هدنة مؤجلة.. حماس تطالب بتعديلات على مبادرة ويتكوف ولا ترفضها

عرب وعالم 6 حزيران, 2025

في ظل الجهود المستمرة لوقف إطلاق النار في قطاع غزة والتوصل إلى اتفاق يضمن تهدئة شاملة، أعلنت حركة حماس أنها لم ترفض المقترح الذي قدّمه الوسيط الأميركي بريت ماكغورك والمبعوث القطري محمد العمادي، والمعروف إعلاميًا بـ”مقترح ويتكوف”، بل طلبت إدخال تعديلات جوهرية تضمن حقوق الشعب الفلسطيني وتُحقق الحد الأدنى من مطالبه الإنسانية والسياسية.

موقف حماس: تجاوب مشروط

وفي بيان رسمي، أكدت الحركة أن ما تم تداوله في بعض وسائل الإعلام عن “رفض” المقترح غير دقيق، موضحة أن موقفها يتّسم بالجدية والمسؤولية تجاه أي مبادرة تُسهم في إنهاء الاستهدافات الإسرائيلية ورفع الحصار عن غزة.

وأشار البيان إلى أنّ قيادة الحركة درست البنود المقترحة بعناية، وقدّمت ردًا واضحًا يتضمن ملاحظات وتعديلات تضمن تحقيق هدنة عادلة وشاملة، وإطلاق سراح الأسرى، وضمان تدفّق المساعدات الإنسانية، وبدء عملية إعادة الإعمار دون قيود أو شروط سياسية.

الأولوية: حماية الشعب وحقوقه

وأكدت مصادر مطّلعة في الحركة أنّ الملاحظات التي تم تقديمها للوسطاء لا تمس جوهر المقترح، بل تُعزز فرص نجاحه عبر توضيح بعض الصياغات وإزالة الغموض عن قضايا أساسية مثل الترتيبات الأمنية وضمانات التنفيذ.

كما شددت حماس على ضرورة أن يكون أي اتفاق ضمن إطار تفاهمات تضمن وقفًا دائمًا لإطلاق النار، لا مجرد هدنة مؤقتة تُستغل لإعادة تموضع اسرائيل، كما حدث في جولات سابقة.

الوسطاء: تفاؤل حذر

من جهتها، أعربت الأطراف الوسيطة، ومن بينها قطر ومصر، عن تفاؤلها بإمكانية التوصل إلى صيغة توافقية خلال الأيام القليلة المقبلة، في ظل ما وصفوه بـ”مرونة نسبية” من مختلف الأطراف، رغم استمرار الفجوات حول بعض التفاصيل.

وأكد مصدر دبلوماسي أن “رد حماس لم يكن رفضًا، بل بمثابة ورقة تفاوضية يمكن البناء عليها”، لافتًا إلى أن الجانب الأميركي يدرس الرد الفلسطيني ويجري مشاورات مع إسرائيل لتقريب وجهات النظر.

إسرائيل: المراوغة مستمرة

في المقابل، واصلت إسرائيل سياسة التلويح بالخيار العسكري، وكررت تصريحاتها عن “عدم القبول بشروط حماس”، في وقت تواجه فيه حكومة نتنياهو ضغوطًا داخلية وخارجية متزايدة لوقف الحرب، خصوصًا بعد مجزرة مخيم النصيرات الأخيرة، والتي أعادت الملف الإنساني إلى الواجهة الدولية بقوة.

مقترح ويتكوف

مقترح ويتكوف هو مبادرة دبلوماسية قدمها المبعوث الأميركي للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، بهدف التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة، وإنهاء الحرب المستمرة منذ أشهر.

أبرز بنوده:

هدنة لمدة 60 يومًا: تتضمن وقفًا مؤقتًا لإطلاق النار بين الطرفين.

صفقة تبادل أسرى: تشمل إطلاق سراح 28 من أصل 56 رهينة إسرائيلية محتجزة في غزة، مقابل أكثر من 1200 أسير ومعتقل فلسطيني.

إدخال مساعدات إنسانية: يتم السماح بتدفق المساعدات إلى قطاع غزة خلال فترة الهدنة.

ضمانات لوقف دائم لإطلاق النار: تطالب حماس بضمانات قوية بأن الهدنة المؤقتة ستؤدي إلى وقف دائم لإطلاق النار، وأن إسرائيل لن تستأنف القتال من جانب واحد كما حدث في السابق.

انسحاب القوات الإسرائيلية من غزة: تطالب حماس بانسحاب شامل للقوات الإسرائيلية من قطاع غزة.

وفي ضوء هذه التطورات، يبدو أن الكرة لا تزال في ملعب الوسطاء، الذين يسابقون الزمن لصياغة اتفاق معدل يحظى بموافقة جميع الأطراف. ومع تمسك حماس بمطالبها الأساسية، ورفضها لمقاربة “التهدئة مقابل الصمت”، تبقى فرص التوصل إلى اتفاق مرهونة بمدى استعداد إسرائيل لتقديم تنازلات حقيقية، تخرج غزة من نفق الحرب والحصار، وتفتح أفقًا لمرحلة جديدة من التهدئة الشاملة والمستقرة.

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us