المفاوضات النووية الأميركية – الإيرانية إلى روما في جولتها الخامسة

تنطلق الجولة الخامسة من المحادثات غير المباشرة بين الولايات المتحدة وإيران، غدًا الجمعة 23 أيار، في العاصمة الإيطالية روما، برعاية سلطنة عُمان، التي تواصل لعب دور الوسيط الهادئ في نزاع معقّد طال أمده حول برنامج طهران النووي.
وأعلن وزير الخارجية العُماني بدر بن حمد البوسعيدي عن موعد هذه الجولة عبر “وكالة الأنباء العُمانية”، مؤكدًا استمرار بلاده في مساعيها لتقريب وجهات النظر بين طهران وواشنطن. وتأتي هذه الجولة بعد أربع جولات سابقة عقدت منذ نيسان الماضي، لكن من دون اختراق حقيقي في جدار الأزمة.
البيان الصادر عن الخارجية الإيرانية أشار إلى قبول طهران المقترح العُماني، مع التأكيد أنّ الوفد الإيراني ذاهب إلى روما بـ”نيّة جادّة” للدفاع عن حقوق الشعب الإيراني في الاستخدام السلمي للطاقة النووية، بما في ذلك التخصيب، والمطالبة برفع العقوبات.
لا تراجع عن التخصيب
كما أكّد نائب وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أنّ بلاده لن تقبل بأي صفقة تُفضي إلى التخلّي عن حقّها في تخصيب اليورانيوم، معتبرًا أنّ هذا الحق مكفول في إطار القانون الدولي طالما أن البرنامج النووي الإيراني سلمي.
المتحدّث باسم الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي شدّد على ثبات الموقف الإيراني، مشيرًا إلى أنّ التفاوض لن يكون بأي ثمن، وأنّ العقوبات الأميركية “الجائرة” يجب أن تُرفع بالكامل في حال التوصل إلى اتفاق.
أمّا المرشد الأعلى علي خامنئي فقال خلال كلمة ألقاها في ذكرى وفاة الرئيس الإيراني السابق إبراهيم رئيسي نقلتها وكالة أنباء “مهر”: “لا أعتقد أن المحادثات النووية مع الولايات المتحدة ستؤدّي إلى نتائج. لا أعلم”، منتقدًا التصريحات الأميركية التي وصفها بـ”العبثية” و”الوقحة”، خصوصًا فيما يتعلق بمسألة التخصيب.
أميركا: لن نقبل بالتخصيب
على الضفة الأخرى، جاءت الرسائل الأميركية صارمةً، إذ صرّح وزير الخارجية ماركو روبيو، خلال جلسةٍ للجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الأميركي، بأنّ بلاده لن تقبل بأي اتفاق يسمح لإيران بامتلاك قدرة على تخصيب اليورانيوم، مؤكّدًا أن العقوبات المفروضة على طهران “ستبقى سارية ما لم تشملها بنود الاتفاق النهائي”.
وعلى الرَّغم من أن واشنطن لم تعلن عن مستوى تمثيلها في الجولة المقبلة من المفاوضات، فإنّ تصريحات روبيو تعكس أنّ الإدارة الأميركية لا تزال منقسمةً بين أطراف تؤيد العودة إلى نوع من التفاهم المرحلي، وأخرى تعتبر أنّ أي اتفاق غير صارم سيفتح الباب أمام إيران لتطوير برنامجها النووي العسكري.
إسرائيل تستعد لخطةٍ بديلةٍ إذا فشلت المحادثات
وكشف موقع “أكسيوس” الأميركي، نقلًا عن مصدريْن إسرائيلييْن، أنّ تل أبيب تستعدّ لتوجيه ضربة عسكرية إلى المنشآت النووية الإيرانية في حال انهيار المفاوضات.
المصادر أشارت إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عقد هذا الأسبوع اجتماعًا حسّاسًا مع كبار قادة الأمن والاستخبارات لبحث سيناريو فشل المحادثات، مشيرةً إلى أنّ أي هجوم لن يكون ضربةً محدودةً، بل “حملة عسكرية تمتدّ لأسبوع على الأقل”.
ووفقًا للمصادر ذاتها، فإنّ الجيش الإسرائيلي كثّف تدريباته استعدادًا لهذا الاحتمال، في حين يُدرك الجيش الأميركي تمامًا ما تقوم به إسرائيل من تحضيرات ميدانية.
ويُقال إنّ إدارة الرئيس دونالد ترامب، على الرَّغم من علمها بالخطط الإسرائيلية، قلقة من أن يُقْدِمَ نتنياهو على هذه الخطوة من دون الحصول على ضوء أخضر من واشنطن، وهو ما قد يضع الولايات المتحدة في موقف حرج إقليميًا ودوليًا.
تحذيرات أوروبية
من جانبها، أبدت دول الترويكا الأوروبية (ألمانيا، فرنسا، بريطانيا) تشاؤمًا متزايدًا. فقد نقلت وكالة “رويترز” عن دبلوماسيين أنّ الدول الثلاث ستفعّل آلية إعادة فرض العقوبات على إيران إذا لم يتم التوصل إلى اتفاقٍ بحلول آب المقبل.
مسؤول أوروبي رفيع رجّح أنّ المحادثات قد تأخذ وقتًا أطول من 18 شهرًا، في ظلّ مشهدٍ جيوسياسي أكثر تعقيدًا الآن.
مواضيع ذات صلة :
![]() أميركا قلقة من استخدام برنامج ذكاء اصطناعي من “علي بابا” بهواتف “أيفون” | ![]() ترامب يختتم زيارته الخليجية من أبو ظبي… استثمارات ضخمة وشراكة تكنولوجية | ![]() من أصول لبنانية… حفيد جديد ينضم إلى عائلة ترامب |