“سخرية وفضائح”… تسجيلات جديدة لبشار الأسد بعد مرور عام على سقوط النظام!

مرّ عام كامل على سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، مُسجلًا نقطةً فاصلةً في مسار الأزمة السورية الممتدّة منذ أكثر من عقد.
هذا الحدث ترك أثرًا عميقًا على الداخل السوري والمشهد الإقليمي والدولي، حيث شهدت البلاد موجات نزوح واسعة، وتغييرات كبيرة في موازين القوى بين الفصائل المختلفة، وتصاعد التدخّلات الأجنبية المتنوّعة.
كما أثّرت هذه التطورات في استراتيجيات القوى الكبرى في المنطقة، لا سيما روسيا وإيران وتركيا، التي لعبت أدوارًا حاسمةً في دعم أطراف معيّنة أو إعادة ترتيب مواقفها بحسب المتغيّرات على الأرض.
وفي ظلّ مرور هذا العام، تبقى الأسئلة حول مستقبل سوريا السياسي والأمني والاقتصادي حاضرةً، وسط مشهد لا يزال متقلّبًا ومعقّدًا.
ومع مرور عام على سقوط نظام الأسد، ما زالت تداعيات ذلك تتكشّف على الساحة السورية. في هذا الإطار، انتشرت تسريبات لمقاطع فيديو وحلقة جديدة من تسجيلات حصرية مصوّرة تجمع الرئيس السوري السابق بشار الأسد بمساعدته السابقة لونا الشبل، تتضمّن أحاديث خاصة تكشف مواقف حادة وسخرية من جهات ووقائع داخل الساحة السورية.
ويكشف التسريب الجديد حقيقة العلاقة بين الرئيس السوري السابق بشار الأسد وفريقه المقرب مع الحليف الرئيسي لنظام حكمه فلاديمير بوتين، حيث يتضح ذلك جليًا عندما تتحدّث لونا الشبل لبشار عن بوتين بشكلٍ مسيءٍ عن صحة الرئيس الروسي: “شفت بوتين كيف نافخ؟ ليرد بشار الأسد عن بوتين: كلّ هذا عمليات… لتضيف لونا الشبل: بوتين كلّه عمليات، عمره 65 سنة… الفيلم فاضحه كثيرًا”.
كما يكشف التسريب الجديد عن سخرية الرئيس السوري السابق من معاناة شعبه بقوله “بشار الأسد يتحدث ساخرًا عن السوريين: “اللي عنا”… لترد لونا الشبل: اللي عنّا يروحوا يشوفوا اللي بيعملوا للسيد، والله ما بيسترجوا يعملوا ربعه”.
ويؤكّد مقطع آخر من التسريبات أنّ الأسد كان يعرف جيدًا ماذا يفعل جنوده وجرائمهم في حقّ الشعب السوري عندما تحدّثت مساعدته لونا الشبل عن الخراب والجرائم التي يتعرّض لها السوريون على يد أنصاره وعصابته من المجرمين “لونا الشبل: هذا سمّم الجنود، كان يعطيهم فطاير… ولد كان مع الجنود عزم أصدقاءه على لحمة بالصينية… أربعون شابًّا… كلهم ماتوا، كلهم تسمّموا… لاحقوه وطعنوه وهرب برّا البلد”.
كما أشارت مساعدة الأسد إلى عناصر جيش الأسد في التسريبات الجديدة: “يطلعوا بوجهي… قد ما أحبّهم قد ما أقرف منهم”.
“يلعن أبو الغوطة”
وظهر الأسد في أحد المقاطع التي نشرتها “العربية”، السبت، وهو يوجّه شتائم حادّة متعلقة بالغوطة قائلًا “يلعن أبو الغوطة”، بينما تكشف لقطات أخرى حوارًا بينه وبين الشبل تتحدّث خلاله عن “تباهي حزب الله بقدراته” قبل أن تضيف: “والآن لم نسمع له صوتًا”.
كما قال الأسد لفريقه من الغوطة: “سندخل سقبا وكأنّي لا أعلم أنّها “تحرّرت”.
الأسد يسخر من جنود سوريين
تتضمن التسجيلات أيضًا مشاهد يسخر فيها الأسد ولونا الشبل من جنود سوريين ظهروا وهم يقبّلون يد الأسد خلال لقاءات سابقة.
وفي مقطع آخر قال الأسد للونا الشبل، إنّه لا يشعر بشيء عند رؤية صوره بالشوارع، وذلك بعد سؤالها له ماذا يشعر عند رؤية صوره في الشارع.
كما أظهرت التسجيلات أنّ بشار الأسد ولونا الشبل وجّها سخريةً لاذعةً للشرطة السورية ووزير الداخلية، وقالت مساعدته “شو مبسوط وزير الداخلية بالشرطة تبعه وكلّ شوية ينزلوله خبر على الفيس”.
فيما نُقل عن الأسد قوله في حديث عن وضع سوريا: “لا أشعر بالخجل فقط بل بالقرف”.
كذلك، قال بشار الأسد في تسجيل آخر إنّه يريد الوقوف فوق دبابة من أجل “لقطة”.
صدمة لمؤيدي النظام
ولم يقتصر صدى هذه التسجيلات على الأحداث السياسية فحسب، بل فاجأت أيضًا شرائح واسعة من الشعب السوري الذين كانوا مؤيدين للنظام سابقًا. فقد أظهرت التسجيلات بشار الأسد وهو يسخر بشكل لافت من شخصيات نافذة وواقع البلاد، ويكشف مواقف حادّة تجاه الجميع، بما في ذلك مقربين منه وساسة دوليين، ممّا أثار دهشةً وصدمةً لدى من اعتقدوا أنّهم يعرفون ما وراء ستار السلطة. هذا الجانب الشخصي والمفتوح من الرئيس المخلوع يُعيد طرح أسئلة حول طبيعة الحكم في سوريا، وعلاقات الأسد الداخلية والخارجية، ويكشف عن جانب لم يُشاهد علنًا من قبل.
وقد تثير هذه التسجيلات تساؤلاتٍ حول توقيت تسريبها، لا سيما مع مرور عام كامل على سقوط النظام السوري. البعض يرى أنّ اختيار هذا الوقت ليس مصادفةً، فقد يهدف إلى إعادة تشكيل صورة الأسد أمام الرأي العام السوري والدولي، أو التأثير في الملفات السياسية الحالية، أو حتى إرسال رسائل محدّدة إلى الداخل والخارج. هذه التسريبات تفتح باب التكهنات حول دوافعه الحقيقية، ويزيد من غموض المشهد السياسي السوري بعد عامٍ من نهاية حكمه، وعن مصير لونا الشبل وطريقة وفاتها.
مواضيع ذات صلة :
بالفيديو – احتفالات في مناطق لبنانيّة بذكرى عام على سقوط الأسد | نديم الجميّل لـ”هنا لبنان”: بشار الأسد انتهى إلى “مزبلة التاريخ”… واليوم المحور تغير! | بشّار الوحش |




