قوى العالم النووية: من يسيطر على معادلة القوة؟

تعتبر الأسلحة النووية ركيزةً أساسيةً في ميزان القوى العالمية، وتتفاوت الدول في امتلاكها وتطويرها لهذه الأسلحة، مما يؤثر في الأمن الدولي والسياسات الإقليمية.
نستعرض هنا أبرز الدول النووية وترساناتها الحالية:
* تعدّ الولايات المتحدة أول دولة تستخدم السلاح النووي في آب 1945، عندما ألقت قنابلها على مدينتي هيروشيما وناغازاكي اليابانيتين، لتدخل بذلك عصر الأسلحة النووية.
وعلى مدى العقود التالية، خفّضت واشنطن تدريجيًا حجم ترسانتها عبر اتفاقيات دولية عدة مثل معاهدة “ستارت 2″، التي حدّدت ترسانتها بحوالي 1550 رأسًا نوويًا. على الرغم من ذلك، استمرت الولايات المتحدة في نشر أسلحة نووية في دول أوروبية حليفة، مع سحب بعض هذه الأسلحة لاحقًا.
وبحلول عام 2020، بلغ مخزونها النووي نحو 3750 رأسًا، وهو أدنى رقم منذ ذروة سباق التسلح في الستينيات.
* أما روسيا، فبدأت برنامجها النووي خلال الحرب العالمية الثانية، وبنت أكبر ترسانة نووية في التاريخ مع نهاية الحرب الباردة، حيث كانت تملك نحو 40 ألف رأس نووي.
ومع توقيع معاهدة “ستارت الجديدة” تم خفض ترسانتها إلى نحو 2660 رأسًا نوويًا نشطًا، لكنّها تحتفظ بمخزون ضخم من المواد الانشطارية.
بحلول عام 2022، كان لديها حوالي 5977 رأسًا نوويًا، متقدمة بذلك على الولايات المتحدة.
* طورت بريطانيا أسلحتها النووية بشكل مستقل بدءًا من خمسينيات القرن العشرين بعد تعاون أولي مع الولايات المتحدة خلال الحرب العالمية الثانية.
وتمتلك اليوم نحو 225 رأسًا نوويًا، منها 120 رأسًا يمكن نشرها على غواصات نووية تعمل بالطاقة النووية.
* انطلقت فرنسا في برنامجها النووي في الخمسينيات، وأجرت أول تجربة نووية عام 1960. وعلى الرغم من تقليص ترسانتها إلى أقل من 300 رأس نووي، ما زالت فرنسا تحتفظ بمنظومة ردع نووي قوية وتعتبر رابع قوة نووية عالمية.
* انضمت الصين إلى نادي الدول النووية عام 1964، وتمتلك ترسانةً تتزايد باستمرار، إذ تقدّر تقارير أميركية مخزون الصين بنحو 600 رأس نووي بحلول منتصف 2024، إضافة إلى 130-195 صاروخًا باليستيًا نوويًا.
وتواصل الصين تعزيز قدراتها النووية بوتيرة متسارعة منذ 2021.
* بدأت كوريا الشمالية برنامجها النووي في الستينيات بدعم سوفياتي، لكنها انسحبت من معاهدة حظر الأسلحة النووية عام 2003.
وأجرت ما بين 2006 و2017 عدة تجارب نووية، وتمتلك اليوم نحو 50 رأسًا نوويًا وكمية مواد كافية لصنع 70 إلى 90 سلاحًا إضافيًا.
* أطلقت الهند برنامجها النووي عام 1968، وأعلنت نفسها دولة نووية بعد تجارب أجرتها عام 1998.
تمتلك الهند نحو 160 رأسًا نوويًا، مع كميات من البلوتونيوم واليورانيوم العسكري تكفي لإنتاج المزيد، وتدير مفاعلًا حديثًا يعزز الإنتاج.
* سلكت باكستان طريق تخصيب اليورانيوم في السبعينيات بقيادة العالم النووي عبد القدير خان، وأجرت تجارب نووية عام 1998، وتقدر ترسانتها ما بين 90 و170 رأسًا نوويًا، مع مخزون كبير من اليورانيوم عالي التخصيب.
أما إسرائيل فبدأت برنامجها النووي عام 1958، وتملك نحو 90 رأسًا نوويًا مع قدرات صاروخية نووية متقدمة، وتعتمد سياسة “الغموض الاستراتيجي” ولا تعترف رسميًا بامتلاكها للأسلحة النووية، لكنها تُعتبر قوة نووية إقليمية بارزة.
في حين بدأت إيران برنامجها النووي المدني في الستينيات، لكنها متهمة بمحاولة تطوير أسلحة نووية. بعد اتفاق عام 2015 للحدّ من تخصيب اليورانيوم، رفعت إيران منذ 2021 نسبة التخصيب حتى 60% وأوقفت بعض آليات المراقبة الدولية، ما أثار مخاوف واسعة لدى المجتمع الدولي.