الحياة خارج الأرض باتت مؤكدة؟

منوعات 5 تشرين الأول, 2025

بعد ثلاث سنوات على بدء مهمته، دفع تلسكوب جيمس ويب البحث عن الحياة خارج الأرض خطوات أبعد من أي مرصد سابق، لكن الجدل العلمي ما زال محتدمًا. فخلال العامين الماضيين تصدّر الكوكب K2-18b (يبعد نحو 120 سنة ضوئية) النقاش: وجوده مؤكّد، أما طبيعة سطحه وإمكان سُكنه فتبقى موضع خلاف.

فريق بحثي استخدم «جيمس ويب» زعم رصد مؤشرات على مركّب ثنائي ميثيل الكبريت (DMS)، المرتبط على الأرض بإنتاج العوالق النباتية ويُعرف بـ«رائحة البحر». وقد أعلن الفريق أول تلميحات عام 2023 وتابع نشر أوراق لاحقة. غير أن باحثين مستقلين أبدوا تشككًا، معتبرين أن النتيجة تعتمد على نمذجة حسّاسة للبيانات ولا ترقى بعدُ إلى مستوى الدلالة العلمية المطلوبة، ما يستوجب رصداً إضافيًا للتحقّق.

قوة «ويب» في الرصد بالأشعة تحت الحمراء تمنح أفضل فرصة حتى الآن لفحص أجواء الكواكب. ولإثبات وجود غلاف جوي، ينتظر العلماء عبور الكوكب أمام نجمه كي يمرّ ضوء النجم عبر غلافه ويُحلَّل طيفيًا؛ وفي حالة K2-18b يتكرر العبور كل 33 يومًا. وتشير فيكتوريا ميدوز إلى أن طيفًا يُظهر امتصاصًا مرتفعًا للميثان وثاني أكسيد الكربون قد يدل على عالم قابل للسكن شبيه ببيئة الأرض في الدهر الأركي، لكن إثبات ذلك على مسافات شاسعة تحدٍّ كبير.

تعقيد بيانات «ويب» يضاعف الحذر؛ فرينيه دويون يلفت إلى أن النتائج قد تختلف باختلاف طرق اختزال البيانات، وقد خضعت دراسات K2-18b لتدقيق مكثّف. حتى الآن لم يتجاوز رصد DMS مستوى 3 سيغما (أدنى من معيار 5 سيغما المتعارف عليه). ورغم تفاؤل نيكو مادوسودان بإمكان التأكيد مع مزيد من القياسات، يبقى الإعلان المبكر غير محسوم.

على جبهة أخرى، يُتابَع نظام TRAPPIST-1 بكواكبه الصخرية السبعة؛ لم يُؤكَّد بعد غلافٌ جوي للكواكب الثلاثة القابلة للسكن مبدئيًا، مع دلائل أولية على جوٍّ غني بالنيتروجين في TRAPPIST-1e. ويبقى الأكسجين فجوة رصدية؛ إذ لا يستطيع «ويب» التقاطه مباشرة، ما يعلّق الآمال على التلسكوب الأوروبي العملاق ELT المرتقب، وعلى مرصد العوالم الصالحة للسكن الذي تخطط له «ناسا» لإحصاء أجواء عوالم شبيهة بالأرض مستقبلًا.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع ذات صلة :

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us