حرب ترامب على المخدرات.. واشنطن تحشد قواتها في الكاريبي وتلوّح إلى حوار محتمل مع مادورو

عاد الملف الفنزويلي إلى واجهة المشهد الدولي بعد تلويح الإدارة الأميركية بإمكان تصنيف “كارتل دي لوس سوليس” الذي تتّهم الرئيس نيكولاس مادورو بقيادته كـ“منظمة إرهابية أجنبية”. ومع استمرار الضغوط الأميركية وتكثيف العمليات العسكرية في منطقة الكاريبي بدعوى مكافحة تهريب المخدرات، يلوح في الأفق احتمال فتح باب الحوار مع مادورو، في خطوة تعكس تعقّد الأزمة وتشابك أبعادها السياسية والأمنية.
وفي التفاصيل، ألمح الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى إمكان إجراء محادثات مع نظيره الفنزويلي نيكولاس مادور، وذلك عقب إعلان واشنطن أنها تُخطّط لتصنيف عصابة مخدرات تقدّر أن مادورو يقودها “منظمة إرهابية أجنبية“.
وقال ترامب للصحافيين في مطار بالم بيتش الدولي بولاية فلوريدا: “ربما نجري بعض المناقشات مع مادورو، وسنرى ما الذي ستكون عليه النتيجة”، مضيفاً “أنهم يرغبون بالحوار“.
والأحد، أعلن وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو أنّ بلاده تخطط لتصنيف عصابة مخدرات يُزعم أنّ مادورو يقودها، “منظمة إرهابية أجنبية”، في ظل تصاعد التوتر بين البلدين.
وقال روبيو في بيان، إنّ “كارتل دي لوس سوليس، بالتعاون مع كارتلات أجنبية أخرى مصنفة إرهابية بينها ترين دي أراغوا وكارتل سينالوا، مسؤولون عن أعمال عنف إرهابية في جميع أنحاء النصف الغربي للكرة الأرضية، بالإضافة إلى تهريب مخدرات إلى الولايات المتحدة وأوروبا“.
ويأتي التلويح بهذا التصنيف عقب إرسال الجيش الأميركي تعزيزات عسكرية ضخمة إلى منطقة الكاريبي لمنع تهريب المخدرات إلى الولايات المتحدة.
وتتهم الولايات المتحدة مادورو بتزعم عصابة لتهريب مخدرات وقد عرضت مكافأة قدرها 50 مليون دولار لمن يُدلي بمعلومات عنه.
لكن كراكاس تعتبر أنّ الأمر مجرد ذريعة للإطاحة برئيسها اليساري مادورو الذي ترفض واشنطن شرعيته.
وأعاد روبيو تأكيد الولايات المتحدة بأن كارتل دي لوس سوليس (كارتل الشمس) الذي يقوده مادورو ومسؤولون آخرون رفيعو المستوى “أفسدوا الجيش والاستخبارات والسلطة التشريعية والقضاء في فنزويلا“.
أضاف: “لا مادورو ولا المقربين منه يمثلون الحكومة الشرعية في فنزويلا“.
وقال روبيو أيضاً إنّ الولايات المتحدة “ستواصل استخدام كل الأدوات المتاحة لحماية مصالح أمننا القومي وحرمان تجار المخدرات من التمويل والموارد“.
وفي وقت سابق، أعلنت سلطات جمهورية الدومينيكان السبت، ضبط نحو 500 كيلوغرام من الكوكايين على متن قارب تم اعتراضه خلال عملية مشتركة مع الولايات المتحدة، في ظل حشد عسكري أميركي كبير في منطقة الكاريبي.
وأفادت المديرية الوطنية لمكافحة المخدرات، في بيان، أنّ ضبط القارب قبالة سواحل الدومينيكان جاء “دعماً لعملية (الرمح الجنوبي) للقيادة العسكرية الجنوبية الأميركية“.
وأشارت إلى أنها عملت بشكل وثيق مع إدارة مكافحة المخدرات الأميركية لضبط القارب.
وأضافت: “نفّذت الوحدات المختصة عملية واسعة النطاق جوّاً وبحراً وبرّاً للقبض على عدة أفراد” كانوا يقتربون من سواحل جمهورية الدومينيكان “على متن قارب يحمل شحنة كبيرة من المخدرات“.
وأوضحت المديرية أنّه تم إلقاء القبض على مواطنين اثنين من الدومينيكان ومصادرة 484 عبوة كوكايين من القارب تزن نحو 500 كيلوغرام.
وتُعَدّ عملية “الرمح الجنوبي” التي أعلن عنها وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث الخميس، جزءاً من خطة نشر سفن وطائرات حربية في أميركا اللاتينية لمكافحة ما تصفه واشنطن بـ”إرهاب المخدرات“.
ومنذ إطلاق الحملة العسكرية لمكافحة تهريب المخدرات في الكاريبي في أيلول، قتلت القوات الأميركية 83 شخصاً على الاقل، وفقا لإحصاء أجرته وكالة فرانس برس استناداً إلى أرقام معلنة.
ولم تنشر الولايات المتحدة أي تفاصيل تدعم مزاعمها بأنّ الأشخاص المستهدفين بنحو عشرين ضربة حتى الآن في منطقتي الكاريبي وشرق المحيط الهادئ، هم تجار مخدرات.
ويعتبر خبراء أن هذه الممارسات ترقى إلى أن تكون عمليات قتل خارج نطاق القضاء، حتى لو كانت تستهدف تجار مخدرات معروفين.
مواضيع ذات صلة :
ترامب: أنهيت 8 حروب وقريبا سننهي الحرب التاسعة | إدارة ترامب تعلن خفض المساعدات الغذائية بسبب الإغلاق الحكومي | ترامب: لا يلعبون معنا ونحن لا نلعب معهم! |




