نار التصريحات تشتعل بين ترامب وبوتين

باتت العلاقة بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين تعيش حالةً من التوتر العلني، وذلك بعد التصعيد الأخير في الحرب الروسية – الأوكرانية، وتحديدًا الهجمات الجوّية الروسية الواسعة على كييف ومدنٍ أخرى. ما دفع ترامب إلى توجيه انتقاداتٍ حادةٍ لبوتين، وصولًا إلى وصفه بـ”المجنون” والتحذير من أنّ استمراره بهذا المسار “سيؤدّي إلى سقوط روسيا”.
ترامب: بوتين يلعب بالنار
بدأت موجة الانتقادات مع منشور لترامب على منصته “تروث سوشال”، أمس الثلاثاء، قال فيه إنّ “ما لا يدركه فلاديمير بوتين هو أنّه لولا تدخّلي، لكانت حدثت أمور سيئة جدًّا لروسيا”. وأضاف: “إنه يلعب بالنار!”، في إشارة إلى الهجمات الروسية الأخيرة على المدن الأوكرانية، والتي وصفها بالتصعيد غير المقبول.
وقبلها بيوميْن، وصف ترامب بوتين بأنه “أصيب بالجنون”، متسائلًا “ماذا حدث له بحقّ الجحيم؟ إنه يقتل الكثير من الناس… لا يعجبني الأمر على الإطلاق”. وجاءت هذه التصريحات في أعقاب أكبر هجوم جوي تشنّه روسيا منذ بدء غزوها الشامل لأوكرانيا في شباط 2022، حيث أطلقت موسكو مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة، ما أسفر عن مقتل أكثر من 13 شخصًا وإصابة العشرات.
ردّ موسكو: ترامب يعاني من انفعالات عاطفية
لم تمرّ تصريحات ترامب مرور الكرام. فقد ردّ الكرملين على تعليقاته بالقول إنّ الرئيس الأميركي السابق “يعاني من انفعالات عاطفية زائدة”، بحسب المتحدث الرسمي دميتري بيسكوف، الذي قال إنّ تصريحات ترامب الأخيرة “مرتبطة بتوتّرات داخلية وتعبيرات عاطفية شديدة”.
وفي ردٍّ آخر، نشر نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، ديميتري ميدفيديف، تعليقًا على منصة “إكس” كتب فيه باللغة الإنكليزية: “لا أعرف إلّا شيئًا واحدًا سيئًا جدًّا… الحرب العالمية الثالثة. آمل أن يفهم ترامب هذا!”.
وجاء هذا التصريح ردًّا مباشرًا على تحذيرات ترامب من أن “أمورًا سيئةً جدًّا” كانت ستحصل لروسيا لولا وجوده.
مكالمة هاتفية استثنائية… لكنها لم تغيّر شيئًا
وعلى الرّغم من التوتّر العلني، كشفت تقارير إعلامية عن مكالمةٍ هاتفيةٍ استمرّت ساعتين بين ترامب وبوتين الأسبوع الماضي، جرت في سياق محاولات أميركية لتهدئة الجبهة وبلورة اتفاق وقف إطلاق نار.
وصرّح ترامب لاحقًا بأن المكالمة “سارت بشكلٍ جيدٍ للغاية”، وأعرب عن اعتقاده أن روسيا وأوكرانيا ستبدآن على الفور مفاوضات من أجل وقف القتال.
غير أنّ ردّ بوتين جاء مختلفًا، إذ أشار إلى أن بلاده “ستعمل مع أوكرانيا فقط لصياغة مذكّرة بشأن سلام محتمل في المستقبل”، في ما اعتبرته كييف وحلفاؤها الأوروبيون محاولةً روسيةً جديدةً لكسب الوقت وفرض واقع ميداني على الأرض.
وفي الوقت ذاته، ألمح ترامب إلى احتمال فرض عقوبات جديدة على روسيا في حال استمرار التصعيد، مشيرًا إلى أنه “يفكر جدّيًا” في هذه الخطوة. لكنه لم يؤكّد اتخاذ قرار نهائي، وهو موقف ترك الباب مفتوحًا أمام إمكانية التراجع.
تصريحات ترامب الأخيرة تمثل تحوّلًا جذريًا، خصوصًا أنه لم يتردّد في مهاجمة بوتين بشكلٍ مباشرٍ، متهمًا إياه بأنّه “يريد أوكرانيا كلها”، ومشدّدًا على أنّ هذه الرغبة، إنْ تحققت، “ستؤدي إلى سقوط روسيا”.
كما وجّه ترامب نقدًا شديدًا للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، واصفًا تصريحاته بأنّها “تسبّب المشاكل”، وقال: “كل شيء يخرج من فمه يسبّب مشاكل… ومن الأفضل أن يتوقف ذلك”.
في سياقٍ متصلٍ، أعلن المستشار الألماني فريدريش ميرتس أنّه لم تعد هناك أي قيود على استخدام الأسلحة التي قدمها الحلفاء لأوكرانيا، مؤكدًا أن كييف باتت حرةً الآن في استخدام هذه الأسلحة لاستهداف مواقع عسكرية داخل روسيا.
مواضيع ذات صلة :
![]() بوتين يعلن الهدنة… وزيلينسكي يوافق | ![]() بالفيديو: “مواجهة كلامية محتدمة” بين ترامب وزيلينسكي في البيت الأبيض | ![]() روسيا تحبط مخططًا لاغتيال قس مقرّب من بوتين |