اتفاق جديد بين الحكومة السورية و”قسد”.. وباراك: “طريق المفاوضات يؤدي إلى دمشق”

توجه المبعوث الأميركي إلى سوريا توم باراك بعد زيارته إلى لبنان إلى العاصمة السورية دمشق حيث اجتمع بالرئيس السوري أحمد الشرع، وقائد “قوات سوريا الديمقراطية” مظلوم عبدي، إلى جانب باراك.
وفي التفاصيل، قال توم باراك، إنه يجب على قوات سوريا الديمقراطية (قسد) أن تدرك سريعًا أن سوريا دولة واحدة، وخاطبهم بالقول “طريق المفاوضات يؤدي إلى دمشق”.
كما أضاف في تصريحات لوسائل إعلام تركية إنّ “المفاوضات نحو سوريا واحدة يجب أن تتحرك بوتيرة أسرع وبمرونة أكبر”.
وأوضح “لا يمكنك أن تمتلك، داخل دولة مستقلة، كيانًا منفصلًا أو غير وطني.. يجب علينا جميعًا أن نقدم بعض التنازلات للوصول إلى تلك النتيجة النهائية: أمة واحدة، شعب واحد، جيش واحد، وسوريا واحدة”.
وبيّن باراك أنّ دمشق أبدت حماسا كبيرا لضم قوات قسد الديمقراطية إلى مؤسساتها.
أتت هذه التصريحات، بعدما اجتمع في وقت سابق بالعاصمة السورية دمشق، الرئيس أحمد الشرع، وقائد “قوات سوريا الديمقراطية” مظلوم عبدي، إلى جانب باراك.
في السياق ذاته، أفاد مصدر كردي لـ “العربية/الحدث” بأنّ الأجواء خلال اللقاء كانت إيجابية، مشيراً إلى أنّ المحادثات بين الجانبين ستُستكمل في وقت لاحق، دون الكشف عن مزيد من التفاصيل بشأن جدول الأعمال أو النتائج الأولية.
وكان مصدر مقرب من “قسد” قال لـ “العربية.نت”، إنّ باراك سيناقش مع قائد قسد كيفية وآلية تطبيق اتفاق العاشر من آذار المبرم بين عبدي والرئاسة السورية، ملمّحاً إلى أنّ المبعوث الأميركي ربما يدفع عبدي والرئيس السوري، أحمد الشرع، إلى “تحديث” الاتفاق السابق بينهما أو طرح اتفاقٍ جديد بينهما بدعمٍ فرنسي أيضاً.
من جانبها، أكدت الحكومة السورية، الأربعاء، على ترحيبها بأي مسار من شأنه تعزيز وحدة وسلامة الأراضي السورية.
فقد شكرت الحكومة في بيان، في ضوء التطورات الأخيرة المتعلقة بتنفيذ الاتفاق الموقع مع قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، الجهود الأميركية المبذولة في رعاية تنفيذ الاتفاق مع قسد، انطلاقا من الحرص على استقرار البلاد ووحدة شعبها.
كما جددت الدولة السورية تمسكها الثابت بمبدأ “سوريا واحدة، جيش واحد، حكومة واحدة”، ورفضت بشكل قاطع أي شكل من أشكال التقسيم أو الفدرلة التي تتعارض مع سيادة الجمهورية العربية السورية ووحدة ترابها، وفقاً لوكالة “سانا”.
كذلك أوضح البيان أن الجيش السوري يُعد المؤسسة الوطنية الجامعة لكل أبناء الوطن، وتُرحب الدولة بانضمام المقاتلين السوريين من قسد إلى صفوفه، ضمن الأطر الدستورية والقانونية المعتمدة.
إلى ذلك، حذّرت الحكومة السورية من أي تأخير في تنفيذ الاتفاقيات الموقعة، مشددة على أن ذلك لا يخدم المصلحة الوطنية، بل يعقّد المشهد، ويُعيق جهود إعادة الأمن والاستقرار إلى جميع المناطق السورية.
وأكدت على ضرورة عودة مؤسسات الدولة الرسمية إلى شمال شرقي البلاد، بما في ذلك مؤسسات الخدمات والصحة والتعليم والإدارة المحلية، لضمان تقديم الخدمات الأساسية للمواطنين، وإنهاء حالة الفراغ الإداري، وتعزيز الاستقرار المجتمعي، لافتة إلى أن التجربة أثبتت أن الرهان على المشاريع الانفصالية أو الأجندات الخارجية هو رهان خاسر، والمطلوب اليوم هو العودة إلى الهوية الوطنية الجامعة والانخراط في مشروع الدولة الوطنية السورية الجامعة.
أما عن المكوّن الكردي فشددت الحكومة السورية على أنه كان ولا يزال جزءاً أصيلاً من النسيج السوري المتنوع، مشيرة إلى أن حقوق جميع السوريين، بمختلف انتماءاتهم، تُصان وتُحترم ضمن مؤسسات الدولة، وليس خارجها.
ودعت الحكومة السورية جميع القوى الوطنية إلى توحيد الصفوف والعمل المشترك تحت راية الوطن بعيداً عن المصالح الضيقة أو التدخلات الخارجية، وصولاً إلى سوريا آمنة، موحدة، مستقلة وذات سيادة كاملة على أراضيها.
يذكر أنّ قائد قسد كان أبرم اتفاقاً مع الشرع في العاشر من آذار الماضي، حيث نصّ في بنده الأول على ضمان حقوق جميع السوريين في التمثيل والمشاركة في العملية السياسية وكافة مؤسسات الدولة بناءً على الكفاءة بغض النظر عن خلفياتهم الدينية والعرقية، وفي الثاني على أن المجتمع الكردي مجتمع أصيل في الدولة السورية وتضمن الدولة السورية حقه في المواطنة وكافة حقوقه الدستورية.
وكان البند الأبرز هو الثالث الذي ينص على وقف إطلاق النار على كافة الأراضي السورية، فيما نص الرابع على دمج كافة المؤسسات المدنية والعسكرية في شمال شرقي سوريا ضمن إدارة الدولة السورية بما فيها المعابر الحدودية والمطار وحقول النفط والغاز.
وشمل هذا الاتفاق في بنوده أيضاً ضمان عودة كل المهجرين السوريين إلى بلداتهم وحمايتهم من قبل الدولة.
كذلك شمل مكافحة فلول النظام السابق، ورفض دعوات التقسيم وخطاب الكراهية ومحاولات بث الفتنة، إلى جانب تشكيل لجان تنفيذية لتطبيق الاتفاق بما لا يتجاوز نهاية العام الجاري.
مواضيع ذات صلة :
![]() تهديدات ونفي: ملف الموقوفين السوريين يعود إلى الواجهة | ![]() الشرع يصل الإمارات في زيارة رسمية | ![]() ما حقيقة إغتيال الشرع؟ |