إسرائيل تراهن على فشل المفاوضات… وتستعدّ لضرب المنشآت النووية الإيرانية

عرب وعالم 22 أيار, 2025

كشفت معلومات استخباراتية أميركية حديثة، اطلعت عليها شبكة “CNN”، عن أنّ إسرائيل قد تكون بصدد التحضير لتوجيه ضربةٍ ضدّ منشآت نووية إيرانية، في حال انهيار المفاوضات الأميركية – الإيرانية، حسبما أكد مصدران إسرائيليان مطّلعان.

ووفقًا لمصادر أميركية مطلعة، فإنّ مثل هذه الضربة، إن نُفّذت، ستمثل خروجًا واضحًا عن النهج الدبلوماسي الذي يتبنّاه ترامب، وقد تفتح الباب أمام مواجهةٍ أوسع في الشرق الأوسط، ولا سيما بعد أن أعادت حرب غزّة الأخيرة التوتّرات الإقليمية إلى الواجهة.

وعلى الرَّغم من أن القرار النهائي من قبل القيادة الإسرائيلية لم يُحسم بعد، إلّا أن النقاش داخل أروقة الإدارة الأميركية يشهد انقسامًا حادًّا بشأن ما إذا كانت إسرائيل ستُقدم فعلًا على هذه الخطوة.

وتشير مصادر استخباراتية إلى وجود إشاراتٍ ملموسةٍ قد تدلّ على استعدادات عسكرية إسرائيلية، من بينها نقل ذخائر جوية وإجراء تدريبات جوية واسعة. غير أنّ بعض المحلّلين لا يستبعدون أن تكون هذه التحرّكات بمثابة وسيلة ضغط تهدف إلى دفع إيران نحو تقديم تنازلاتٍ في الملف النووي.

وبحسب أحد المطّلعين على تقييمات الاستخبارات الأميركية، فإنّ احتمال توجيه إسرائيل لضربة أصبح أكثر واقعيةً في الأشهر الأخيرة، خصوصًا إذا رأت تل أبيب أنّ أي اتفاق أميركي – إيراني قد يُبقي على جزءٍ من القدرات النووية الإيرانية.

الخيار العسكري بعد أسابيع

الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي شدّد مرارًا على رغبته في التوصل إلى “صفقة جيدة” مع إيران، كان قد أرسل رسالة إلى المرشد الأعلى علي خامنئي في آذار 2025، وضع فيها مهلةً زمنيةً من 60 يومًا لنجاح المسار الدبلوماسي. ومع مرور أكثر من هذه المدّة، من دون تحقيق تقدم ملموس، بدأت أصوات داخل إدارته تتحدث مجدّدًا عن “الخيار العسكري” كبديل محتمل.

وفي هذا السّياق، صرح دبلوماسي غربي بارز التقى ترامب مؤخرًا بأن الرئيس الأميركي أعرب عن استعداده لإعطاء المحادثات “أسابيع فقط” قبل التحوّل إلى العمل العسكري، إلّا أن البيت الأبيض لا يزال حاليًا متمسكًا بالمسار التفاوضي.

إسرائيل بين الضغوط والحسابات

من جانبه، يجد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو نفسه أمام ضغوطٍ داخليةٍ متزايدةٍ لعدم القبول باتفاق أميركي ترى إسرائيل أنّه لا يحقّق الأمن الاستراتيجي، مع ضرورة المحافظة على علاقاته القوية مع ترامب الذي كان قد اختلف معه سابقًا في ملفات إقليمية مهمة.

ويقول جوناثان بانيكوف، المسؤول الاستخباراتي الأميركي السابق المتخصص في شؤون الشرق الأوسط، إنّ “صنع القرار في إسرائيل سيكون رهنًا بما ستفضي إليه السياسات الأميركية”. وأضاف أنّ نتنياهو على الأرجح لن يقدم على أي خطوة عسكرية من دون تنسيق مع واشنطن.

بحسب “العربية”، فقد أشار مصدر مطّلع إلى أنّ الجيش الإسرائيلي يرى أن الفرصة المتاحة لتنفيذ ضربة فعالة ضد المنشآت النووية الإيرانية قد لا تبقى قائمةً لفترة طويلة، مما يدفعه للتفكير بالتحرّك السريع في حال تعثرت المحادثات الجارية.

ورفض المصدر تحديد الأسباب التي تدفع الجيش للاعتقاد أن فعّالية الضربة قد تتراجع مع مرور الوقت.

وفي السياق نفسِه، نقلت “العربية” عن مصدر إسرائيلي آخر قوله إنّ بنيامين نتنياهو “يراهن على انهيار المفاوضات النووية، الأمر الذي قد يدفع الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى تبنّي موقف أكثر تشدّدًا، وربما يفتح المجال أمام إسرائيل للتحرك العسكري بدعم أميركي”.

كما كشفت مصادر أنّ رئيس الوزراء الإسرائيلي عقد اجتماعًا بالغ الحساسية في وقتٍ سابقٍ من هذا الأسبوع، ضم عددًا من كبار الوزراء ومسؤولي الأمن والاستخبارات، تناول تطورات المحادثات النووية مع إيران.

وفي المقابل، أعرب مسؤول أميركي عن قلق إدارة الرئيس دونالد ترامب من احتمال إقدام نتنياهو على خطوة عسكرية بشكل أحادي، حتّى من دون الحصول على ضوء أخضر من البيت الأبيض.

وتأتي هذه التطوّرات بعدما سلّم مبعوث البيت الأبيض، ستيف ويتكوف، اقتراحًا مكتوبًا إلى رئيس الوفد الإيراني عباس عراقجي، عبر وسيط عماني، قبل نحو عشرة أيام، في محاولةٍ للتوصل إلى اتفاق.

غير أنّ طهران نفت مرارًا في الأيام الأخيرة تلقّيها أي عرض مكتوب من الجانب الأميركي.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع ذات صلة :

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us