ترامب يلوّح بـ”إعلانٍ وشيكٍ” في مفاوضات إيران

أعاد الرئيس الأميركي دونالد ترامب تسليط الضوء على الملف النووي الإيراني، حين ألمح أمس الأحد إلى إحراز “تقدمٍ جادٍّ” في المحادثات الجارية مع طهران، كاشفًا عن إمكانية صدور إعلانٍ مهمٍ خلال “اليومين المقبلين”. جاءت تصريحاته بعد جولةٍ خامسةٍ من المفاوضات غير المباشرة، التي جرت برعاية سلطنة عُمان في العاصمة الإيطالية روما، وهي الجولة التي وصفها ترامب بأنّها “جيدة جدًا”، فيما اتّسم موقف الوسيط العماني بالحذر، واصفًا التقدم بأنّه “جزئي ولكن غير حاسم”.
تصريحات ترامب: تفاؤل لافت
“لقد أجرينا محادثات جيدة جدًا مع إيران”، هكذا قال ترامب للصحافيين في نيوجيرزي عقب مغادرته نادي الغولف، حيث قضى عطلة نهاية الأسبوع. وأضاف: “لا أعرف ما إذا كنت سأخبركم بشيء جيد أو سيئ خلال اليومين المقبلين، لكن لديّ شعور بأنني قد أخبركم بشيء جيد”.
وتابع: “لقد أحرزنا تقدمًا حقيقيًا، تقدماً جادًا”. وأردف: “دعونا نرى ما سيحدث، لكنّني أعتقد أننا قد نحصل على بعض الأخبار الجيدة على جبهة إيران”.
وبحسب قناة “الجزيرة”، فإنّ ترامب كان أكثر تفاؤلًا بشكلٍ ملحوظٍ من الوسيط العُماني للمحادثات بين الولايات المتحدة وإيران، الذي قال الجمعة إنّ الدولتين أحرزتا “تقدمًا جزئيًا ولكن غير حاسمٍ” في الجولة الخامسة من المفاوضات في روما.
ويمثّل هذا الخطاب تحوّلًا في لهجة ترامب، الذي كان أحد أبرز معارضي الاتفاق النووي الإيراني الموقّع عام 2015، والذي انسحب منه خلال ولايته الأولى في 2018، مُطلقًا سياسة “الضغوط القصوى” ضدّ طهران.
خلفيّة المفاوضات: العودة إلى الطاولة
تُعدّ المفاوضات الحالية، التي انطلقت في نيسان 2025، الاتّصال الأعلى مستوى بين واشنطن وطهران منذ انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق. وتُجرى هذه المحادثات بوساطة عُمانية في مقرّ السفارة العُمانية في روما، حيث شارك في الجولة الأخيرة المبعوث الأميركي الخاص للشرق الأوسط ستيف ويتكوف، ومدير تخطيط السياسات بوزارة الخارجية مايكل أنتون.
وتدور النقاشات حول كيفية كبح جماح البرنامج النووي الإيراني مقابل رفع جزئي للعقوبات الاقتصادية التي أثقلت كاهل الاقتصاد الإيراني.
موقف إيران: انفتاح مشروط وتمسّك بالتخصيب
من جهتها، أبدت طهران ترحيبًا حذرًا بالمقترحات المطروحة. وقال نائب وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، في تصريح للتلفزيون الإيراني، إنّ الجولة الأخيرة كانت “إحدى الجولات الأكثر مهنيةً”، مشيرًا إلى تقديم سلطنة عُمان “حلولًا جديدةً” لتجاوز العقبات، مع التأكيد على أنّ ما طُرح لا يُعد التزامًا من أي طرف.
كما أعلن عراقجي، خلال اجتماعٍ مع لجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني، ترحيب بلاده بفكرة إنشاء مركز إقليمي لتخصيب اليورانيوم، شرط ألا يُمسّ حق إيران في مواصلة التخصيب داخل أراضيها. وأضاف: “لم ولن نترك طاولة التفاوض، لكننا لن نتفاوض تحت الضغط”.
نقاط الخلاف: تخصيب اليورانيوم والضمانات
تبقى مسألة تخصيب اليورانيوم هي العقدة الأساسية في المفاوضات. إذ تُصرّ واشنطن على أن توقف إيران عمليات التخصيب أو تقلّلها إلى مستويات الاتفاق الأصلي (3.67%)، بينما تؤكّد طهران أنّها لن تتنازل عن هذا الحق. وقد ارتفع مستوى التخصيب الإيراني اليوم إلى 60%، أي أعلى بكثير من الحد المسموح، لكنه لا يزال دون العتبة التقنية اللازمة لصناعة سلاح نووي (90%).
ويُنتظر أن تُراجع الوكالة الدولية للطاقة الذرية هذا الملف خلال اجتماع مقرر في حزيران المقبل في فيينا، بالتزامن مع اقتراب انتهاء صلاحية الاتفاق النووي لعام 2015 في تشرين الأول المقبل.
مواضيع ذات صلة :
![]() رسالة أميركية: فترة السماح انتهت! | ![]() فرصة أخيرة للسلام في غزة: عرض أميركي جديد | ![]() إطلاق نار في فيلادلفيا… قتيلان وسط احتفال جماهيري |