الساحل السوري يشتعل: حرائق مستمرّة لليوم التاسع ومعبر كسب يُغلق موقتًا

لليوم التاسع على التوالي، تتواصل موجة الحرائق المشتعلة في مناطق واسعة من الساحل السوري، وسط تصاعد المخاوف من امتداد النيران إلى مناطق جديدة، على الرَّغم من الجهود الحثيثة التي تبذلها فرق الإطفاء محليًا وإقليميًا لاحتوائها والحدّ من أضرارها المتفاقمة على البيئة والسكان.
الحرائق تتواصل لليوم التاسع على التوالي في مناطق واسعة من الساحل السوري pic.twitter.com/T06FjyM2Xc
— هنا لبنان (@thisislebnews) July 12, 2025
النيران تُغلق معبر كسب موقتًا
أعلنت السلطات السورية، اليوم السبت، إغلاق معبر كسب الحدودي مع تركيا موقتًا، بسبب الحرائق المندلعة في جبال الساحل السوري واقتراب النيران من المنطقة الحدودية.
وقال مدير العلاقات العامة في الهيئة العامة للمنافذ البرية والبحرية، مازن علوش، في منشور على منصة “إكس”: “نُحيط أهلنا المسافرين علمًا بأنّه تمّ إغلاق معبر كسب من الجانب التركي موقتًا بسبب الحرائق المندلعة في جبال الساحل واقترابها من المنطقة الحدودية”، مضيفًا: “نرجو منكم تفهّم هذا الإجراء الطارئ، ونسأل الله السلامة لأهلنا في ريف اللاذقية، وأن يُطفئ الحرائق ويرفع الضرر عن الجميع”.
ثلاثة محاور مشتعلة في ريف اللاذقية
تواجه فرق الإطفاء والدفاع المدني السوري تحدياتٍ كبيرةً على ثلاث جبهات رئيسية في ريف اللاذقية الشمالي: برج زاهية، وغابات الفرنلق، ومنطقة نبع المر قرب كسب، حيث يصعب الوصول إليها بسبب كثافة الغابات ووعورة التضاريس، إضافة إلى الانتشار الكبير للألغام ومخلّفات الحرب.
وكشف الدفاع المدني أنّ شدة الرياح أدّت، الجمعة، إلى تجدّد اشتعال النيران في مواقع عدة، وانتقال الشرر لمسافاتٍ بعيدةٍ تجاوزت خطوط العزل الناري. ويُعدّ محور نبع المر من أصعب المحاور التي تشهد تمدّدًا سريعًا للنيران على الرَّغم من الجهود المستمرة لاحتوائها.
تنسيق إقليمي واسع وجهود جوية وبرية
تنتشر فرق الإطفاء السورية، إلى جانب فرق من تركيا والأردن، على عشرات النقاط الممتدة من قسطل معاف باتجاه مدينة كسب، حيث تقوم بعمليات إنشاء خطوط نار عازلة باستخدام الآليات الثقيلة، إلى جانب التبريد والمراقبة المستمرّة للمواقع التي تمّ احتواؤها.
ويشارك في عمليات الإخماد أكثر من 150 فريقًا من الدفاع المدني وأفواج الإطفاء، بالإضافة إلى فرق من المؤسّسات ووزارات مختلفة وفرق تطوّعية، مدعومين بـ300 آلية إطفاء وعشرات معدات الدعم اللوجستي. كما تُستخدم آليات هندسية لتقسيم الغابات إلى قطاعات تسهّل الوصول إليها.
وعلى صعيد الإطفاء الجوي، تُشارك 16 طائرةً من سوريا وتركيا والأردن ولبنان في عمليات الإخماد، ضمن تنسيقٍ إقليميّ واسعٍ يهدف إلى الحدّ من انتشار الكارثة.