديد كل من يسعى لزعزعة أمن سوريا.
من جهته، حثّ مدير الأمن العام في ريف دمشق المقدّم حسام الطحان، اليوم الأربعاء، سكان صحنايا على التزام المنازل. كما دعاهم إلى الإبلاغ عن أي عناصر عصابات متواجدة بالقرب من منازلهم.
وأكّد أن القوات الأمنية “قامت بتمشيط عددٍ من مواقع المجموعات الخارجة عن القانون في أشرفية صحنايا، وألقت القبض على عددٍ من الأفراد”، مشددًا على أن العملية ما زالت مستمرة.
فيما حمّلت الهيئة الروحية لطائفة المسلمين الموحدين الدروز في جرمانا، “السلطات السورية المسؤولية الكاملة عمّا حدث، وعن أي تطورات لاحقة أو تفاقم للأزمة”.
موقف إسرائيلي لافت
ووسط الهدوء الحذر الذي خيّم على بلدة صحنايا، إثر انتشار العناصر الأمنية بعد اشتباكات وتوتّرات، حلّق طيران حربي يُعتقد أنّه إسرائيلي على مستوى منخفض فوق المنطقة.
بينما كشفت مصادر مطلعة أن مسيّرةً أطلقت صاروخًا تجاه مقرٍ لمسلحين كانوا يستعدون لاستهداف الدروز، وفق ما نقلت هيئة البث الإسرائيلية.
فيما أكدت مصادر إسرائيلية مطّلعة أنّ الغارة بالطائرة المسيّرة على مجموعة مسلحة في بلدة الساخنة في دمشق لم تسفر عن قتلى، لكنها شكلت رسالةً تحذيريةً إلى الحكم في دمشق، وفق ما نقلت هيئة البث الإسرائيلية.
وأكدت أن الجيش والاستخبارات الإسرائيلية فضلًا عن قيادة المنطقة الشمالية يتابعون التطورات في سوريا.
وأعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، ووزير دفاعه يسرائيل كاتس، في بيان، أنّ الجيش الإسرائيلي “نفّذ عمليةً تحذيريةً وهاجم مجموعةً مسلحةً كانت تستعد لمهاجمة السكّان الدروز في بلدة الساخنة في محافظة دمشق في سوريا”.
كما أوضح البيان أنّه “تم توجيه رسالة جدّية أيضًا للحكم السوري، مفادها بأن إسرائيل تتوقع منه التحرك لمنع إلحاق الأذى بالدروز”.
وشدّد على أنّ “إسرائيل ملتزمة تجاه الطائفة الدرزية وحمايتها في سوريا”.