الفضيحة بين “الحزب” و”التيّار”…


أخبار بارزة, خاص 30 كانون الأول, 2021

كتب زياد مكاوي لـ “هنا لبنان” :

ما نشرته جريدة “الأخبار” عن تفاصيل الصفقة التي كانت ستعيد الحكومة إلى الحياة على حساب الطعن بتعديلات قانون الانتخابات ومسار التحقيقات في انفجار المرفأ، والإشارة الواضحة إلى أنّ رئيس الجمهورية ورئيس التيار الوطني الحر كانا شريكين فيها، يشكّل رسالةً واضحةً من حزب الله إلى التيار الوطني الحر تلخّص بعبارة: “ما تخلّونا نقول كل شي منعرفو”.

هي رسالة تحذير، كي لا نقول “تهديد”. إلا أنّ مضمون ما نُشر يشكّل فضيحةً في وجه حكّام لبنان، ومنهم الرئيس وصهره. والفضيحة أيضاً في وجه رئيس المجلس الدستوري الذي أطاح بمبدأ فصل السلطات وأخبر رئيس الجمهورية عن مسار التصويت، داخل المجلس، على الطعن.

ما كُشف في السابق عن الفضيحة، وساهم بالإطاحة بها، ثمّ ما كتبته “الأخبار” من تفاصيل، يشكّل إدانةً لفريق الرئيس الذي استفاق في السنة الأخيرة من عهده على الاستراتيجية الدفاعيّة التي “طنّش” عنها لسنوات، تماماً كما غضّ الطّرف عن تدخل حزبٍ لبنانيٍّ في حروبٍ خارجيّة واستيراده المازوت بطريقةٍ غير شرعيّة وإطلاقه الصواريخ من الأراضي اللبنانيّة…

هذا كلّه حدث في الأشهر الأخيرة، من دون أن يعترض رئيس الجمهورية أو رئيس “التيّار”. إلا أنّ الإثنين انزعجا لأنّ أصوات المغتربين قد تهدّد فوز جبران باسيل بمقعده النيابي، فبات الرئيس يطالب بالاستراتيجيّة الدفاعيّة واللامركزيّة، وغيرهما من الشعارات التي نعرف جميعاً أنّها لن تتحقّق.

وبات الرئيس عون حريصاً على علاقات لبنان مع دول الخليج، ولكنّه لم يكن كذلك حين كان يطلّ أمين عام حزب الله ليهاجم السعودية وغيرها، ولا أصدر مكتبه الإعلامي بيان ردٍّ على من قال إنّ لبنان جزءٌ من ولاية الفقيه، ومن مشروع التمدّد الإيراني…

هما سيادةٌ ووطنيّةٌ غبّ الطلب. فليبتعد حزب الله عن نبيه بري، وحينها لن تعود الاستراتيجية الدفاعيّة مهمّة، ولا العلاقات مع العرب حاجة. مقعد البترون أغلى. فليعيّن حاكم لمصرف لبنان قريب من العهد وليفعل حزب الله حينها ما يريد. “يقبع” طارق البيطار، أو يقيل سهيل عبود، أو يقصف إسرائيل بمئة صاروخ، أو يهرّب المازوت، أو تنفجر مستودعات الذخيرة التابعة له من دون تحقيق من الأجهزة الأمنيّة الرسميّة التي يقف على رأسها الرئيس العماد ميشال عون. الجبل، والبطل، وكلّ الألقاب التي تحضر يوماً وتغيب سنوات.

عذراً، لم نصدّق الرئيس في ما قاله الإثنين. ولن نصدّق باسيل في ما سيقوله الأحد. من سيطلّ الإثنين المقبل، أي السيّد حسن نصرالله، أقوى من الإثنين. ومن عناصر قوّته تفاهمه مع التيّار الوطني الحر المستمرّ، على الرغم من المسرحيّات الإعلاميّة كلّها. وسيستمرّ، مهما أخبرنا جبران باسيل الأحد.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us