أميركا تُطلق “عين الصّقر” ضدّ داعش في سوريا… ترامب: أصبنا كل هدف بدقّة مُطلقة!

عرب وعالم 20 كانون الأول, 2025

في تصعيد عسكري غير مسبوق منذ أشهر، أعادت الولايات المتحدة خلط أوراق المواجهة مع تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا، عبر غارات جوية مكثّفة استهدفت عشرات المواقع في عمق البادية ومناطق عدة، ردًّا على هجوم دموي أودى بحياة جنود أميركيين. عملية حملت رسائل نارية للتنظيم، وترافقت مع تأكيدات أميركية بعدم السماح بعودة داعش أو توفير أي ملاذ آمن له، وسط مؤشرات إلى مرحلة جديدة من المواجهة المفتوحة.

وفي التفاصيل، شنّت الولايات المتحدة غارات جوية واسعة النطاق على تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا، وقد استهدف الجيش الأميركي عشرات المواقع التابعة لتنظيم الدولة في وسط سوريا.

حيث شملت الضربات الأميركية الواسعة التي نفّذها التحالف الدولي ضدّ داعش، ليل الجمعة – السبت، ضمن عملية “عين الصقر”، عشرات المواقع في وسط سوريا، وطالت مناطق البادية، ودير الزور والرقّة وحمص.

فيما استخدمت أكثر من 100 قذيفة دقيقة خلال العملية، وسط توقعات بأن تستمرّ العملية لأسابيع عدّة وربما شهر، وفق ما كشف مسؤولون أميركيون.
كما شاركت القوات الجوية الأردنية في إسناد الضربات عبر طائرات مقاتلة دعمًا للعملية ضد التنظيم.

جاءت هذه الضربات “انتقامًا” لمقتل جنود أميركيين السبت الماضي خلال عملية نفّذها عنصر أمن سوري ينتمي إلى داعش، وكان من المرتقب فصله من الخدمة وفق ما أفادت حينها السلطات السورية. إذ قُتل جنديان أميركيان ومترجم مدني، السبت الماضي في مدينة تدمر بوسط سوريا، على يد مهاجم استهدف قافلة للقوات الأميركية والسورية قبل أن يُقتل برصاص الجيش الأميركي. كما أُصيب ثلاثة جنود أميركيين آخرين في الهجوم.

وبعد الضربات الموسعة التي استهدفت مواقع عدّة لداعش في سوريا، أكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب أنّ العملية التي حملت اسم “عين الصقر” كانت ناجحة جدًا.
كما أضاف قائلًا في كلمةٍ ألقاها أمام مؤيّديه في ولاية كارولاينا الشمالية السبت، “لقد أصبنا كل هدف بدقة مطلقة”.

وشدّد ترامب على أنّه “حقق السلام في الشرق الأوسط”، مردفًا “لدينا سلام في المنطقة لأول مرة منذ 3 آلاف عام”.

إلى ذلك، اعتبر أن بلاده تُعيد السلام إلى مناطق عدّة حول العالم من خلال القوة.

وكان الرئيس الأميركي أفاد سابقًا بأنّ العملية ضد داعش أتت ردًّا على استهداف قوات أميركية في تدمر الأسبوع الماضي.

في حين أعلن الجيش الأميركي أنّه “ضرب أكثر من 70 هدفًا في أنحاء متفرقة وسط سوريا بواسطة طائرات مقاتلة ومروحيات هجومية ومدفعية”، مضيفًا أنّه تم استخدام “أكثر من 100 نوع ذخيرة موجّهة بدقة ضدّ مواقع يسيطر عليها داعش”.

“لا ملاذات آمنة”

بدورها، أكدت وزارة الخارجية السورية في بيان، صباح اليوم السبت، أن الحكومة ملتزمة “بمكافحة داعش وضمان عدم وجود ملاذات آمنة له في الأراضي السورية”.

كما أكدت أنّ السلطات “ستواصل تكثيف العمليات العسكرية ضدّ التنظيم في جميع المناطق التي يهددها”.

يذكر أن دمشق كانت انضمت رسميًا إلى التحالف الدولي ضدّ داعش خلال زيارة الرئيس السوري أحمد الشرع إلى واشنطن الشهر الماضي.

فيما تنتشر القوات الأميركية في سوريا بشكل رئيسي في مناطق سيطرة المقاتلين الأكراد في شمال وشمال شرق البلاد، إضافة إلى قاعدة التنف قرب الحدود مع الأردن، حيث تركز واشنطن وجودها العسكري على مكافحة التنظيم ودعم حلفائها المحليين.

قنابل بأسماء القتلى وهجمات متزايدة

في حين انتشرت خلال الساعات الماضية على مواقع التواصل صورة لجندي أميركي نشرتها وزارة الدفاع، يكتب أسماء الجنديين والمدني الذين قتلوا، على قنبلة قبيل إطلاقها نحو أهداف لداعش.

إلى ذلك، كشف الجيش الأميركي أنّ قواته نفذت أكثر من 80 عملية ضدّ إرهابيين في سوريا خلال 6 أشهر. ولا يزال نحو ألف جندي أميركي متواجدين في سوريا حاليًا لمواجهة أبرز هجمات داعش.

يذكر أن التقديرات الأميركية تشير إلى وجود ما بين 2500 و7000 مقاتل نشط لداعش في سوريا والعراق حتى عام 2025.
بينما يُحتجز آلاف آخرون في سجون ومخيّمات شمال شرقي سوريا.

ومنذ سقوط نظام بشار الأسد في 8 كانون الأول 2024، زاد عدد هجمات داعش في سوريا من 121 عام 2023 إلى نحو 294 هجومًا سنة 2024.

ويستخدم داعش تكتيكات متنوعة مثل الكمائن، والعبوات الناسفة، والاغتيالات، والتفجيرات الانتحارية.

أمّا أبرز الهجمات فكانت في حزيران 2025، حين استهدف داعشي كنيسة أرثوذكسية في دمشق، في هجوم أودى بحياة 25 شخصًا وأصاب 63 آخرين.

كما شنّ التنظيم الإرهابي عشرات الهجمات على محاور عسكرية وحكومية، خاصةً في ريف حمص ودير الزور وحلب، وتدمر.

في المقابل، نفّذ التحالف الدولي بقيادة أميركا منذ تموز 2025، نحو 80 عملية ضد داعش، أسفرت عن مقتل 14 واعتقال 119 آخرين.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع ذات صلة :

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us