دول تتحدى “كورونا” وترفع القيود… هل يسير لبنان في الاتجاه نفسه؟


أخبار بارزة, خاص, مباشر 24 كانون الثاني, 2022

كتبت يارا الهندي لـ “هنا لبنان” :

فيما واصل فيروس كورونا انتشاره حول العالم مسجلاً قفزات غير مسبوقة، لجأت أكثر من دولة إلى تخفيف القيود التي فُرضت عقب انتشار السلالة المتحورة أوميكرون شديدة العدوى. فبريطانيا بدأت تطبيق خطة تخفيف القيود المفروضة للحد من تفشي كورونا في البلاد، وتتبعها دول أوروبية عدة في هذه الخطوة.
فهل يسمح الوضع الوبائي في لبنان، تطبيق الخطة التي بدأها البريطانيون بحيث يصبح ارتداء الكمامة غير إلزامي؟

إن السير بالاتجاه الذي تسلكه الدول الكبرى، وخطوة عدم إلزامية ارتداء الكمامة يزيد تلقائيًا من أعداد الإصابات بفيروس كورونا ومتحوراته، ليس فقط في حال طُبقت في لبنان، بل في الخارج أيضًا.

وفي حديث خاص لـ “هنا لبنان” أكد رئيس قسم الأمراض الصدرية والعناية المركزة في مستشفى القديس جاورجيوس د. جورج جوفيليكيان، أن الإنكليز والأوروبيين بخطوتهم هذه، اعتمدوا على نسبة التلقيح المرتفعة في مجتمعاتهم التي وصلت إلى 90%، بحيث أصبح المواطنون محميين بالكامل. كما أن الدول الأوروبية لا ترزح تحت وطأة المشاكل الاقتصادية التي يشهدها لبنان.

وفي حال رفع لبنان تدريجياً القيود، فالإصابات سترتفع، بحسب د. جوفيليكيان، وبالتالي ضغط الأرقام وحده، سيجبر البلاد على الإغلاق أو اعتماد إجراءات أكثر صرامة. ومن المستبعد أن يقوم لبنان بهذه الخطوة في القريب العاجل، لأنه لم يصل إلى المناعة المجتمعية أو ما يسمى بمناعة القطيع لاتباع ما يقوم به الأوروبيون. ويشير د. جوفيليكيان لـ “هنا لبنان” إلى أنه من المبكر تطبيق هذا الإجراء في لبنان، لكون الإحصاءات غير واضحة عن أعداد الملقحين، كما أن المستشفيات غير جاهزة للسيناريوهات التي قد تنتج عن هذه الخطوة، والهدف هو عدم استنزاف العناية الفائقة لأن الإمكانات ضئيلة.

كما أنّ لبنان يعاني مشاكل اقتصادية ولا بد من العمل على تحسين الأوضاع وتفادي تأزيمها، وبالتالي لا بد من رفع نسبة التلقيح، وحماية الفئات الأكثر عرضة للخطر في حال أعيد فتح البلاد بالكامل، لتحمّل وطأة زيادة الأعداد.
فلبنان بلد قائم على الخدمات والسياحة ولا يحمل اقتصاده مزيدًا من التراجع، ‎لذلك يطلب د. جوفيليكيان من الوزارات المعنية (السياحة، الاقتصاد، التربية وصولا إلى الصحة) التنسيق في ما بينها، من دون إغفال وتجاهل أصحاب المطاعم والحانات لأن الكارثة تقع على الجميع.

إلى ذلك، لفت د. جوفيليكيان لموقعنا إلى أن عوامل عدة لا تمت للطب بصلة، تدخلت في الإجراء المطبق ببريطانيا وعلى رأسها الاقتصاد والسياسة.

وبحسب د. جوفيليكيان، فإن ﺗﻮﺻﻴﺎت ﻣﺮﻛﺰ ﻣﻜﺎﻓﺤﺔ اﻷﻣﺮاض واﻟﻮﻗﺎﻳﺔ ﻣﻨﻬﺎ، أكدت أن اللقاحات تحمي من المرض الشديد والحاجة إلى الاستشفاء أو الموت بنسبة ٩٠٪. لتصبح بذلك نسبة الحاجة إلى الاستشفاء أو العناية المركزة أو الوفاة لدى الملقحين بالكامل أو الذين أصيبوا بكورونا هي فقط ١٠٪. فهذه الدراسات، بحسب د. جوفيليكيان، تطمئن وتدعو إلى الفتح ولكن الخوف يبقى من ظهور أي متحور جديد يغير كل الدراسات والمفاهيم السابقة.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us