هجمات متبادلة بين أوكرانيا وروسيا… وموسكو: استمرار تزويد كييف بالأسلحة الثقيلة يزيد من مخاطر التصعيد

تتبادل روسيا وأوكرانيا الاتهامات بانتظام بالانخراط في أنشطة عسكرية تُعرّض السلامة في محطات الطاقة النووية، فيما تؤكد روسيا أنّ تزويد كييف بصواريخ “توماهوك” لن يسهم في إحلال السلام أو التوصل إلى أي تسوية للحرب في أوكرانيا.
انقطاع الكهرباء بعد هجمات روسية على زابوريجيا
في هذا السياق، أعلن مكتب المدعي العام الأوكراني أنّ “القوات الروسية هاجمت منطقتي دنيبروبيتروفسك وأوديسا، مشيرًا إلى مقتل ستة أشخاص، بينهم طفلان”.
من جانبه، أفاد حاكم منطقة زابوريجيا، اليوم، بأنّ إمدادات الكهرباء انقطعت عن قرابة 60 ألف شخص بعد هجوم جوي روسي خلال الليل على المنطقة الواقعة على خط المواجهة في أوكرانيا أدّى إلى إصابة شخصَيْن وهدم عدد من المباني.
أضاف الحاكم عبر تطبيق “تيليغرام”: “ستعيد الطواقم الكهرباء حالما يسمح الوضع الأمني بذلك”، ونشر صورًا التقطت ليلًا للمباني التي تحطمت واجهاتها ونوافذها.
ومع اقتراب فصل الشتاء، كثّفت روسيا من الضربات بالصواريخ والطائرات المُسيّرة على منشآت لتوليد وتوزيع الكهرباء، مما تسبّب في حالات انقطاع للتيار جعل طواقم الطوارئ في كييف تُسابق الزمن لإصلاح الأضرار وإدارة فترات الانقطاع.
وتعاني زابوريجيا من هجمات روسية شبه يومية بالمدفعية والصواريخ والطائرات المُسيّرة، والتي دمرت منازل وأصابت مرافق بحالةٍ من الشلل وقتلت العشرات. ويأتي ذلك في إطار ضغط موسكو على دفاعات كييف وسعيها إلى تعطيل الروابط بين جنوب أوكرانيا وبقية أنحاء الدولة.
وقال فيدوروف إنّ الغارات الروسية التي بلغت 800 غارة على 18 منطقة سكنية في زابوريجيا أسفرت عن مقتل شخص وإصابة ثلاثة خلال 24 ساعة حتى صباح اليوم الأحد.
واستولت القوات الروسية على محطة زابوريجيا، أكبر محطة في أوروبا وتضمّ ستة مفاعلات، في الأسابيع الأولى من غزوها لأوكرانيا في شباط 2022.
وأشار بيان الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى استمرار الجهود لإعادة توصيل الخط الثاني من خطَيٍ الكهرباء الخارجيين بمحطة زابوريجيا، وهو أمر حيوي للحفاظ على تبريد الوقود النووي والحماية من الانصهار. ولا تولّد المحطة أي طاقة في الوقت الحالي.
هجمات مُسيّرة على منشآت للنفط في كراسنودار الروسية
من جهة أخرى، أفادت السلطات الإقليمية في منطقة كراسنودار الروسية، المطلّة على البحر الأسود، بأنّ ميناء توابسي، الذي يضم محطة نفطية رئيسية ومصفاة تابعة لشركة “روسنفت”، تعرّض لهجوم أوكراني بطائرات مُسيّرة خلال الليل، ما أسفر عن إلحاق أضرار بالغة بالبنية التحتية للميناء واندلاع حريق.
وأكدت السلطات أنّ الأضرار تركّزت على رصيف الشحن ومنشآت التخزين التابعة لمحطة توابسي النفطية، التي تعدّ نقطة تصدير حيوية للمنتجات البترولية الروسية إلى الأسواق الآسيوية والعالمية.
وأشارت إلى أنّ فرق الطوارئ تمكّنت من السيطرة على الحريق، ولم ترد أي تقارير عن إصابات بين المدنيين أو العاملين في المنشأة.
ويعد ميناء توابسي مركزًا حيويًا لتصدير النفط الروسي، حيث يضم محطات وبنية تحتية أساسية لدعم اللوجستيات الطاقية في البلاد. وقد سبق أن تعرضت المحطة لهجوم بطائرات بحرية مُسيّرة أوكرانية في أيلول الماضي، فيما تواصل السلطات الروسية جهودها لتقييم حجم الأضرار واستئناف العمليات التشغيلية في الميناء الحيوي.
ويأتي هذا الهجوم ضمن سلسلة من الضربات التي تستهدف البنية التحتية للطاقة الروسية، خاصةّ المنشآت الحيوية التي تموّل المجهود الحربي الروسي، من دون صدور تعليق رسمي من الجانب الأوكراني حول الحادث حتى الآن.
وفي سياق متصل، أكدت روسيا أن تزويد كييف بصواريخ “توماهوك” لن يسهم في إحلال السلام أو التوصل إلى أي تسوية للحرب في أوكرانيا.
وقالت ماريا زاخاروفا، المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، في تصريح صحافي، أمس، إنّ الوضع الحالي والسنوات السابقة أثبتا أن العسكرة وتوريد الأسلحة لأوكرانيا لن تحقّق أي تسوية سلمية، محذرةً من أنّ استمرار تزويد أوكرانيا بالأسلحة الثقيلة يزيد من مخاطر التصعيد في المنطقة.
وكانت وسائل إعلام أميركية قد ذكرت أنّ وزارة الحرب الأميركية وافقت على تسليم صواريخ “توماهوك” إلى أوكرانيا، على أن يتّخذ الرئيس الأميركي دونالد ترامب القرار النهائي بشأن تنفيذ الصفقة.




