زيلينسكي يكشف “مفاجأة شبكة العنكبوت”… والسائقون الروس نَقلوا المسيّرات من دون علمهم!

عرب وعالم 8 حزيران, 2025

في أوّل تعليق رسمي من القيادة الأوكرانية على العملية النوعية التي استهدفت 4 قواعد جوية روسية في العمق، كشف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، تفاصيل دقيقة وصادمة عن خطة الهجوم التي حملت اسم “شبكة العنكبوت”.

وفي مقابلة مع شبكة “ABC News” الأميركية، قال زيلينسكي إن العملية اعتمدت على سائقين روسيين نقلوا منصات الهجوم من دون علمهم، مؤكدًا أن الطائرات المسيّرة الهجومية كانت مخبأة داخل منازل متنقلة ذات أسقف قابلة للطي، جرى تحميلها على شاحنات مدنية ثم فتحها عن بُعد لتنفيذ الضربة.

وأضاف الرئيس الأوكراني: “لم يكن السائقون على دراية بأي شيء، بل قاموا بعملهم فحسب”.
وتابع: “لم يدركوا أنّ الحاويات التي نقلوها كانت مجهزة سرًا بطائرات من دون طيار ستهاجم المطارات الروسية.”

وأشار إلى أن العملية كانت محلية بالكامل، قائلًا: “أجهزة المخابرات الأوكرانية استخدمت أسلحتها فقط… لم نستعمل أي معدات من ترسانة الحلفاء، إذ أردت بشدة استخدام ما ننتجه فقط.”

تصريحات زيلينسكي تأتي بعد أسبوع على الهجوم العميق الذي نفذته كييف داخل الأراضي الروسية، والذي وُصف بأنه واحد من أقسى الضربات التي تلقّاها سلاح الجو الروسي منذ بدء الغزو الشامل لأوكرانيا.

وكان سلاح الجو الروسي قد تلقّى واحدةً من أعمق الضربات منذ اندلاع الحرب، بعدما نجحت أوكرانيا في تنفيذ عملية نوعية معقّدة استهدفت قواعد جوية استراتيجية داخل الأراضي الروسية، وأدّت إلى تدمير أو إلحاق أضرار جسيمة بما لا يقلّ عن 13 طائرة حربية، بينها 8 قاذفات من طراز Tu-95 بعيدة المدى والقادرة على حمل رؤوس نووية.

وكانت صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية ذكرت نقلًا عن خبراء أن الطائرات الروسية المتضرّرة جرّاء الهجوم الأوكراني على قواعد في العمق الروسي بلغت 13 طائرة على الأقل، وفقًا لما رصدته صور الأقمار الاصطناعية.
وأوضحت الصحيفة الأميركية أن الطائرات المتضررة شملت ما لا يقل عن 8 قاذفات من طراز Tu-95 بعيدة المدى والقادرة على حمل أسلحة نووية.
وأعلنت أوكرانيا أن أكثر من 40 طائرة تعرّضت للتدمير أو لأضرار جسيمة، فيما اعترفت روسيا فقط بتضرر “عدد من الطائرات نتيجة اندلاع حريق”.

أما المحلّلون المستقلّون المعتمِدين على مصادر مفتوحة، فيقدّرون العدد بما بين 10 إلى 12 طائرة.

وكشفت صحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية أن نتائج الهجوم الأوكراني بالطائرات المسيّرة، بينت أن روسيا فقدت قاذفات قد لا تتمكن تعويضها أبدًا، وأن أسطولها الجوي تلقّى ضربةً موجعةً قد تدفع موسكو إلى إعادة النظر في أسلوب شنّ غاراتها على أوكرانيا، إضافة إلى أن ضربات عميقة داخل الأراضي الروسية كشفت كلفة الحرب الطويلة.

وأشار التقرير إلى أن صور الأقمار الاصطناعية وتحليلات الخبراء أوضحت ضخامة العملية، مضيفًا أن الجرأة الأوكرانية، التي تمثلت في التخطيط السرّي على مدى 18 شهرًا لإخفاء طائرات مسيّرة داخل شاحنات بهدف ضرب قواعد جوية على بعد آلاف الكيلومترات من كييف، قابلها حجم كبير من الخسائر في صفوف سلاح الجو الروسي.

ويقول مايكل كوفمان المحلل العسكري في مؤسسة “كارنيغي للسلام الدولي”، إن الضربات الأوكرانية قلّصت قدرة روسيا على تنفيذ ضربات من مسافة بعيدة، عبر تدمير طائرات يصعب على موسكو تعويضها.
وأضاف: “قد لا يكون ذلك كافيًا لوقف الغارات الروسية على أوكرانيا، نظرًا لحجم أسطول القاذفات، لكنه يثبت أن مواصلة الحرب سيكلف روسيا الكثير، ليس فقط عسكريًا، بل من حيث مكانتها كقوة كبرى”.

وقال محللون لصحيفة “فايننشال تايمز” إنّ الطائرات التي تم استهدافها تمثل نحو 20% من القاذفات الروسية البعيدة المدى الجاهزة للاستخدام. وهي طائرات مصممة لتنفيذ هجمات عميقة داخل أراضي الخصم، وتحمل حمولات ثقيلة.

وأشار فابيان هوفمان، الباحث في جامعة أوسلو، إلى أن هذه الطائرات كانت من بين الأكثر جاهزية، بينما كانت غيرها تخضع للصيانة، ما يجعل خسارتها أكثر إيلاما.

أمّا ويليام ألبيرك، المسؤول السابق في حلف شمال الأطلسي والذي يعمل حاليا في مركز “ستيمسون”، فيقول إنّ الطائرات المستهدفة استخدمت لقصف أهداف مدنية داخل أوكرانيا، بينها الموجات الأخيرة من الهجمات.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع ذات صلة :

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us