تحفّظ ألماني على نشر قوات في أوكرانيا وسط طرح أوروبي–أميركي لقوة متعددة الجنسيات

عرب وعالم 17 كانون الأول, 2025

أعرب رئيس الحزب الاشتراكي الديمقراطي الألماني لارس كلينجبايل، الأربعاء، عن تحفظه إزاء مشاركة جنود ألمان في مهمة محتملة لحفظ السلام في أوكرانيا.

وقال كلينجبايل، في تصريحات لصحيفة “نويه أوسنابروكر تسايتونج” الألمانية، رداً على سؤال حول مشاركة محتملة للجيش الألماني: “لا ينبغي أن نخطو الخطوة الخامسة قبل الأولى، بل نخوض هذا النقاش عندما يحين وقته فعلاً”.

وأضاف كلينجبايل، الذي يشغل منصبي نائب المستشار ووزير المالية، أن “الأمر الواضح هو أن ألمانيا ستفي دائماً بمسؤولياتها”، مشدداً على أن بلاده “أكبر داعم لأوكرانيا في الوقت الراهن”.

وجاءت هذه التصريحات في وقت أعلنت فيه عدة دول أوروبية، عقب مفاوضات استمرت يومين مع أوكرانيا والولايات المتحدة، تأييدها لتشكيل “قوة متعددة الجنسيات من أجل أوكرانيا” بقيادة أوروبية وبدعم أميركي.

وبموجب اتفاق يُبحث لإنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا، ستتولى هذه القوة الأوروبية دعم القوات الأوكرانية وضمان أمن المجالين الجوي والبحري، في إطار ترتيبات أمنية أوسع.

ورأى كلينجبايل أن السؤال الحاسم حالياً هو “ما إذا كان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيتحرك”، مضيفاً: “هو من بدأ هذه الحرب، وبإمكانه إنهاؤها فوراً. وهو من يتحمل مسؤولية الموت اليومي. الكرة الآن في ملعبه، ولا تزال لدي شكوك كبيرة في أن بوتين يريد السلام”.

وكان المستشار الألماني فريدريش ميرتس قد أجاب بدوره بشكل غير حاسم عن سؤال حول مشاركة الجيش الألماني في القوة متعددة الجنسيات، مشيراً إلى أن “تحالف الراغبين لا يضم دولاً أوروبية فقط، بل يشمل أيضاً كندا وأستراليا ودولاً أخرى”، مضيفاً: “إذا وصلنا إلى هذه المرحلة، فسيكون هناك اتفاق لوقف إطلاق النار مع روسيا”.

وفي السياق نفسه، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الاثنين، أن التوصل إلى اتفاق بشأن أوكرانيا بات “أقرب من أي وقت مضى”، بالتزامن مع طرح قادة أوروبيين فكرة إنشاء “قوة متعددة الجنسيات” لتنفيذ أي اتفاق سلام محتمل.

وجاء ذلك بالتوازي مع اجتماع لقوى أساسية في برلين، شارك فيه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، لدفع جهود إنهاء الحرب، في وقت لم تصدر فيه روسيا رداً رسمياً على المقترحات الأخيرة.

وأوضح ترامب، في المكتب البيضوي، أنه أجرى “محادثات مطولة وجيدة جداً” مع زيلينسكي، إلى جانب قادة بريطانيا وفرنسا وألمانيا وحلف شمال الأطلسي، مؤكداً وجود تقدم غير مسبوق نحو اتفاق ينهي الحرب.

كما تضمن بيان مشترك صدر عن قادة الدول الأوروبية الكبرى والاتحاد الأوروبي اقتراحاً بإنشاء “قوة متعددة الجنسيات” في أوكرانيا، ضمن ضمانات أمنية قوية تدعمها الولايات المتحدة، بهدف منع روسيا من خرق أي وقف محتمل لإطلاق النار في النزاع المستمر منذ عام 2022.

وأعلن زيلينسكي في وقت سابق أن محادثاته مع الموفدين الأميركيين في برلين كانت “غير سهلة”، لكنها شهدت “تقدماً حقيقياً” في ما يتعلق بالضمانات الأمنية، مع استمرار الخلافات بشأن احتمال تنازل كييف عن أراضٍ لصالح موسكو.

وأكد الرئيس الأوكراني أنّ القضايا المتعلقة بالأراضي لا تزال معقدة، قائلاً: “بصراحة، مواقفنا ما زالت مختلفة”، في إشارة إلى رفضه التخلي عن مناطق شرقي البلاد.

وفي هذا الإطار، أبدى ميرتس تفاؤله بوجود “فرصة لعملية سلام حقيقية”، مشيداً بما وصفه بـ”الضمانات الأمنية الأميركية القوية”، واعتبرها خطوة مهمة إلى الأمام.

وشدد المستشار الألماني على أنّ “السلام الدائم في أوروبا لا يمكن تحقيقه إلا مع أوكرانيا حرة وذات سيادة، قوية وقادرة على الدفاع عن نفسها”، مؤكداً أنّ “مصير أوكرانيا هو مصير أوروبا بأسرها”.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع ذات صلة :

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us