بخطة من 21 بندًا… ترامب يضغط لوقف الحرب في غزّة!

عرب وعالم 28 أيلول, 2025

مع احتدام الحرب في غزّة للعام الثاني على التوالي، شكّل خطاب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة محطةً أساسيةً عكست إصرار تل أبيب على المضي في العمليات العسكرية حتى استسلام حركة حماس وعودة الأسرى، في وقتٍ تتصاعد فيه الضغوط الأميركية، ولا سيما من الرئيس دونالد ترامب، لوقف الحرب عبر خطة سلام جديدة من 21 بندًا تهدف إلى إنهاء الصراع وإعادة إعمار القطاع ضمن تسوية شاملة برعاية دولية.

وفي التفاصيل، أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الجمعة، أنّ إسرائيل لن توقف الحرب في غزّة الآن، قبل عودة كافة الأسرى. وقال: “يجب أن ننهي مهمتنا في غزة”، مضيفًا أن الحرب ستتوقف باستسلام حماس وتسليم المحتجزين. وشدّد على أنّ “الاعتراف بدولة فلسطينية بمثابة انتحار لبلاده”.

وقال نتنياهو خلال خطابه في الجمعية العامة للأمم المتحدة: “إنّ بقايا حماس لا تزال في غزّة”، مردفًا: “نعمل على محو نظام حماس”.

وتابع: “لن نتوقف عما نفعل في غزّة حتى عودة الرهائن”.

وشدّد رئيس الوزراء الإسرائيلي على أنّ “على حماس الاستسلام وتسليم السلاح والرهائن الآن”، لافتًا إلى أنه إذا وافقت الحركة على ذلك فستتوقف الحرب الآن. وأضاف أنه “بعد استسلام حماس سيكون لإسرائيل دور أمني في غزّة”.

وأوضح أن حماس هي من أجبرت المدنيين على البقاء في وجه الخطر، لافتًا إلى أنّ الحركة تستخدم المدنيين كدروع بشرية.

كذلك، أعلن أن إسرائيل تتخذ مزيدًا من الإجراءات لتقليل الخسائر بين المدنيين في غزة.

وقال نتنياهو إنّ حماس هي المسؤولة عن الجوع في غزة، مضيفًا أن الحركة تسرق المساعدات المخصّصة للمدنيين، في حين رفض تهمة الإبادة الجماعية في غزّة.

إلى ذلك، اعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي أن الفلسطينيين لا يريدون حلّ الدولتين بل “يريدون دولة على حساب إسرائيل”. وأضاف أن “الفلسطينيين كانت لديهم دولة في غزّة فهاجمونا”.

أما عن الدول الغربية التي اعترفت بدولة فلسطين، فوصف قرارها بـ”المشين”.

كما وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي الاعتراف بالدولة الفلسطينية بأنه “ضرب من الجنون”. وأكّد في رسالة للدول الغربية التي اعترفت بدولة فلسطين أنّ إسرائيل لن تقبل هذا القرار.

أضاف أنه سمع وعودًا بإصلاح السلطة الفلسطينية لكن ذلك لم يتحقّق. وتابع أنّ “قرار رفض الدولة الفلسطينية ليس لحكومتي وإنما لشعب إسرائيل”. ومضى قائلاً إنّ زعيم حماس السابق في غزّة، يحيى السنوار، “أطلق العنف ضدّ إسرائيل”.

في سياقٍ آخر، أفادت هيئة البث الإسرائيلية بأنّ مبعوث الرئيس الأميركي ستيف ويتكوف ومستشاره السابق جاريد كوشنر أوضحا لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أنّ الرئيس الأميركي دونالد ترامب مهتمّ بإنهاء الحرب في قطاع غزّة.

وأشارت الهيئة إلى أنّ إسرائيل أبدت استعدادها لمنح حصانة لقادة حركة حماس وعدم التعرّض لهم في حال التوصل إلى صفقة محتملة.

كما نقلت القناة 13 عن مسؤول إسرائيلي أنّ الضغط من الرئيس ترامب على نتنياهو لوقف الحرب قد تزايد بشكل كبير خلال الأيام الأخيرة.

على صعيدٍ متصلٍ، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن مناقشات مثمرة للغاية مع دول المنطقة من أجل التوصل إلى اتفاق في قطاع غزّة يُنهي الحرب المتواصلة منذ سنتين.

وكتب عبر منصة “تروث سوشيال”، أمس الجمعة: “نجري مناقشات ملهمة ومثمرة للغاية مع دول الشرق الأوسط بشأن غزّة. لقد بدأت مفاوضات مكثّفة منذ أربعة أيام، وستستمر طالما لزم الأمر من أجل التوصل إلى اتفاق ناجح ومكتمل”.

كما أوضح ترامب أن جميع دول المنطقة منخرطة في هذه المفاوضات، وأنّ إسرائيل وحركة حماس على علم بالمحادثات، مبيّنًا أن المحادثات ستستمر طالما كان ذلك ضروريًا من أجل التوصل إلى اتفاق ناجح ومكتمل.

وأردف: “هناك قدر من النوايا الحسنة والحماس لتحقيق اتفاق… الجميع متحمّس لوضع حد لهذه المرحلة من الموت والظلام”، مضيفًا: “إنه لشرف لي أن أكون جزءًا من هذه المفاوضات”.

وختم ترامب: “يجب أن نعيد الرهائن، وأن نحقق سلامًا دائمًا ومستقرًا”.

خطة من 21 بندًا

في السياق، كشفت صحيفة “واشنطن بوست”، خطة ترامب لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، والتي تشمل نشر قوة دولية في القطاع، ونزع سلاح حركة حماس، وترك الباب مفتوحاً أمام إقامة دولة فلسطينية.

ووفق الصحيفة، تتضمّن الخطة المكونة من 21 بندا نزع سلاح حركة حماس، وإنشاء قوة أمنية دولية، و”خطة تنمية ترامب” لإعادة إعمار القطاع، لكن إسرائيل قد ترفض بعض بنودها.

وأوضحت أن خطة إدارة ترامب لوقف حرب غزة تبدأ بوقف فوري لكل العمليات العسكرية، وتجميد الوضع على الأرض، وإطلاق سراح جميع الرهائن البالغ عددهم 20 شخصا خلال 48 ساعة، بالإضافة إلى تسليم جثامين أكثر من 20 إسرائيليا يعتقد أنهم قتلى.

ووفقا للخطة، التي حصلت عليها الصحيفة، والتي أكدها مسؤولون اطلعوا عليها، سيتم تدمير كل أسلحة حماس الهجومية، وسيمنح عفو لمن ينضمون إلى “عملية السلام”، وسيسهل سفر أعضاء حماس الراغبين في مغادرة غزة إلى دول أخرى.

وفق “واشنطن بوست”، لا توضح الخطة تفاصيل كيفية أو تسلسل تنفيذ بنودها الـ21، باستثناء وقف إطلاق النار الأولي، وإطلاق سراح الرهائن، وزيادة المساعدات الإنسانية.

وتنص الخطة على عدم إجبار سكان غزة على المغادرة، وأن لكل من يغادر الحق في العودة، إلا أنها لا تتناول مكان إقامة هؤلاء السكان أثناء تنفيذ “خطة ترامب للتنمية الاقتصادية لإعادة إعمار القطاع”.

كما تنص على أنه “بعد إطلاق سراح جميع الأسرى، ستطلق إسرائيل سراح 250 سجينا محكوما بالسجن المؤبد بالإضافة إلى 1700 من سكان غزة الذين اعتقلوا بعد 7 تشرين الأول. وستطلق إسرائيل جثث 15 من سكان غزة مقابل كل جثة لأسرى إسرائيليين يتم تسليمها”.

وتشير المقترحات إلى أنه “مع قبول هذه الاتفاقية، سيتم إرسال المساعدات الكاملة إلى قطاع غزة فورا، بما في ذلك إعادة تأهيل البنية التحتية (المياه والكهرباء والصرف الصحي) وإعادة تأهيل المستشفيات والمخابز، وإدخال المعدات اللازمة لإزالة الأنقاض وفتح الطرقات”، لكن الخطة لا تتطرق إلى الجهة التي ستتولى هذا العمل أو تمويله.

وتنص المقترحات على أنه “سيتم إدخال المساعدات وتوزيعها بلا تدخل من الطرفين، من خلال الأمم المتحدة ووكالاتها، بالإضافة إلى المؤسسات الدولية الأخرى غير المرتبطة بأي شكل من الأشكال بأي من الطرفين”.

وتتضمن الخطة أيضا “حكومة انتقالية موقتة” من “فلسطينيين مؤهلين وخبراء دوليين” لإدارة الخدمات العامة اليومية في غزة.

ستشرف على هذه الحكومة “هيئة دولية جديدة” أنشأتها الولايات المتحدة بالتشاور مع دول أخرى، بينما ستواصل السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية إصلاحاتها الداخلية حتى تصبح مؤهلة لإدارة غزة في المستقبل.

كما ستعمل الولايات المتحدة، بالتعاون مع الشركاء العرب والدوليين، على إنشاء قوة استقرار دولية مؤقتة لتنفيذ مهامها على الفور والإشراف على الوضع الأمني في غزة أثناء تدريب القوات الفلسطينية، وسيسلم الجيش الإسرائيلي تدريجيا المناطق التي يحتلها في غزة.

ووفق الصحيفة، ذكر مسؤول إسرائيلي أن بعض عناصر الخطة ستكون صعبة، مثل عملية نزع السلاح في غزة، لكن إسرائيل توافق على مبدأ إنشاء حكومة مؤقتة يديرها سكان غزة “وآخرون”.

وأوضح أن الهجوم على مدينة غزة كان مفتاحا لإجبار حماس على قبول الاتفاق، وأن “الضغط بدأ يؤتي ثماره”. ويوضح النص، أنه بعد تنفيذ جميع الإصلاحات التنموية والسياسية المقترحة، “قد تتوافر الشروط اللازمة لبداية عملية جادة نحو إقامة دولة فلسطينية، وهي هدف الشعب الفلسطيني”.

ويضيف أن الولايات المتحدة “ستشجع الحوار بين إسرائيل والفلسطينيين للتوصل إلى رؤية سياسية للتعايش السلمي والازدهار”.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع ذات صلة :

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us