جلسة طارئة لمجلس حقوق الإنسان لبحث “فظائع الفاشر” في السودان.. ومطالبات بتحقيق عاجل في انتهاكات “الدعم السريع”

عُقدت جلسة خاصة حول الوضع في مدينة الفاشر بالسودان في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف، اليوم الجمعة، بعد مخاوف شديدة حيال عمليات القتل الجماعي التي وقعت أثناء سقوط المدينة في أيدي قوات الدعم السريع.
ونظرت الدول في مشروع قرار يطلب من بعثة لتقصي الحقائق تابعة للأمم المتحدة، إجراء تحقيق عاجل في الانتهاكات التي وقعت في الآونة الأخيرة التي يتردد أنّ قوات الدعم السريع وحلفاءها ارتكبوها في الفاشر، وتحديد هوية مرتكبيها.
وأمر المجلس المحققين بالسعي لتحديد هويات جميع المتورطين في الفظاعات التي يشتبه بأنها ارتُكبت في مدينة الفاشر السودانية للمساعدة في جلبهم أمام العدالة.
وتبنى المجلس قراراً يأمر بعثة تقصي الحقائق المستقلة التابعة للأمم المتحدة المعنية بالسودان بالتحقيق بشكل عاجل في انتهاكات القانون الدولي التي ارتكبتها جميع الأطراف في المدينة، وحضّها على “تحديد، متى أمكن” المشتبه بهم في ارتكابها في مسعى لضمان “محاسبتهم”.
وحضّ المجلس بعثة تقصي الحقائق على “تحديد، متى أمكن” المشتبه بهم في ارتكاب الانتهاكات في الفاشر في مسعى لضمان “محاسبتهم”.
وفي كلمة افتتاحية أمام المندوبين، حث مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك، المجتمع الدولي على التحرك.
وقال، إنّ الفظائع في الفاشر بالسودان هي “أخطر الجرائم” التي كانت متوقعة وكان يمكن منعها.
وأضاف المسؤول الأممي أن هناك تظاهراً مبالغاً فيه، والقليل من الفعل من جانب المجتمع الدولي رداً على الفظائع في الفاشر بالسودان.
وأصدر فولكر تورك تحذيراً شديداً إزاء تصاعد العنف في كردفان بالسودان، حيث القصف والحصار وإجبار الناس على ترك منازلهم.
ودعا المفوض السامي لحقوق الإنسان إلى اتخاذ إجراءات ضد الأفراد والشركات التي “تؤجج وتستفيد” من الحرب بالسودان.
وسيطرت قوات الدعم السريع على المدينة -عاصمة ولاية شمال دارفور- قبل نحو أسبوعين.
ويشهد السودان حرباً بين القوات الحكومية وقوات الدعم السريع منذ نحو عامين ونصف العام. والمدينة مغلقة ولا يمكن لعمال المساعدات الإنسانية دخولها.
وتحدث الأشخاص الذين تمكنوا من الهروب والفرار إلى البلدات المحيطة مثل طويلة، عن أعمال قتل وتعذيب وجرائم حرب.
وقدر رئيس المنظمة الدولية للهجرة، وجود آلاف المفقودين بالفاشر، ونزوح نحو 50 ألفاً من كردفان، منذ نحوِ شهرين.
في السياق، قال وزير المالية السوداني جبريل إبراهيم، الخميس، إنّ حكومة بلاده “لم ولن تتفاوض” مع قوات الدعم السريع “لأنها قاتلة وتنتهك كل الأعراف الدولية”، بحسب تعبيره.
جاء ذلك لدى مخاطبة إبراهيم، الذي يترأس “حركة العدل والمساواة” التي تقاتل بجانب الجيش، وقفة نسائية بمدينة بورتسودان (شرق) لدعم المرأة بدارفور (غرب)، بحسب وكالة الأنباء السودانية.
وقال إبراهيم، إن “ما حدث في السودان من جرائم قامت بها المليشيا (الدعم السريع) تعتبر قصصاً تروى للتاريخ وللأجيال القادمة نسبة لبشاعتها”. واعتبر أنّ العالم يتعامل مع هذه الجرائم بازدواجية.
وأضاف الوزير السوداني: “لم ولن نتفاوض معها (الدعم السريع) ولن نتعايش معها لأنها قاتلة وتنتهك كل الأعراف الدولية”.
وأردف: “أكرم علينا أن نموت من أن نتعايش مع مرتكبي جرائم القتل للنساء والرجال والأطفال والمرضى، وكل أنواع الانتهاكات المرتكبة بحق مواطني مدينة الفاشر وكل المناطق التي دخلتها قوات الدعم السريع”.
فيما اعتبر وزير المالية أنّ “ما حدث في الفاشر لم يحدث من قبل”.
وقال وزير المالية: “نحن منتصرون ولن نسلم السودان لأحد، وليس هناك من يملي علينا نظام حكم في بلدنا، ونحن أحرار في تحديد شكل الحكم”، مضيفاً: “نحن ماضون في تحرير تراب بلادنا”.
حديث وزير المالية يأتي غداة حث واشنطن، الأربعاء، أطراف الصراع في السودان على “الموافقة الفورية وتنفيذ الهدنة الإنسانية المقترحة”.
والأربعاء، قال مستشار الرئيس الأميركي للشؤون الإفريقية مسعد بولس، في بيان: “تحثّ الولايات المتحدة أطراف الصراع في السودان على الموافقة الفورية وتنفيذ الهدنة الإنسانية المقترحة”.
ولم يوضح بولس تفاصيل الهدنة التي تحدث عنها وآلية تنفيذها، غير أن قوات الدعم السريع أعلنت الخميس الماضي، موافقتها على “الانضمام إلى الهدنة الإنسانية” التي اقترحتها دول الرباعية التي تضم السعودية والإمارات ومصر والولايات المتحدة.
وفي 25 أكتوبر الماضي، قال بولس، إن الرباعية بحثت بواشنطن التوصل إلى “هدنة إنسانية عاجلة ووقف دائم لإطلاق النار” بالسودان، وشكلت لجنة مشتركة للتنسيق بشأن الأولويات العاجلة.
مواضيع ذات صلة :
هدنة إنسانية تلوح في أفق السودان وسط تحفّظات حكومية ومخاوف من نوايا “الدعم السريع”! | انهيار بئر في السودان يخلف 6 قتلى و9 مصابين | الكوليرا تجتاح السودان: 2700 إصابة و172 وفاة في أسبوع |




