بين التنصّت والتسريبات وعمل الموساد… اختراقات تكشف هشاشة إيران!

كشفت الحرب الأخيرة أنّ النظام الإيراني أكثر هشاشة مما كان متوقعاً، سواء من حيث حجم الاختراقات الأمنية أو من جهة القدرات الدفاعية المحدودة.
وفي هذا السياق، نقلت صحيفة واشنطن بوست عن أربعة مصادر مطلعة على معلومات مخابراتية سريّة أميركية، أنّ اتصالات إيرانية جرى اعتراضها عقب الاستهداف الأميركي لمنشأة فوردو النووية.
في المقابل، نشرت التايمز البريطانية تقريراً استند إلى وثائق استخباراتية مسرّبة تم تبادلها بين دول حليفة كأميركا وبريطانيا، وكشف التقرير أنّ جهاز الموساد الإسرائيلي اخترق أعماق البرنامجين النووي والصاروخي الإيرانيين، بعد سنوات من جمع معلومات شديدة الدقة والتعقيد.
وأشارت الصحيفة إلى أنّ الاكتشافات تجاوزت بكثير التقديرات الغربية السابقة بشأن قدرات إيران.
وتشير الوثائق المسرّبة إلى أنّ البرنامج النووي الإيراني أوسع وأكثر تسارعاً مما كان معروفاً، ولا يقتصر فقط على المواقع الشهيرة مثل نطنز، فوردو وأصفهان.
وراقب الموساد مواقع إيرانية عدّة منذ عام 2010 ، وكان الجيش الإسرائيلي يتحضّر لضرب إيران منذ تلك الفترة، بناءً على معلومات أكدت تسارع البرنامج النووي.
وتؤكد الوثائق أيضاً اختراق الموساد لمقار الحرس الثوري الإيراني ومواقع حساسة مثل منشأة سنجاريان، التي تُستخدم لتطوير مكوّنات تدخل في تصنيع الأسلحة النووية.
الاختراق الإسرائيلي لم يتوقّف عند الجانب النووي، بل طال منشآت صاروخية بعيدة المدى كانت إيران تخطّط من خلالها لتصنيع ألف صاروخ سنوياً، بهدف بناء مخزون استراتيجي يقدّر بـ8 آلاف صاروخ.
ومن أبرز هذه المنشآت مصنع “مؤسسة معاد تركيبي نوياد” قرب بحر قزوين، الذي تم تدميره بالكامل وكان يُستخدم لإنتاج الألياف الكربونية اللازمة لتصنيع الصواريخ.
وفي تقرير سابق لوكالة أسوشيتد برس، بُني على مقابلات مع مسؤولين حاليين وسابقين في الموساد والجيش الإسرائيلي، كُشف أن عملية “الأسد الصاعد” التي نفذتها إسرائيل كانت تتويجاً لسنوات من التخطيط والعمل الاستخباراتي المشترك.
وقد أفادت رئيسة قسم الأبحاث السابقة في الموساد أن الهجوم اعتمد على معلومات دقيقة جُمعت بعد غارات جوية في أكتوبر الماضي كشفت نقاط ضعف خطيرة في الدفاعات الجوية الإيرانية. كما تم تهريب طائرات مسيّرة صغيرة داخل مركبات لضرب أهداف من مسافة قريبة.
واعتمدت إسرائيل على الذكاء الاصطناعي لتحليل المعطيات واعتراض الاتصالات وتتبع تحرّكات القادة الإيرانيين. وكُلّف ضباط الموساد بوضع قوائم تفصيلية لتحرّكات الجنرالات وكبار القادة العسكريين الإيرانيين، بالإضافة إلى العلماء النوويين.
يذكر أن الموساد بدأ عملياته ضد البرنامج النووي الإيراني منذ أوائل عام 2000، حين تم ضرب أجهزة الطرد المركزي بفيروس “ستاكسنت” بالتعاون مع أميركا. وفي 2018، سرق الموساد الأرشيف النووي الإيراني بالكامل، وهو ما شكل نقطة تحوّل في تتبع تطور البرنامج.
مواضيع ذات صلة :
![]() بعد قصف أشهر سجون إيران منها إيفين “رمز القمع”.. ماذا تقول الأرقام؟ | ![]() ترامب ينفي عقد صفقة مع إيران… ولا يستبعد “قصفها مجدّدًا” | ![]() عراقجي: مستعدون لاستئناف المحادثات النووية مع أميركا |