“حرب إسرائيل – غزة”.. الدول المجاورة تدفع الثمن بــ”الاقتصاد”

اقتصاد 23 كانون الثاني, 2024

لا تزال التداعيات الاقتصادية للحرب بين إسرائيل وغزة تفرض ثقلها على دول الجوار، والتي تضرر اقتصادها بصورة كبيرة، وفق تقرير نشرته صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية.

وبحسب الصحيفة، فإن هجمات الحوثيين على سفن تجارية تستمر في تعطيل طريق تجاري حيوي وزيادة تكاليف الشحن، في الوقت الذي يتصاعد فيه التهديد كل يوم حول بؤر التوتر في لبنان والعراق وسوريا واليمن، وإيران وباكستان.

ورغم أعمال العنف في الشرق الأوسط، إلا أن التأثير الاقتصادي الأوسع حتى الآن كان تحت السيطرة، فقد عاد إنتاج النفط وأسعاره -وهو محرك بالغ الأهمية للنشاط الاقتصادي والتضخم في جميع أنحاء العالم- إلى مستويات ما قبل الأزمة، ولا يزال السياح الدوليون يسافرون إلى بلدان أخرى في الشرق الأوسط، لكن بالنسبة للدول المجاورة لإسرائيل، مصر ولبنان والأردن، فإن الأضرار الاقتصادية جسيمة بالفعل.

وأظهرت دراسة للأمم المتحدة أن التكلفة الاقتصادية للحرب بين إسرائيل وغزة على الدول العربية المجاورة، وهي لبنان ومصر والأردن، قد ترتفع إلى ما لا يقل عن عشرة مليارات دولار هذا العام وتدفع أكثر من 230 ألف شخص إلى براثن الفقر.

وجاءت الحرب، بين إسرائيل وحماس، في وقت تواجه فيه الدول العربية الثلاث صراعا مع الضغوط المالية والنمو البطيء ومعدلات البطالة المرتفعة، كما أعاقت الاستثمار الذي تشتد الحاجة إليه وأضرت بالاستهلاك والتجارة. ويعاني لبنان من أزمة اقتصادية عميقة.

وقالت الدراسة، التي أجريت بتكليف من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، إن تكلفة الحرب بالنسبة للدول الثلاث من حيث الخسائر في الناتج المحلي الإجمالي قد تصل إلى 10.3 مليار دولار أو 2.3 بالمئة من الناتج المحلي، ويمكن أن تزيد إلى الضعف إذا استمرت الحرب ستة أشهر أخرى.

وبحسب الصحيفة، فإن الاستنتاج يعكس تحديثا أصدره صندوق النقد الدولي الشهر الماضي، قال فيه إنه سيخفض توقعاته لنمو اقتصادات الدول الأكثر تعرضا للخطر عندما ينشر توقعاته للاقتصاد العالمي بنهاية هذا الشهر.

ونقلت عن مدير مركز دراسات الشرق الأوسط في جامعة أوكلاهوما الأميركية، جوشوا لانديس قوله إن الضربات الاقتصادية الأخيرة جاءت في الوقت الأسوأ لهذه البلدان، فالنشاط الاقتصادي في بلدان الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كان في حالة تراجع بالفعل، وانخفض النمو إلى 2% في السنة الماضية من 5.6% في السنة السابقة عليها.

ويعاني لبنان في حالٍ وصفها البنك الدولي بـأنها “واحدة من أسوأ الأزمات الاقتصادية والمالية في العالم منذ أكثر من قرن ونصف”، وكانت مصر على حافة التعسر المالي.

ضرب السياحة

كما وأفاد تقرير بوكالة الصحافة الفرنسية إنه “منذ اندلاع حرب إسرائيل وغزة، بدأ السياح يتجنبون زيارة منطقة الشرق الأوسط، ما يشكل خطرا على قطاع السياحة في بلدان مثل الأردن ولبنان ومصر تعتمد إلى حد كبير على السياحة لدعم خزينتها”.

وأضاف التقرير أن عدد السياح إلى مدينة البتراء -جوهرة الصحراء الأردنية التي زارها 900 ألف سائح العام الماضي- تراجع بشكل واضح في الأشهر الماضية.

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن أوليفييه بونتي من شركة “فورورد كييز” التي تحلّل بيانات السفر، قوله: “أدت الحرب إلى توقف طلبات السفر إلى إسرائيل” وكان لها “تأثير مضاعف على الوجهات المجاورة، حيث تعاني دول الشرق الأوسط من انخفاض كبير في الحجوزات الجديدة”.

وأضاف أن بعض السياح استبدلوا وجهات سفرهم المعتادة كمصر وتركيا بوجهات أخرى في جنوب أوروبا مثل إسبانيا واليونان والبرتغال.

وقالت وكالة “ستاندرد آند بورز” للتصنيفات الائتمانية في بداية تشرين الثاني أن لبنان والأردن ومصر -وهي الدول المجاورة بشكل مباشر لإسرائيل وغزة- عانت أكثر من غيرها من انخفاض السياحة.

وأشارت إلى أن السياحة شكّلت 26% من إيرادات لبنان الخارجية العام الماضي، و21% بالنسبة للأردن و12% بالنسبة لمصر. أما بالنسبة لإسرائيل، فكان الرقم 3% فقط.

وأوضحت “ستاندرد آند بورز” أنه منذ الحرب “أبلغت العديد من وكالات السياحة في مصر إلغاء نحو نصف الحجوزات لتشرين الثاني وكانون الأول والثاني، خصوصا من “السياح الأوروبيين”.

فإلى أي مدى ستأثر الحرب بين إسرائيل وغزة على الدول العربية المجاورة؟

 

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع ذات صلة :

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us