طوابير الخلوي… من حاجةٍ شخصيّةٍ إلى تجارةٍ مُربحة

أخبار بارزة, خاص 31 كانون الأول, 2021

خاص “هنا لبنان”:

هل سبق وزرتم أو مررتم بمتاجر بيع ألفا وتاتش مؤخّراً؟ إذ ستخالون أنفسكم في مزادٍ علنيّ أو في سوقٍ مجّاني!

الناس تتزاحم داخل المتجر وخارجه حتى دون الأخذ بعين الاعتبار بتدابير التباعد الاجتماعي وارتفاع أعداد إصابات كورونا.

هذا المشهد ليس بعيداً أو حتى جديداً على اللبنانيين. فقد سبقه مشهد طوابير الذلّ أمام محطات الوقود خلال الصيف، وفي بعض المناطق اللبنانية شهدنا طوابير أمام الأفران لتأمين لقمة الخبز، واليوم يعيد التاريخ نفسه لنشهد طوابير من نوع آخر، طوابير الخلوي!

لكنّ المفارقة بين الحالتين، هي أنّ أزمة المحروقات سببها اقتصاديٌّ دولاري والمواطن كان في موقع الضحيّة. أمّا في حالة طوابير الخلوي، وبكلّ تجرّد، فالسبب يعود إلى المواطنين بحد ذاتهم، الذين بملء إرادتهم، يتهافتون إلى شراء كميات خياليّة من بطاقات التشريج للخطوط مسبقة الدفع. أما السبب فواضح، وهو الخوف من رفع أسعار بطاقات التعبئة، باعتبار أنّها حتى يومنا هذا تُباع داخل متاجر الشركتين بحسب سعر الصرف الرسمي أي ١٥١٥ ل.ل.

وفي هذا الإطار تجدر الإشارة، إلى أنّ بعض المواطنين يجنون ربحاً ضخماً بعد وقوفهم لساعات في الطوابير، فهم يشترون البطاقة بالسعر الرسمي، ويبيعونها في السوق السوداء بسعر أعلى، ما يسمح لهم بجني الربح. هذه الطريقة باتت معتمدة عند البعض، والذين تتكرّر وجوههم يوميّاً في المتاجر!

للأسف نحن شعب يزيد الضغوط على نفسه، في ظل كل الصعوبات التي نعيشها في هذا البلد. وكأنّ غلاء السلع وارتفاع سعر صرف الدولار لا يكفي، حتى نزيد الاحتكار أكثر. نحن شعب لا يتكاتف ولا يتضامن، ننتقد الزعماء الفاسدين، ولكننا على خطاهم نسير! هذا ما حصل من أشهر عديدة في أزمة المحروقات، وارتفاع نسب السوق السوداء وعروض بيع وتخزين “غالونات” البنزين في المنازل…

نسمع مؤخّراً أنه قد يتمّ رفع سعر الصرف الرسمي، في مطلع العام الجديد، الى ٦٠٠٠ ليرة. ما يعني تلقائياً رفع تكاليف المعاملات الرسمية وكل ما يختص بالدولة، ومن المفروض أن تتبع شركات الاتصالات هذا القرار، أي رفع سعر بطاقات التشريج وفواتير الخطوط الثابتة إلى ٦٠٠٠ ليرة. هذه حجّة الكل، “منلحّق حالنا قبل ما يغلّوا”. لكن رجاءً كفى احتكاراً وسباقاً للحصول على ٣٠ و٤٠ بطاقة يوميّاً، فهذا ليس ذكاءً، بل هو ظلمٌ للموظفين وظلمٌ لمن قصد الشركتين لإتمام معاملةٍ ما أو دفع فاتورةٍ ما!

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us

Skip to toolbar