سلام: لا قرار برفع الدعم عن القمح

اقتصاد 23 أيار, 2022

عقد وزير الاقتصاد والتجارة في حكومة تصريف الاعمال أمين سلام ‏مؤتمراً صحافياً بعد ظهر اليوم الإثنين، تناول فيه موضوع دعم القمح في ما ‏يتعلق بالقرارات الجديدة المتخذة، وشرح مرحلة تنفيذ القرض ‏الطارئ من البنك الدولي لدعم استيراد القمح.‏

وقال سلام: “الهدف من هذا المؤتمر الاعلامي هو الحديث عن القمح ‏والدعم وقرارات مجلس الوزراء، والقرارات التي صدرت مؤخرا عن ‏وزارة الاقتصاد وقرض البنك الدولي. والهدف من مؤتمرنا اليوم هو ‏اعادة تصويب البوصلة الى مسارها الصحيح، لأنه وللأسف حصل ‏الكثير من اللغط والافتراء وتناقل معلومات بشكل غير منصف وغير ‏صحيح ومضر، أيضا للعمل الذي يتم من أجل الحفاظ على لقمة عيش ‏المواطن”.‏

أضاف: “نحن منذ قرابة الثمانية أشهر تقريبا بدأنا مشوارنا في ‏وزارة الاقتصاد وأحد الملفات الاساسية هو موضوع دعم القمح الذي ‏يشكل الملجأ الأخير للطبقات الاكثر فقرا، والتي تشكل اليوم نسبة 80 ‏بالمئة من الشعب اللبناني بحسب تقارير الامم المتحدة، وبالتالي لقمة ‏الخبز تطال كل اللبنانيين، فالمجتمع اللبناني في وضع صعب، وأنا ‏منذ اليوم الأول قلت لقمة عيش المواطن خط أحمر ممنوع التلاعب ‏بها. صدر كلام كثير عن رفع دعم وغير ذلك، وأنا أقول وبكل أمانة ‏نحن في وزارة الاقتصاد نحافظ على موضوع الدعم وترشيده بحسب ‏الأصول المنطقية التي تسري في كل دول العالم، حيث تراعي وتحافظ ‏على مصلحة مواطنيها، فتتصرف بشكل منظم. وقلنا كثيرا إذا حصل ‏وتم رفع الدعم فلا يجوز التعاطي بعشوائية، وأنا منذ اليوم الاول ‏لتسلمي وزارة الاقتصاد تردني ملاحظات أن لبنان غير قادر على ‏استمرار الدعم. طبعا عندما يكون أي بلد في وضع متعثر كلبنان ‏يعجز عن توفير الدعم، ورأينا كيف تم رفع الدعم عن كثير من السلع ‏في السابق بشكل عشوائي وكيف أثر ذلك سلبا على القدرة الشرائية ‏للمواطن، وتركت حالة من الهلع حيث عجزت الناس عن متابعة ‏أشغالها، وحصل انهيار مجتمعي كامل دون وجود خطة أمان”.‏

وتابع: “رفع الدعم يجب أن يتم وفق برنامج متكامل لا بقرار ‏عشوائي، لأنه لا يجوز التلاعب بلقمة عيش المواطن، وإذا لم نول ‏ربطة الخبز الاهتمام اللازم أو تلاعبنا بها نكون ضربنا كل ما تبقى. ‏تردني اتصالات يومية تسبب الحزن بسبب الاوضاع المعيشية ‏الشديدة الصعوبة وعدم قدرة الناس على تحصيل لقمة العيش، وهذا ‏أمر غير مقبول وأي مسؤول لا يقبل به، لذلك أكدنا أنه ممنوع ‏التلاعب بربطة الخبز، وكل ما قمنا به هو للحفاظ عليها، حيث يصدر ‏تقرير عن احدى الوسائل الاعلامية يعطي أرقاما مغلوطة بمجملها، ‏ويشير الى استياء رئيس الحكومة بسبب الهدر في المواد وعدم ‏معرفة أين يذهب الطحين. أنا آسف لذلك، وأقول عندما يتم تناول هذه ‏المواضيع آمل من وسائل الاعلام اعتماد الدقة في الارقام”.‏

وأردف: “نحن نطلب من المطاحن نتيجة السياسات والاستراتيجيات ‏الخاطئة، وكان يجب أن يكون هناك اهراءات في أكثر من منطقة، ‏لتوفير المخزون الاحتياطي، لا أن يكون كل مخزوننا في مكان واحد ‏حيث حصل الانفجار ورأينا ماذا حصل. ونطلب من القطاع الخاص أن ‏يبقي عنده احتياطيا لشهرين اضافيين من أجل تغطية خطأ الدولة. ‏يصدر كلام كثير، ونحن نطلب منذ اندلاع الازمة الروسية الاوكرانية، ‏من القطاع الخاص، تغطية حاجة الدولة، ومع حرصنا على التعاون ‏مع القطاع الخاص لتأمين لقمة عيش المواطنين، يتم استهدافنا ‏والافتراء علينا”.‏

وقال: “أردت توضيح هذه النقطة لأن الخلل ليس من وزارة الاقتصاد ‏ولا من القطاع الخاص الذي نحمله أكثر من طاقته، وأنا بكل أمانة ‏أدافع عنه، ولا يمكننا التجني على وزارة الاقتصاد، وعملية شراء ‏القمح واستيراده عملية دقيقة للغاية. اليوم تحصل المطحنة على ‏قبول مبدئي من مصرف لبنان وعلى اساسه يرفعون طلبية ‏للمستوردين من الخارج، فإذا كانت كل الشروط مطابقة يرسلون ‏الكميات المطلوبة، وهذه العملية تحتاج لقرابة الشهر وهي معقدة جدا ‏وليست بالبساطة التي تتكلمون بها. ليس مسموحا لأحد أن يعطي ‏ملاحظات ويعمل شعبويات وتقارير من اجل الكلام والتصوير بشكل ‏يضر بدل أن يفيد”.‏

أضاف: “أكرر القول بأن ليس هناك قرار برفع الدعم، ولما رأينا ‏عجز الدولة عن الاستمرار بالدعم، وحصلت الحرب الاوكرانية، ‏توجهت الى مجلس الوزراء وطالبت بشراء خمسين ألف طن من ‏القمح لتوفير مخزون للدولة يكفي شهرين. واخذت قرارا من مجلس ‏الوزراء في هذا الشأن منذ قرابة الشهرين ولم يتخذ أي قرار بشأنه، ‏لأن الدولة لم تستطع تأمين الاعتمادات لشراء خمسين ألف طن. ‏صدر قرار بالشراء ولكن لم تتأمن الاعتمادات”.‏

وتابع: “عدت الى القطاع الخاص طالبا منه الاستمرار بشراء القمح ‏بموجب الاسعار التي نحاول الشراء بها (أسعار رخيصة) حتى لا ‏نحمل الدولة أكثر من طاقتها، فقام القطاع الخاص من أجل تأمين ‏الخلل الذي نعانيه كدولة، صدر قرار من الحكومة ولكنه بقي حبرا ‏على ورق بسبب عدم قدرتنا على تأمين الاموال، وذهبنا لتأمين ‏حقوق السحب من أجل توفير القمح والدواء، انما مع رفع الدعم الذي ‏حصل عن الدواء ضرب هذا القطاع ورأينا نتائجه الخطيرة على ‏المجتمع. اذا بقي لدينا الدعم على الدواء والقمح، وأنا لا أقبل ولا أي ‏مسؤول، برفع الدعم عنهما”.‏

وقال: “عدنا وقلنا إن البنك الدولي قبل أن يمنحنا قرضا ميسرا ‏عبارة عن شبكة أمان اجتماعي بامتياز، صرفت عشرون مليار ‏دولار على سلة الدعم في السنوات الماضية، قبل أن تكون هذه ‏الحكومة، فلم يكن لهذا أي انعكاس اجتماعي ولم نعرف المعيار الذي ‏على اساسه تم الدعم، دعمنا الكاجو والنسكافيه وغيرهما. وتأتون ‏اليوم وتلاحقوننا على موضوع ربطة الخبز، نحن كل استيرادنا لدعم ‏القمح يكلفنا سنويا ما بين 200 و220 مليون دولار بحسب سعر ‏السوق العالمي. فهل يعقل في ظل الغلاء وتدني القدرة الشرائية أن ‏أرفع الدعم عن الخبز؟ هذا غير مقبول، ولا أي مسؤول يتحمل رفع ‏الدعم عن رغيف الخبز”.‏

أضاف: “توجهنا الى البنك الدولي للحصول على هذا القرض الميسر ‏بقيمة 150 مليون دولار، وهو كما البطاقة التمويلية، قرض اساسي ‏وضروري وحيوي، مشكور البنك الدولي الذي كان ايجابيا معنا، فقد ‏أبدى استعداده للعمل معنا كوزارة اقتصاد، وتقديم قرض يحاكي الامن ‏الغذائي لأنه وجد نية صادقة وعملا وطنيا وادارة صادقة لهذا الملف. ‏يستحيل أن يوافق البنك الدولي على قرض بهذه السهولة لو لم يجد ‏أمانة وصدقا من أجل تأمين هذه المادة الحيوية، فقد رأينا أين ذهبت ‏قروض البنك الدولي، انما هذا القرض حصلنا في أقل من شهر على ‏قبول ووافق عليه مجلس الوزراء، والان نرفعه الى المجلس ‏النيابي”.‏

وختم: “أتمنى على مجلس النواب الجديد أن يحاكينا ويسرع ‏بالموافقة لأن كل تأخير سيؤخر لقمة العيش على المواطن بعد ‏شهرين تقريبا، وحتى يتم تطبيق القرض نحتاج الى موافقة مجلس ‏النواب، وبعد موافقته، أمامنا شهر من العمل تقريباً”.‏

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع ذات صلة :

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us

Skip to toolbar