جو بايدن يُعلن إصابته بمرض خطير

عرب وعالم 20 أيار, 2025

أعلن الرئيس الأميركي السابق جو بايدن (82 عامًا) عن إصابته بنوعٍ عدواني من سرطان البروستات، مع انتشار المرض إلى العظام، بحسب بيان رسمي صدر عن مكتبه الشخصي يوم الأحد، 18 أيار 2025، ما أثار موجة من التضامن والدعوات بالشفاء من شخصيات سياسية بارزة من الحزبين الجمهوري والديمقراطي، وأعاد تسليط الضوء على مسيرته الصحية الطويلة ومسألة التقدم في السن لدى القادة السياسيين.

تفاصيل التشخيص: مرض عدواني لكنه قابل للعلاج

وفق البيان الذي تناقلته شبكة CNN ووسائل إعلامية أميركية منها The New York Times وNBC News، فإنّ الرئيس السابق بايدن خضع مؤخرًا لفحص طبي كشف عن وجود “عُقدة في البروستات”، تزامنًا مع معاناته من أعراض متزايدة. وأظهرت نتائج الخزعة أن السرطان من نوع عدواني، مع درجة Gleason 9 (الدرجة الخامسة)، وهي من أعلى درجات التصنيف وتشير إلى احتمال مرتفع لانتشار المرض، وهو ما أكّدته الفحوصات التي أظهرت انتقال السرطان إلى العظام (metastasis).

لكن الخبر الإيجابي الوحيد نسبيًا، بحسب ما ورد في البيان، هو أن السرطان يبدو “حساسًا للهرمونات”، ما يعني إمكانية إدارته طبيًا بفعالية، سواء عبر العلاج الهرموني أو خيارات أخرى، يجري الآن استكشافها مع فريق بايدن الطبي.

ردود فعل متضامنة من مختلف الأطراف السياسية

نشر بايدن بنفسه عبر منصة X (تويتر سابقًا) يوم الإثنين:

“السرطان يمسّنا جميعًا. مثل كثيرين منكم، تعلّمت أنا وجيل أننا في أشد حالاتنا قوة في لحظات الانكسار. شكرًا لكم على المحبة والدعم.”

الردود على هذا الإعلان لم تتأخر، وبرز بينها رسالة الرئيس السابق دونالد ترامب، الذي كتب على منصة Truth Social:

“أنا وميلانيا حزينان لسماع خبر إصابة جو بايدن. نتمنى له الشفاء العاجل والناجح، ونبعث بتحياتنا لجيل والعائلة.”

فيما أعربت نائبة الرئيس السابقة كامالا هاريس عن دعمها قائلة:

“جو مقاتل، وسيتعامل مع هذا التحدي كما فعل دائمًا: بالقوة والمرونة والتفاؤل.”

الرئيس السابق باراك أوباما عبّر عن تضامنه في بيان رسمي قائلاً:

“لا أحد فعل أكثر من جو بايدن في مجال دعم أبحاث السرطان. ميشيل وأنا نصلّي لشفائه العاجل.”

خلفية طبية: ما هو سرطان البروستات؟

يُعدّ سرطان البروستات من أكثر أنواع السرطان شيوعًا لدى الرجال، خصوصًا بعد سن الـ60. وبحسب الجمعية الأميركية للسرطان (American Cancer Society)، فإن نحو رجل من كل ثمانية سيُشخّص بهذا النوع من السرطان خلال حياته، وهو ثاني أكثر أسباب الوفاة بالسرطان لدى الرجال الأميركيين بعد سرطان الرئة.

الدكتور آلان تان، رئيس قسم المسالك البولية في مركز فاندربيلت الطبي في ناشفيل، والذي لم يكن ضمن الفريق المعالج لبايدن، قال إن درجة Gleason 9 تعني أن السرطان “عدواني بطبيعته”، لكن يمكن التعامل معه بشكل فعّال إذا استُخدمت العلاجات المناسبة.

من جانبه، أوضح الدكتور كريس جورج، اختصاصي سرطان البروستات في Northwestern Medicine، أن “الكثير من المرضى المصابين بسرطان عدواني يعيشون سنوات طويلة بجودة حياة مقبولة إذا تم العلاج بشكل سليم”.

هل تُعيد هذه الحالة النقاش حول السن والقيادة؟

يُعدّ جو بايدن الرئيس الأكبر سنًا في تاريخ الولايات المتحدة. وقد واجه خلال ولايته تساؤلات مستمرة حول قدراته الذهنية والبدنية. وتفاقمت هذه الشكوك بعد أدائه المتعثر خلال مناظرة انتخابية مع دونالد ترامب في حزيران 2024، ما دفعه لاحقًا إلى الانسحاب من السباق الرئاسي، بعد ضغوط داخل الحزب الديمقراطي.

وقد أشار كتاب جديد للصحافيين جيك تابر (CNN) وأليكس طومسون (Axios) إلى أن فريق بايدن لاحظ تدهورًا في قدراته الذهنية قبل الانسحاب، مشيرًا إلى مواقف حرجة، منها عدم تمييزه الممثل الشهير جورج كلوني خلال مناسبة عامة في منتصف 2024.

لكن بايدن نفى هذه المزاعم في مقابلة تلفزيونية حديثة مع برنامج “ذا فيو” على قناة ABC، قائلاً: “كل ما يُقال عن تدهوري غير صحيح. كنت أعمل يوميًا وبشكل متواصل، وما زلت كذلك.”

عائلة بايدن والسرطان: تاريخ طويل مع الألم

يُذكر أن جو بايدن كان قد فقد ابنه بو بايدن في عام 2015 بسبب سرطان الدماغ، وهو ما دفعه لاحقًا لإطلاق مبادرة Cancer Moonshot عام 2016 خلال فترة توليه منصب نائب الرئيس. وقد استُعيدت المبادرة خلال ولايته الرئاسية، حيث خصص لها تمويلات بمئات ملايين الدولارات لدعم الأبحاث، وتوسيع برامج الكشف المجاني، ما ساهم في فحص نحو 8 ملايين أميركي من مختلف أنواع السرطان، بحسب بيانات البيت الأبيض.

وفي أول ظهور علني له بعد انسحابه من السباق الرئاسي عام 2024، أعلن بايدن عن منح بقيمة 150 مليون دولار لدعم أبحاث جديدة تتيح “تدخلات جراحية أكثر دقة في إزالة الأورام”، بحسب تصريحاته آنذاك.

العلاج وخيارات المستقبل

حتى الآن، لم يُعلن بشكل رسمي عن مكان العلاج، لكن مصدرًا مطّلعًا أفاد لقناة CNN أن بايدن يقيم في منزله في ويلمنغتون، ديلاوير، بينما يناقش مع عائلته وأطبائه خيارات العلاج، التي قد تشمل العلاج الهرموني أو العلاج المناعي أو العلاجات الموجهة.

وبينما يرى بعض المراقبين أن إعلان المرض قد يشكّل لحظة “وحدة وطنية” عابرة في ظل الانقسام السياسي العميق في الولايات المتحدة، يرى آخرون أن المرحلة المقبلة ستعيد طرح النقاش حول شيخوخة القادة وتأثير ذلك على القرارات السياسية.

مرض الرئيس الأميركي السابق جو بايدن هو تذكير جديد بأن المرض لا يفرّق بين شخص وآخر، وأن الزعماء، مهما علا شأنهم، ليسوا بمنأى عن التجارب المؤلمة التي يواجهها ملايين الأشخاص حول العالم يوميًا. لكن ما يميّز اللحظة هو الردّ الإنساني الذي تجاوز الخلافات السياسية، لتقديم الدعم لرجلٍ شغل أعلى منصب في البلاد، ويخوض اليوم معركة شخصية لا تقل صعوبة عن معاركه السياسية السابقة.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع ذات صلة :

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us