واشنطن وطهران على مشارف تفاهم نووي… وإسرائيل تشعر بالقلق!

عرب وعالم 30 أيار, 2025

 

في ظلّ اقتراب الولايات المتحدة وإيران من التوصّل إلى اتفاق نووي شامل، بحسب مصادر مطّلعة داخل إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، برزت تحفّظات إسرائيلية متصاعدة، تُنذر بإمكانية نسف التفاهمات المرتقبة في لحظةٍ مفصليةٍ.

في السياق، كشفت صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية أن الولايات المتحدة تستعد لتقديم “ورقة شروط” إلى إيران، تطالب فيها بوقف كامل لتخصيب اليورانيوم، في إطار المفاوضات الجارية بين الطرفين منذ أكثر من 7 أسابيع.

ونقلت الصحيفة عن مسؤول أميركي رفيع قوله “إذا لم تقبل إيران بهذه الشروط، فلن يكون يوماً جيداً لها”، في إشارة إلى خيارات بديلة قد تتضمن تصعيداً عسكرياً.

وتأتي هذه التطورات في ظل تصاعد الخلافات بين واشنطن وتل أبيب حول كيفية التعامل مع الملف النووي الإيراني، إذ أعرب مسؤولون أميركيون عن أملهم في أن يعالج إطار العمل الجاري المخاوف الإسرائيلية، ويقنع القيادة الإسرائيلية بتأجيل أي هجوم وشيك على المنشآت الإيرانية.

وحسب الصحيفة، فإنّ إسرائيل تشعر بقلق متزايد من أنّ إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب تسير نحو اتفاق يتيح لطهران الحفاظ على بعض قدراتها النووية، خصوصاً في مجال التخصيب، مقابل ضمانات لا ترقى إلى خطها الأحمر المعلن، وهو “صفر تخصيب”.

وقد يُقيد هذا الاتفاق -في حال توقيعه- قدرة إسرائيل على تنفيذ ضربة عسكرية ضد إيران، ما يضعها في موقف معقد مع أقرب حلفائها.

وكان الرئيس ترامب، قد قال في تصريحات أدلى بها، الأربعاء، من المكتب البيضاوي، إنّه حذّر شخصيًا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من اتخاذ خطواتٍ “غير ملائمةٍ” قد تعرقل المحادثات الجارية مع طهران. وأضاف: “نعم، لقد فعلت… قلت له إنّه ليس من المناسب الآن القيام بأي إجراء مضادّ”. وتابع: “نجري محادثات جيّدة جدًا مع إيران، وسنرى ما الذي ستقود إليه”.
وتلعب سلطنة عُمان دور الوسيط في هذه المفاوضات غير المباشرة، التي يقودها من الجانب الأميركي المبعوث الخاص ستيف ويتكوف، والتي شهدت جولات متعدّدة خلال الأسابيع الماضية، بينها جولة خامسة في روما، لم يُعلن فيها عن تقدّمٍ يُذكر، على الرغم من التوافق على استمرار الحوار.

إيران تلوّح بتنازلات مشروطة وتُصرّ على “الحقّ السيادي”
في المقابل، أبدت طهران انفتاحًا مشروطًا على تعليق تخصيب اليورانيوم، مقابل الإفراج عن أموالٍ إيرانيةٍ مجمّدةٍ، والاعتراف بحقّها في التخصيب السلمي بموجب اتفاق سياسي يمهّد لاتفاقٍ نووي أوسع. وقال مصدران رسميان إيرانيان إنّ الجمهورية الإسلامية مستعدة للعودة إلى طاولة الاتفاق، شرط احترام حقّها السيادي في تطوير برنامجها النووي لأغراض مدنيّة.
وأكد الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان أنّ بلاده لا تسعى لامتلاك سلاح نووي، مشدّدًا على أنّ تخصيب اليورانيوم لأغراض عِلمية وسِلمية هو حقّ قانوني منصوص عليه في المعاهدات الدولية.

إسرائيل تُهدّد… والبيت الأبيض يخشى من “ضربة مفاجئة”
لكنّ هذا المسار الدبلوماسي لا يسير بسلاسةٍ، إذ تتزايد المخاوف من أن تُقْدِمَ إسرائيل على عمل عسكري مفاجئ ضدّ المنشآت النووية الإيرانية، ما قد يُفشل المساعي الأميركية. ونقلت صحيفة “نيويورك تايمز” أنّ نتنياهو هدّد بشكلٍ مباشرٍ بإفشال المفاوضات عبر شنّ ضربة استباقية على المنشآت الإيرانية، وهي تهديدات أكّدتها معلومات استخباراتية حصلت عليها واشنطن مؤخرًا، بحسب تقرير لـ”CNN”.
وأضاف التقرير أنّ مكالمة هاتفية بين ترامب ونتنياهو شهدت توتّرًا ملحوظًا، بسبب إصرار الأخير على رفض أي اتفاق جديد مع طهران، وتمسّكه بخيار العمل العسكري إذا لزم الأمر.
يُذكر أنّ نتنياهو كان قد رحّب بانسحاب ترامب من الاتفاق النووي عام 2018، وهو القرار الذي أدّى إلى إعادة فرض العقوبات الأميركية على طهران، ضمن سياسة “الضغوط القصوى”. لكنّ الإدارة الأميركية اليوم تسعى لتحقيق اختراق دبلوماسي جديد يعوّض الفشل في تسوية ملفات أخرى مثل الحرب في أوكرانيا أو النزاع المستمر في غزّة.

المخاطِر الإقليمية
توقّع مسؤولون في إدارة ترامب أن يُعقد الاجتماع المقبل بين الولايات المتحدة وإيران في إحدى دول الشرق الأوسط، وسط تفاؤل بإمكانية التوصل إلى اتفاق خلال الأسابيع القادمة
لكن الرهان ليس من دون مخاطِر؛ إذ إنّ أي ضربة إسرائيلية قد تُفشل الاتفاق وتفجّر صراعًا إقليميًا واسعًا ويؤثر في استقرار أسواق الطاقة العالمية.
وتبقى المعضلة الأساسية في حجم ونسبة تخصيب اليورانيوم الذي تقوم به إيران، إذ تؤكد الوكالة الدولية للطاقة الذرية أنّ طهران تخصّب حاليًا بنسبة 60%، متجاوزةً بكثير السقف الذي حدّده اتفاق 2015 (3.67%). وتُعتبر هذه النسبة مصدر قلق كبير للغرب، لكونها تُقرّب إيران نظريًا من مستوى التخصيب اللّازم لتصنيع سلاح نووي.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع ذات صلة :

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us