“النووي الإيراني” بين تفاؤل طهران وتشدّد واشنطن… مفاوضات على حافّة الثقة!

وسط تصاعد التوتر بين طهران وواشنطن بشأن الملف النووي، تتأرجح الآمال بين التفاؤل بإمكانية التوصّل إلى اتفاق وواقع التصريحات المتشدّدة من الطرفين. ففي حين أبدى وزير الخارجية الإيراني تفاؤله بإحياء المفاوضات النووية، عبّر الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن تراجع ثقته بجدّية إيران في التخلّي عن طموحاتها النووية. هذا التباين في المواقف يعكس هشاشة المسار التفاوضي، على الرَّغم من اقتراب موعد جولة جديدة من المحادثات، وسط تضارب في التصريحات حول زمان ومكان انعقادها.
وفي هذا السّياق، أعلن الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، في مقابلة أذيعت، اليوم الأربعاء، أنّ ثقته تراجعت في احتمالات موافقة إيران على وقف تخصيب اليورانيوم في إطار اتفاق نووي مع الولايات المتحدة.
وردًا على سؤال في بودكاست “بود فورس وان”، الاثنين، عمّا إذا كان يعتقد أنه يستطيع إقناع إيران بالموافقة على التخلّي عن برنامجها النووي، قال ترامب: “لا أعرف، كنت أعتقد ذلك بالفعل، وأصبحت ثقتي تتراجع أكثر فأكثر في ذلك”.
“اتفاق مشروط على الطاولة”
في المقابل، أبدى وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، تفاؤله بإمكانية التوصل لاتفاق مع الولايات المتحدة حول برنامج إيران النووي.
وقال في منشور على حسابه “إكس”، اليوم الأربعاء، إنّ “ترامب دأب على التأكيد منذ تولّيه الرئاسة على أنه لن يسمح لإيران بامتلاك أسلحة نووية، ما يتماشى مع التوجه الإيراني، وقد يُشكل الأساس الرئيسي للتوصّل إلى اتفاق”.
كما رأى أن التوصل إلى اتفاق يضمن استمرار الطابع السلمي للبرنامج النووي الإيراني أصبح في متناول اليد، ويمكن تحقيقه بسرعة، مع استئناف المفاوضات الأحد المقبل.
إلّا أنّه ربط التوصل لاتفاق باستمرار برنامج التخصيب الإيراني، تحت الإشراف الكامل للوكالة الدولية للطاقة الذرية، والإنهاء الفعلي للعقوبات.
أتى ذلك، بعدما اعتبر الرئيس الأميركي أمس أنّ إيران أصبحت “أكثر عدوانية” في مفاوضاتها مع الغرب.
موعد المفاوضات
وفي وقت سابق، أمس الثلاثاء، أعلنت وزارة الخارجية الإيرانية أنّ جولةً جديدةً من المحادثات مع الولايات المتحدة مقررة الأحد.
غير أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب كان أعلن أمس أنّ المفاوضات ستجرى الخميس.
لكن مصدرًا قريبًا من الملف أشار إلى أن الاجتماع سيعقد على الأرجح الجمعة أو السبت.
إلى أن عاد بقائي وأكد أنّه من المقرر أن تُتابع المفاوضات الأحد.
وسبق أن نقلت شبكة “CNN” عن مسؤول في البيت الأبيض قوله إنّ الجولة المقبلة من المحادثات النووية الأميركية – الإيرانية ستُعقد إمّا في أوسلو في النروج، الجمعة أو في مسقط بسلطنة عُمان، الأحد.
ويأتي ذلك بعد أن طرحت الولايات المتحدة اقتراحًا يُشير إلى إمكانية استثمارها في برنامج الطاقة النووية المدنية الإيراني والانضمام إلى تحالفٍ يُشرف على تخصيب اليورانيوم منخفض المستوى داخل إيران لفترةٍ زمنيةٍ غير مُحددةٍ.
ومن المتوقع أن يضمّ هذا “الكونسورتيوم” دولًا من الشرق الأوسط والوكالة الدولية للطاقة الذرّية التابعة للأمم المتحدة.
وكان البلدان أجريا 5 جولات تفاوض بوساطة عمانية منذ 12 نيسان سعيًا إلى إيجاد بديل من الاتفاق الدولي المبرم مع إيران في العام 2015 لكبح برنامجها النووي في مقابل تخفيف العقوبات المفروضة عليها.
إلّا أنّ المفاوضات تعثرت عند مسألة تخصيب اليورانيوم، ففي حين أصرّت طهران على أنّ من حقها تخصيب اليورانيوم بموجب معاهدة الحدّ من انتشار الأسلحة النووية، اعتبرت إدارة الرئيس الأميركي أن تخصيب إيران لليورانيوم “خطًّا أحمر”.
مواضيع ذات صلة :
![]() النّووي الإيراني: عشرون عامًا من المناورات | ![]() تصاعد التوتر حول الملف النووي الإيراني: تهديدات متبادلة ومحادثات مرتقبة في عُمان | ![]() “النووي الإيراني” يستفزّ دولاً أوروبية.. وتهديد! |