إسرائيل توسّع عملياتها العسكرية… وأزمة إنسانية خانقة تفاقم الوضع في غزّة!

تتسارع وتيرة التصعيد العسكري في قطاع غزّة وسط ظروفٍ إنسانيةٍ مأساويةٍ تتفاقم يومًا بعد يوم، إذ أعلن الجيش الإسرائيلي عن توسيع عملياته البرية وتكثيف تواجده العسكري في مختلف مناطق القطاع، بينما يعاني السكان من نقصٍ حادٍّ في الغذاء والدواء، ما أدّى إلى تفشي سوء التغذية وارتفاع عدد الوفيات. وفي ظلّ هذه الأزمة المستمرة، تتزايد معاناة المدنيين الذين يواجهون خطر المجاعة، في وقت تعجز فيه المساعدات الإنسانية عن تلبية الاحتياجات الأساسية لأكثر من مليون ونصف مليون نسمة محاصرين.
وفي التفاصيل، أعلن الجيش الإسرَائيلي، اليوم الأحد، عن توسيع نطاق عملياته وقواته العسكرية، في ظلّ تفشي سوء التغذية ونقصِ الغذاء والدواء بالقطاع. وأشار الجيش الإسرائيلي إلى دخول لواء المظلّيين القطاع خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية، لينضمّ إلى الهجوم على خان يونس تحت قيادة الفرقة 98.
وأكد الجيش الإسرَائيلي، في بيان، أن جميع ألوية المشاة والمدرّعات النظامية التابعة للجيش الإسرائيلي متمركزةٌ داخل قطاع غزّة، ويشارك إلى جانبهِم عددٌ قليل من ألويةِ الاحتياط.
في هذه الأثناء، أفاد إعلام إسرائيلي بأنّ مِروحِيات نقلت جنودًا جرحى من غزّة إلى مستشفيات إسرائيلية. يأتي ذلك بعد ورود أنباء عن حدث أمني طال الجنودَ الإسرَائيليين في معارك في مناطق شمال القطاع.
إلى ذلك، أعلن الدفاع المدني في غزّة أنّه تم انتشال جثامين 8 فلسطينيين قُتلوا نتيجةَ العمليات الإسرائيلية المتواصلة على مناطقَ شرقي خان يونس جنوبي القطاع.
تفاقم الأزمة الإنسانية
في الشِق الإنساني، أفاد الإعلام التابع لحركة حماس بأن 100 شاحنة مساعدات دخلت إلى غزّة فقط، وهو ما يمثل 1% من الاحتياجات الأساسية للسكان. وأفاد البيان بأن أكثر من 57 حالة وفاة سُجلت بسبب سوء التغذية ونقصِ الغذاء والدواء.
وتستمر الأزمة المتعلقة بالغذاء في مناطق قطاع غزّة المختلفة، ولا سيما شمالي القطاع الذي يواجه منعًا إسرائيليًا يتمثل بعدم وصول شاحنات المساعدات بالشكل الكافي حتّى اللحظة، وعرقلة عمل مخابز القطاع، حيث قُدّرت المخابز العاملة والتابعة لبرنامج الغذاء العالمي بـ 4 من أصل 25 فقط وهي لا تكفي لسدّ حاجات المواطنين، علاوةً على نفاد المواد الغذائية من الأسواق وارتفاع أسعارها بشكلٍ كبيرٍ، ما يرفع من مخاطِر توسّع رقعة سوء التغذية والمجاعة التي تهدّد حياة أكثر من 70 ألف طفل يواجهون شبح الموت نتيجة الجوع المستمر.
ختامًا، يظلّ قطاع غزّة محاصرًا بين تصاعد العمليات العسكرية الإسرائيلية وتفاقم الأزمة الإنسانية التي تتهدّد حياة السكان، خصوصًا الأطفال والمرضى. مع استمرار نقص الغذاء والدواء وغياب الدعم الكافي، يزداد الوضع سوءًا يومًا بعد يوم، ممّا يستدعي تحركًا عاجلًا من المجتمع الدولي للضغط من أجل وقف التصعيد وفتح ممرّات إنسانية تضمن وصول المساعدات الضرورية لإنقاذ الأرواح. وإلّا فإنّ شبح المجاعة والجوع سيظل يخيّم على غزّة، محوّلًا الأزمة إلى كارثة إنسانية لا حدود لها.