تغيرات مناخية تضرب العالم: فيضانات مدمّرة وكوارث طبيعية وخسائر بشرية

عرب وعالم 24 آب, 2025

تسيطر التغيرات المناخية بشكل متسارع على دول العالم، محدثة كوارث طبيعية غير مسبوقة. فقد شهدت عدة مناطق في الآونة الأخيرة فيضانات عارمة تسببت بدمار واسع في البنى التحتية وخسائر مادية جسيمة. ولم تقتصر الأضرار على الممتلكات، بل أدت أيضاً إلى سقوط عدد كبير من الضحايا، ما يعكس حجم التحديات الإنسانية التي تفرضها أزمة المناخ على المجتمعات.

فيضانات المكسيك تقتل و تخرب

في السياق، قُتِل شخصان في كويرتارو بوسط المكسيك جراء فيضانات ناجمة عن أمطار غزيرة تضرب أجزاء من البلاد، وفق ما أعلنت السلطات المحلية السبت.

وذكرت تقارير رسمية أنّ القتيلَين “جرفتهما مياه الأمطار”.

وأفادت وكالة الحماية المدنية المحلية بأنّه قبيل منتصف ليل الجمعة، عُثر على جثتَين في منطقة لحقت بها أضرار شديدة.

ولا تزال كويريتارو، عاصمة الولاية التي تحمل نفس الاسم والمعروفة بهندستها المعمارية العائدة إلى الحقبة الاستعمارية، تشهد أمطاراً غزيرة السبت تسببت بأضرار ودفعت السلطات الفدرالية إلى تفعيل خطة مساعدة عسكرية.

وفي مدينة مكسيكو علق مطار بينيتو خواريز، أحد أكثر المطارات ازدحاماً في أميركا اللاتينية، عملياته لفترة وجيزة بسبب مشاكل في الرؤية.

وفي منتصف آب، غمرت المياه المطار والمنطقة المحيطة به، ممّا تسبّب في إلغاء رحلات جوية لساعات عدة وتسبّب بأضرار.

سُجل في هذا العام هطول أمطار غزيرة بشكل خاص في المكسيك وخاصة في العاصمة.

وكان شهر حزيران ثالث أكثر الأشهر تساقطاً للأمطار منذ عام 1985، وفقاً للجنة الوطنية للمياه (كوناغوا).

ويقول العلماء إنّ تغيّر المناخ يتسبب في ظواهر مناخية قاسية أطول مدة وأكثر شدة وتواتراً في أنحاء العالم.

إغلاق مدينة سانيا مع اشتداد الإعصار كاجيكي

من جهة أخرى، أغلقت مدينة سانيا الصينية، المشهورة بمنتجعاتها الساحلية وشواطئها الرملية، معالمها السياحية ومتاجرها، وعلّقت حركة النقل العام اليوم الأحد استعداداً للإعصار كاجيكي الذي اشتدت حدّته.

وذكر المركز الوطني للأرصاد الجوية أنه بحلول الساعة التاسعة صباحاً بالتوقيت المحلي (01:00 بتوقيت غرينتش)، أصبح الإعصار المداري على بُعد حوالي 200 كيلومتر جنوب شرقي سانيا في مقاطعة هاينان مصحوباً برياح تبلغ سرعتها 137 كيلومتراً في الساعة بالقرب من مركزه.

وأشارت هيئة الأرصاد الجوية إلى أنّه من المرجّح أن تشتد قوة الإعصار كاجيكي مع تحركه باتجاه الشمال الغربي بسرعة تقارب 20 كيلومتراً في الساعة مع سرعة رياح قد تصل إلى 173 كيلومتراً في الساعة.

وقد تصل العاصفة إلى اليابسة على طول الساحل الجنوبي لمقاطعة هاينان بين ظهر ومساء اليوم الأحد أو تمر بمحاذاة الساحل الجنوبي، ثم تتّجه غرباً نحو فيتنام.

وتوقّع خبراء الأرصاد الجوية هطول أمطار غزيرة ورياح قوية في هاينان ومقاطعة قوانغدونغ ومنطقة قوانغتشو المجاورتَين.

وأصدرت مدينة سانيا صباح اليوم تحذيراً باللون الأحمر لمواجهة الإعصار، وهو المستوى الأعلى ضمن نظام التحذيرات الصيني المرمز بالألوان، ورفعت مستوى استجابتها للطوارئ إلى أقصى درجة، وفقاً لما أظهرته منشورات على حساب الحكومة المحلية على تطبيق “وي تشات”.

وعقد مسؤولو المدينة اجتماعاً قبل ساعات طالبوا فيه بالاستعداد “لأسوأ السيناريوهات”، وشدّدوا على ضرورة توخي الحذر الشديد لضمان عدم وقوع وفيات وتقليل الإصابات إلى أدنى حد ممكن.

وتم الإعلان عن تعليق الدراسة وكافة أعمال البناء وإغلاق مراكز التسوق والمطاعم والمتاجر اعتباراً من اليوم. كما صدرت أوامر للسفن بوقف عملياتها في مياه سانيا.

وأكدت السلطات أنّ رفع هذه القيود سيتوقف على حجم التأثير الذي ستحدثه العاصفة.

تُعدّ مدينة سانيا من أبرز الوجهات السياحية في الصين، حيث استقبلت 34 مليون زيارة سياحية في عام 2024، وفقاً لوكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا).

العاصفة الاستوائية “فرناند”

في إطار آخر، تشكلت العاصفة الاستوائية فرناند في المحيط الأطلسي، أمس السبت، لكنها كانت بعيدة عن اليابسة ومن المتوقع أن تظل فوق المحيط المفتوح، وكانت هذه سادس عاصفة هذا الموسم.

ووفقاً للتحذير الصادر عن المركز الوطني للأعاصير في الساعة 5 مساء (2100 بتوقيت غرينتش)، كانت فرناند على بعد حوالي 655 كيلومترا جنوب شرقي برمودا مع رياح قصوى مستمرة بلغت سرعتها 65 كيلومترا في الساعة وكانت تتجه شمالاً بسرعة 24 كيلومترًا في الساعة. وتمتد الرياح التي تصل إلى قوة العاصفة الاستوائية إلى الخارج بمسافة تصل إلى 167 كيلومترا من المركز.

وقال خبراء الأرصاد الجوية: “من المتوقع حدوث حركة باتجاه الشمال والشمال الشرقي بسرعة متزايدة تدريجياً خلال اليومين المقبلين، يليها دوران باتجاه الشمال الشرقي، ووفقاً للمسار المتوقع، يجب أن تتحرك فرناند شرق برمودا وعبر المياه المفتوحة من شمال المحيط الأطلسي شبه الاستوائي”.

وأفاد توقع الأرصاد الجوية حدوث بعض التعزيز خلال الـ 48 ساعة القادمة وقد تكون فرناند قريبة من قوة الإعصار يوم الاثنين.

ومن المتوقع أن يبدأ الضعف يوم الثلاثاء.

وفي الوقت ذاته، يتتبع المركز الوطني للأعاصير موجة استوائية مع زخات وأعاصير رعدية غير منظمة على بعد حوالي 1046 كيلومترًا شرق جزر ويندوارد في منطقة البحر الكاريبي، اعتباراً من التحذير الصادر في الساعة 2 ظهراً.

وقال خبراء الأرصاد الجوية: “قد يحدث بعض التطور لهذه الموجة خلال الأيام القليلة المقبلة بينما تتحرك غرباً بسرعة تتراوح بين 32 و40 كيلومترا في الساعة”.

وأضافوا “من المحتمل حدوث أمطار غزيرة ورياح عاصفة في أجزاء من جزر ويندوارد مع مرور الموجة يومي الأحد والاثنين.

بحلول يوم الثلاثاء، من المتوقع أن تكون الظروف فوق وسط البحر الكاريبي غير مؤاتية لمزيد من التطور”.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع ذات صلة :

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us