التصعيد متواصل.. ماذا لو استهدفت إسرائيل منشآت إيران النووية؟

عرب وعالم 16 حزيران, 2025

في خضم التصعيد العسكري المتسارع بين إسرائيل وإيران، ومع ازدياد حدة الضربات المتبادلة، تُطرح تساؤلات جدية حول السيناريو الأخطر: ماذا لو قررت إسرائيل توجيه ضربة مباشرة للمنشآت النووية الإيرانية؟

هذا السؤال يطرح مع تصاعد حدة القصف المتبادل.

وفي آخر التطورات الميدانية، توعد وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، بأنّ “سكان طهران سيدفعون الثمن”، وذلك بعد سقوط قتلى في إسرائيل جراء ضربات صاروخية إيرانية استهدفت مناطق مدنية خلال الليل.

وقال كاتس، في منشور على منصات التواصل الاجتماعي، إنّ “الديكتاتور المتباهي في طهران تحول إلى مجرم جبان، يطلق الصواريخ بشكل متعمد على الجبهة الداخلية المدنية في إسرائيل في محاولة لثني الجيش عن مواصلة هجومه الذي يدمّر قدراته”، مضيفاً: “سيدفع سكان طهران الثمن، قريبا”.

وفي السياق نفسه، صرّح مستشار الأمن القومي الإسرائيلي، تساحي هنجبي، بأنّ إيران لا تزال تملك آلاف الصواريخ، مشيراً إلى أنّ “هذه ليست حملة يمكن من خلالها القضاء على هذا التهديد، لا خلال أيام ولا خلال فترة قصيرة”.

وأضاف هنجبي، في مقابلة مع إذاعة الجيش الإسرائيلي، أنّ “ما يحدث حالياً هو بالضبط ما توقّعه محللو الاستخبارات في الجيش عندما خططوا للحملة”، موضحاً أنّ الرد الإيراني يشمل “إطلاق صواريخ عشوائية على السكان المدنيين”.

وأكد هنجبي أنّ “الحرب تسير كما هو مخطط لها، وبأسلوب مثير للإعجاب”، مشيراً إلى أنّ “جميع الأهداف المقررة للمراحل الأولى قد تحققت”.

وكشف مستشار الأمن القومي عن تنفيذ هجوم “فعال جداً جداً”، حسب تعبيره، على منشأة نطنز، وهي من أكبر منشآت تخصيب اليورانيوم في إيران، موضحاً أنّ المنشأة تتضمن قسماً فوق الأرض وآخر تحتها، وقد تم تدميرهما خلال العملية.

وكانت قد شهدت العاصمة الإيرانية طهران، صباح الاثنين، تصعيداً عسكرياً حاداً بين إيران وإسرائيل، حيث نفذ سلاح الجو الإسرائيلي غارات جوية استهدفت مقرات قيادية إستراتيجية تابعة لفيلق القدس والحرس الثوري الإيراني.

وأعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، عبر منصة “إكس” أن “طائرات مقاتلة تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي، بتوجيه استخباراتي دقيق من هيئة الاستخبارات العسكرية، أغارت على مقرات قيادة تابعة لفيلق القدس والجيش الإيراني”.

وبرر أدرعي العملية بالقول إنّ “عناصر من فيلق القدس استخدمت مقرات القيادة، بهدف التخطيط لعمليات إرهابية ضد دولة إسرائيل عبر وكلاء النظام الإيراني في الشرق الأوسط”.

ونشر المتحدث العسكري الإسرائيلي مقطع فيديو يُظهر المواقع المستهدفة، والتي تضمنت مباني قيادة فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني.

كما أفادت وكالة “تسنيم” الإيرانية بتعرض مقر وزارة الدفاع الإيرانية لغارة جوية، إضافة إلى استهداف منشآت تابعة لدعم القوات المسلحة ومنظمة الأبحاث والابتكارات الدفاعية.

وبحسب تقارير إسرائيلية، نفذ جهاز الموساد عملية نوعية من خلال إطلاق صاروخ من داخل الأراضي الإيرانية باتجاه منشأة تابعة للحرس الثوري في طهران.

كما استهدفت الغارات الإسرائيلية مستودعات نفطية ومواقع تخزين وإطلاق الصواريخ في مناطق متفرقة من العاصمة الإيرانية.

في المقابل، ردت إيران بإطلاق صواريخ على مناطق مدنية إسرائيلية، شملت مدينة بات يام وتمرة، مما أسفر عن مقتل عدد من المدنيين وإصابة العشرات، بالإضافة إلى أضرار واسعة في المنطقة.

ولكن ماذا لو استهدفت إسرائيل منشآت نووية؟

في هذا السياق، نشرت “العربية تقريراً إشارت فيه إلى أنّ المنشآت النووية تستخدم عادة مادة اليورانيوم خصوصاً في تصنيع الذخائر بهدف اختراق الدروع التي يصعب اختراقها بالقذائف التقليدية.

ولفتت إلى أنّ انفجار هذه القذائف يجعل اليورانيوم المنضب يشتعل ويتفكك إلى أجزاء تحوي رذاذاً من جسيمات دقيقة تصدر إشعاعاً ساماً يمكن له أن يستمر بالتواجد آلاف السنين.

وأوضحت أنّ الخطر أيضاً الأساسي يأتي من تسرّبه للبشر، وما يمكن أن يفعله من تشوهات ثم إصابات بمرض السرطان، وله أضرار على الكلى والكبد والقلب.

وقالت إنّه في حال انتقلت الجسيمات للماء، فإن ذلك يترك أضراراً على البشر والحيوانات والنباتات بعد انتقاله للتربة، وفقاً لـ”التحالف الدولي لحظر أسلحة اليورانيوم”.

ووفق “العربية” فإنّ الغبار الناتج عن استخدامها خطير عند استنشاقه، والذخائر التي لا تصيب أهدافها يمكن أن تسمم المياه الجوفية والتربة التي تسقط فيها.

بدورها، تشدد وكالة حماية البيئة الأميركية عبر موقعها الرسمي، على أنّ التعرض لمستويات عالية جداً من الإشعاع، مثل الاقتراب من انفجار نووي، يمكن أن يسبب آثاراً صحية حادة مثل حروق الجلد ومتلازمة الإشعاع الحادة “مرض الإشعاع”.

كما يمكن أن يؤدي أيضاً إلى آثار صحية طويلة الأمد مثل السرطان وأمراض القلب والأوعية الدموية.

كذلك فإنّ التعرض لمستويات منخفضة من الإشعاع في البيئة لا يسبب آثاراً صحية فورية، ولكنه يساهم بشكل طفيف في خطر الإصابة بالسرطان بشكل عام.

أما الأمم المتحدة، فتؤكد أنّ الأسلحة النووية هي أخطر الأسلحة على وجه الأرض، لأن بإمكان أحدها أن يدمر مدينة بأكملها، ويقتل الملايين احتمالاً، ويعرض للخطر البيئة الطبيعية للأجيال القادمة وحياتها، من خلال آثاره الوخيمة الطويلة الأجل.

وتضيف أنّ الأخطار المترتبة على هذه الأسلحة تنشأ من وجودها ذاته.

ومع أنّ الأسلحة النووية استخدمت مرتين فقط في الحرب – في قصف هيروشيما وناغاساكي في عام 1945 – فإنه يقال إنه لا يزال هناك 000 22 من هذه الأسلحة في عالمنا اليوم، وأنه أجرى حتى اليوم ما يزيد على 000 2 تجربة نووية.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع ذات صلة :

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us