بين السعادة ونقيضها… اليكم هذا الخبر

منوعات 28 تموز, 2023
السعادة

السعادة والبحث عن مصدرها موضوع قديم قدم البشرية، فالإنسان دائم البحث عنها، ولكن معاييرها تختلف من شخص إلى آخر، فبعض الأشياء المدهشة التي قد نعتقد أنها تجعلنا سعداء يكون انعكاسها سلبيا على حالتنا العاطفية والنفسية.

تقول مدربة المهارات الحياتية جين سلايطة “يسعى الإنسان إلى إشباع حاجاته الأساسية من مأكل ومشرب وأمان ورعاية صحية وتعليم، ويستمر في اللهاث وراء الماديات أملا بالحصول على السعادة”.

وتتابع “بعد تحقيق الهدف يشعر الإنسان بالبهجة والفرح والاستمتاع لمدة قصيرة، ثم تزول هذه المشاعر ويعود إلى نقطة الصفر، ويبدأ بالبحث عن مصادر أخرى لعله يشعر بالسعادة، مثل اقتناء سيارة أو بيت أو الحصول على إنجازات وشهادات أو أموال ورحلات، وبعد تحقيق أي هدف بفترة قصيرة يرجع ثانية إلى نقطة الصفر في المشاعر”.

وتشير سلايطة إلى أن كل هذه الإنجازات لن تُشعر الإنسان بتحقيق ذاته أو الوصول إلى السعادة المرجوة.

مصدر السعادة الحقيقي
إذن، ما هو مصدر السعادة الحقيقي؟ تجيب المدربة سلايطة بأن السعادة قرار داخلي يأخذه الإنسان على نفسه على الرغم من التحديات والظروف الصعبة، وتذكر بعض الطرق التي يستطيع الإنسان من خلالها الشعور بالسعادة والرضا الداخلي عن نفسه، وهي:

أن يدرب نفسه ويغير ما في داخله لكي يتقبل الواقع الذي حصل معه، مثل مرض أو فشل أو خسارة مالية أو فقدان عزيز، بحيث لا يتصارع ولا يرفض الواقع، خصوصا إذا كانت الأمور خارجة عن إرادته.

لا يضخم حجم التحدي، بل عليه أن يرى الخير داخل كل تحد، وأن يحاول تعلّم الدرس منه.

السعادة أسلوب حياة وطريقة تفكير: درّب عقلك الواعي على أن يشكر باستمرار ويمتن للنعم التي أغدقها الله علينا.

نظف نفسك باستمرار من المشاعر السلبية، كالكراهية والغيرة والحسد وغيرها، حتى تستطيع استقبال النور الإلهي والحب والسلام الداخلي.إنفوغراف الفرق بين السعادة والمتعة.
سعادة وهمية
بدورها، تذكر الباحثة والمستشارة الاجتماعية الدكتورة فاديا إبراهيم بعض الأشياء المدهشة التي قد نعتقد أنها تجعلنا سعداء لكنها تفعل العكس، وبالتالي تحقق “سعادة وهمية أو مؤقتة”، ومنها:

التراكم الزائد للممتلكات: على الرغم من أن معظم الناس يعتقدون أن التمتع بالأشياء المادية يجلب السعادة فإنهم بعد حين يمكن أن يشعروا بالضغط والقلق من إدارة هذه الأشياء.

التفكير الدائم بالمستقبل والتخطيط المفرط: قد نعتقد أن التفكير الدائم بالمستقبل ووضع خطط دقيقة يجعلنا سعداء، لكنه في الحقيقة يجعلنا نفوّت فرصة الاستمتاع باللحظة الحالية.

الاهتمام الزائد بالمظهر الخارجي: قد نعتقد أن الاهتمام الزائد بالمظهر الخارجي يجعلنا سعداء، لكنه قد يؤدي إلى عدم قبولنا لأنفسنا كما نحن.

التأثيرات السلبية لوسائل التواصل الاجتماعي: قد يسبب الاستخدام المفرط لوسائل التواصل الاجتماعي شعورا بالإحباط والتوتر.

تأجيل السعادة: عندما نؤجل السعادة ونربطها بتحقيق أهداف معينة قد نفقد فرصة الاستمتاع بلحظات الفرح الصغيرة في الحياة اليومية.

وتقول المستشارة فاديا إبراهيم “يجدر بنا أن نتذكر أن السعادة تكمن في القدرة على قبول أنفسنا والتمتع باللحظة الحالية، وأنها تأتي من الداخل وليست مرتبطة ارتباطا مباشرا بالظروف الخارجية”، معتبرة أن شعور الفرد بالرضا بحياته له أهمية كبيرة وتأثيرات إيجابية عدة على حياته الشخصية والنفسية.

شعور بالرضا
وتلفت الباحثة فاديا إبراهيم إلى أهمية شعور الرضا في الحياة، وتعدد حسناته على النحو التالي:

تحسين الصحة النفسية: الشعور بالرضا في الحياة يساعد في تحسين الصحة النفسية والعاطفية، فعندما يكون الشخص راضيا عن حياته يكون أكثر قدرة على التعامل مع التحديات والضغوط النفسية بشكل أفضل.

تعزيز العلاقات الاجتماعية: الأشخاص الذين يشعرون بالرضا في حياتهم عادة ما يكونون أكثر جذبا للآخرين ويسهل التعامل معهم، وهذا يساعد في بناء علاقات صحية وممتعة مع الآخرين.

زيادة الإنتاجية والإبداع: عندما يشعر الفرد بالسعادة والرضا يكون أكثر انخراطا وإنتاجية في الأعمال والمشاريع التي يقوم بها، كما يزيد شعوره بالرضا قدرته على التفكير الإبداعي وابتكار الحلول.

تحسين الصحة البدنية: الشعور بالسعادة والرضا قد يؤثر إيجابا أيضا على الصحة البدنية، فالأشخاص السعداء عادة ما يميلون إلى اتباع نمط حياة صحي وممارسة النشاط البدني.

وتختم إبراهيم حديثها بالقول إن شعور الفرد بالرضا يعزز جودة حياته عموما، ويساهم في تحقيق التوازن والسعادة الداخلية التي تؤثر إيجابا في جوانب حياته كافة.

اعتقادات خاطئة عن السعادة
من جانبه، أورد موقع “تايم” (Time) بعض الأشياء التي يعتقد الفرد أنها تجعله سعيدا لكنها خاطئة، مثل:

التهرب من المشاعر السلبية: خلصت البحوث إلى أن كبت المشاعر السلبية يعد حاجزا للصحة الجيدة، وتشير إحدى الدراسات إلى أن كبت المشاعر مثل الإحباط يمكن أن يجعل الناس أكثر عدوانية وتعاسة.

الإقامة في مدينة: وجدت البحوث أن الحياة الحضرية غالبا ما تترجم إلى التوتر والقلق والتعاسة القديمة البسيطة.ووفقا لإحدى الدراسات، كان الأشخاص الذين يقيمون في المدن أكثر عرضة بنسبة 21% من أولئك الذين يعيشون في المناطق الريفية للإصابة باضطراب القلق والاكتئاب الشديد.

الكثير من وقت الفراغ: عرف الباحثون منذ فترة طويلة أن وجود وقت كاف لتقدير الأشياء أمر بالغ الأهمية للرفاهية، ولكن اتضح أن الحصول على الكثير من وقت الفراغ قد يكون سيئا مثل قلة الوقت.

مطاردة النجاح: منذ أن كنا صغارا تعلم الكثير منا أنه إذا عملنا بجد نحصل على وظيفة مثالية عالية الأجر وسنحصل على ترقية ثم أخرى ونعيش في سعادة دائمة، لكن الخبراء يقولون إن التحقق من هذه الإنجازات لن يجعلك في الواقع أكثر سعادة، على الأقل ليس لفترة طويلة.

الجزيرة

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع ذات صلة :

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us

Skip to toolbar