أحزمة الزلازل الكبرى: أسرار الحزام الناري وخطر الصفائح المتحرّكة

على الرغم من تطوّر التكنولوجيا، تبقى الزلازل من أكثر الظواهر الطبيعية المباغتة والمربكة للبشرية، ولا سيّما في المناطق الواقعة على خطوط التصدّع الجيولوجي. وفي الأسابيع القليلة الماضية، عرفت مناطق عدّة حول العالم نشاطًا زلزاليًا متسارعًا، من أميركا اللاتينية إلى الشرق الأوسط، ما يعيد النقاش العلمي حول الأحزمة الزلزالية وخطرها المتجدّد.
المكسيك
سُجّل زلزال بقوّة 5.9 درجات في منطقة جزر رفيلا جيخيدو قبالة المكسيك، على بعد 402 كلم جنوب غرب بويرتو فالارتا، بعمق 10 كيلومترات.
وفي وقتٍ سابق، ضرب زلزال آخر بقوة 6.2 درجات منطقة تشياباس في المكسيك، بحسب المركز الألماني لأبحاث علوم الأرض، وكان مركزه على عمق 269 كيلومترًا، ما خفّف من تأثيره في السطح.
إيران
شهد جنوب غرب إيران هزةً أرضيةً بقوةٍ متوسطةٍ بلغت 5 درجات على مقياس “ريختر”، بحسب الشبكة الوطنية الكويتية لرصد الزلازل.
وشعر بها البعض في مناطق متفرّقة من الخليج العربي.
تشيلي
هزّ زلزال بقوة 5.7 درجات منطقة تاراباكا شمال تشيلي، على عمق 103 كيلومترات، بحسب المركز الأوروبي المتوسطي لرصد الزلازل.
وتعدّ تشيلي من أكثر الدول عرضةً للزلازل بسبب موقعها ضمن “الحزام الناري”.
تركيا والبحر المتوسط
وهزّ زلزال قوته 6.3 درجات منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط، شعر به سكان اليونان، تركيا، فلسطين، مصر، لبنان، وسوريا، من دون تسجيل أضرار تُذكر.
ما هي الأحزمة الزلزالية؟
يُجمع العلماء على وجود ثلاثة أحزمة رئيسية تُسجّل فيها النسبة الأكبر من الزلازل:
– الحزام الناري (Ring of Fire): يقع على أطراف المحيط الهادئ، ويمتدّ من تشيلي إلى المكسيك، فألاسكا، اليابان، الفيليبين، غينيا الجديدة، ونيوزيلندا. تحدث فيه أكثر من 80٪ من الزلازل حول العالم نتيجة احتكاك الصفائح التكتونية.
– الحزام الألبي: يمتد من إندونيسيا عبر جبال الهيمالايا، إيران، الأناضول، إلى البحر الأبيض المتوسط. يشمل دولًا مثل تركيا، إيران، واليونان، ويشهد نشاطًا زلزاليًا متكررًا.
– حزام منتصف الأطلسي: يحدث تحت الماء وبعيدًا عن المراكز الحضرية، لكن جزيرة أيسلندا الواقعة مباشرة فوقه شهدت زلازل عنيفة، مثل زلزال بقوة 6.9 درجات.
الأسباب العلمية
بحسب د. عبد السميع بهبهاني، أستاذ علم الجيولوجيا، تنجم الزلازل عن حركة الصفائح الأرضية فوق طبقة المانتل الشمعية، حيث تتجمّع الطاقة في نقاط التقاء الصفائح، ثم تُطلق على شكل هزّات أرضية.
على سبيل المثال، تصطدم الصفيحة العربية مع الأوروبية في منطقة شرق تركيا، ما يسبب زلازل عميقة تتجاوز شدّتها 8 درجات أحيانًا، كما حدث مؤخرًا.
أمّا في منطقة الخليج، فالزلازل غالبًا ما تكون أضعف، لأنّها تحدث في طبقات رملية تمتصّ جزءًا كبيرًا من الصدمة.
الزلازل البشرية؟
لا تقتصر أسباب الزلازل على الظواهر الطبيعية فقط، إذ يمكن للنشاطات البشرية كالتفجيرات النووية أو الحفر العميق للنفط أن تُحدث تصدّعات في القشرة الأرضية، ما يؤدي إلى زلازل صغيرة أو يُحفّز صدوعًا خامدة.
هل يمكن التنبؤ بالزلازل؟
على الرغم من دقّة أجهزة الرصد، لا يزال التنبؤ بالزلازل بدقّة زمنية ومكانية أمرًا غير محسوم عِلميًا.
وتُرسم خرائط احتمالية على المدى الطويل، لكن لا يمكن توقّع وقت وقوع الزلزال بدقّة.