حرب روسيا – أوكرانيا تدخل مرحلة حساسة… تصعيد ميداني وزيارة دبلوماسية أميركية لاحتواء الأزمة!

في خضم تصاعد غير مسبوق للتوتر بين موسكو وواشنطن، وتزايد حدة الاشتباكات على الجبهات الأوكرانية، تبرز الزيارة المرتقبة للمبعوث الرئاسي الأميركي، ستيف ويتكوف، إلى روسيا كمحطة محورية في المشهد الدولي. زيارة تأتي وسط مؤشرات مقلقة تنذر بانزلاق الأزمة نحو مستويات أكثر خطورة، بعد تلويح روسي باستخدام السلاح النووي، وردّ أميركي بتحركات عسكرية استراتيجية. وبينما يغرق المسار السياسي في ضبابية، يواصل التصعيد الميداني توسيع رقعة النار، من عمق الأراضي الروسية إلى مدن أوكرانيا الشرقية، في مشهد يعكس تعقيد الصراع وتشابك أوراقه.
وفي التفاصيل، تحظى الزيارة المرتقبة للمبعوث الرئاسي الأميركي، ستيف ويتكوف، إلى روسيا بأهمية بالغة في ظل التوتر المتصاعد بين موسكو وواشنطن، والتدهور الميداني المتواصل بين روسيا وأوكرانيا.
وكان نائب رئيس مجلس الأمن القومي الروسي، ديمتري ميدفيديف، قد ألمح مؤخّراً إلى احتمال اللجوء إلى استخدام السلاح النووي، ما دفع الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى إصدار أوامر بنشر غواصات نووية بالقرب من الحدود الروسية.
ورغم أهمية الزيارة، استبعد كلٌّ من إيفان تيموفيف، المدير العام للمجلس الروسي للشؤون الدولية، ومارك فايفل، مستشار الأمن القومي الأميركي السابق، أن تُفضي إلى نتائج ملموسة أو تقود إلى تسوية قريبة للحرب في أوكرانيا.
تصعيد ميداني متبادل بطائرات مسيّرة وهجمات جوية في عمق الأراضي الروسية والأوكرانية
وعلى الصعيد الميداني، شهدت الحرب بين روسيا وأوكرانيا تصعيدًا جديدًا، إذ أعلنت كل من موسكو وكييف عن تنفيذ ضربات جوية مكثفة تسببت بحرائق واسعة وأضرار في البنية التحتية، دون تسجيل قتلى حتى اللحظة، بحسب التصريحات الرسمية من الطرفين.
في جنوب روسيا، أفاد القائم بأعمال حاكم منطقة روستوف، يوري سليوسار، بأنّ طائرات مسيّرة أوكرانية شنّت هجمات ليلية أدّت إلى اندلاع حرائق، أبرزها في محطة فرعية للكهرباء امتدت على مساحة تقارب 500 متر مربع.
وطمأن سليوسار، عبر منشور على “تليغرام”، بأنّ الحريق تمّت السيطرة عليه دون وقوع إصابات، بفضل تدخّل فرق الطوارئ.
من جانبها، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أنّ أنظمتها الدفاعية أسقطت 24 طائرة مسيّرة أطلقتها أوكرانيا خلال الليل، بينها 7 طائرات فوق منطقة روستوف، التي باتت تُستهدف بشكل متكرر. إلّا أنّ الوزارة لم توضح إجمالي عدد الطائرات المشاركة في الهجوم، فيما لم تصدر كييف أي تعليق رسمي على الحادثة.
وتُصرّ أوكرانيا على أنّ عملياتها داخل الأراضي الروسية تستهدف منشآت تُستخدم في دعم الحرب، وتأتي ردًا على الهجمات المتواصلة التي تطال المدن الأوكرانية.
تصعيد في خاركيف
في المقابل، قال رئيس بلدية مدينة لوزوفا الواقعة في منطقة خاركيف شرقي أوكرانيا، سيرهي زيلينسكي، إنّ المدينة تعرّضت لأعنف هجوم جوي روسي منذ بداية الغزو، ما أسفر عن إصابة عدد من المدنيين، بينهم طفلان، إضافة إلى تضرّر منشآت حيوية ومبانٍ سكنية، مع انقطاع واسع للكهرباء والمياه.
ولم يُعرف حتى الآن حجم الخسائر بشكل دقيق، كما لم يصدر أي رد رسمي من الجانب الروسي بخصوص هذا القصف.
وفي سياق متصل، أعلنت هيئة الأركان العامة الأوكرانية أن خسائر الجيش الروسي منذ بداية الحرب في شباط 2022 تجاوزت مليوناً و58 ألف عنصر بين قتيل وجريح، بينهم 1120 خلال الـ24 ساعة الماضية فقط.
وأشارت الهيئة إلى أنّ القوات الأوكرانية تمكنت من تدمير آلاف من المعدات العسكرية الروسية، من بينها أكثر من 11 ألف دبابة، ونحو 50 ألف طائرة مسيّرة، بالإضافة إلى مئات الطائرات الحربية والمروحيات.
وتُعد خاركيف، القريبة من الحدود الروسية، من أكثر المناطق استهدافًا في أوكرانيا، حيث تتعرض بشكل منتظم لهجمات بالطائرات المسيّرة والصواريخ منذ اندلاع الحرب، وسط تصاعد ملحوظ في وتيرة المعارك والضربات المتبادلة بين الجانبين.