لبنان يحتضر صحيّاً.. أطباء يسمحون للمرضى بتناول أدوية منتهية الصلاحية!


أخبار بارزة, خاص, مباشر 29 كانون الثاني, 2022

كتبت بشرى الوجه لـ “هنا لبنان”:

خلال مرحلة ما قبل رفع الدعم عن الأدوية، قام مواطنون كثر بشراء كميات من الأدوية التي يحتاجونها وتخزينها في بيوتهم، لمعرفتهم المسبقة بالأسعار “الخيالية” الموجودة حاليًا في الصيدليات و”السوق السوداء” للأدوية.
كما قام بعض تجار الأدوية والصيدليات بتخزين الأدوية بغية احتكارها وبيعها بأضعاف أسعارها، وهذا ما يحصل اليوم داخل بعض الصيدليات والمستودعات التي يقوم أصحابها بنزع السعر القديم عن علب الأدوية ولصق التسعيرات الجديدة، مرفوعة الدعم.
إلّا أنّ إجراءات المواطنين الخائفين على صحتهم، أدّت إلى إنتهاء صلاحية الأدوية التي جمعوها دون تناولها جميعها، ما دفع بالبعض إلى التغاضي عن تاريخ انتهاء مدة الصلاحية أحياناً لعدم توافر الدواء أصلاً في الصيدليات، أو لعدم قدرتهم على شراء غيرها.
أمّا طمع التجّار، فأدّى إلى تواجد العديد من الأدوية التي اقترب تاريخ انتهاء الصلاحية على الرفوف، بينما أتلف ورُمي في النفايات وضُبط في المستودعات، العديد من الأدوية المنتهية الصلاحية في السابق.
كل هذا وضع المواطن اللبناني أمام معادلة صعبة: إما تناول الدواء المنتهي الصلاحية أو عدم تلقي أي دواء.

اليوم، بعض الأطباء يضطرون بـ “السماح” لمرضاهم بتناول بعض الأدوية المنتهية الصلاحية ضمن شروط معيّنة.
هذا مع حصل مع مريم (47 عامًا) التي تُعاني من مرض السكّري، والتي بحثت عن دوائها من “شمال لبنان حتّى جنوبه ولم تجده”، وفق ما تقوله لـ “هنا لبنان”، حتّى “جُبر” طبيبها على السماح لها بأخذ “ظرف الدواء المتبقي رغم إنتهاء صلاحيتها كونه لم يمر على تاريخ الإنتهاء أكثر من ثلاثة أشهر، إلى حين تأمين الدواء”.
كذلك، الأزمة جعلت من بعض المواطنين يلعبون دور الأطباء، إذ يقول هشام لـ “هنا لبنان”: “أعاني من صداع نصفي، والمسكّن منتهية صلاحيته منذ أكثر من شهر لكنّي أخذته بعدما بحثت عبر “الإنترنت” عن إمكانية تناوله ووجدت أنّه لا يزال فعّالًا”.

فهل تبدّلت المعايير المعتمدة وشروط تناول الدواء في بلد الأزمات و”الإستثناءات” لبنان؟ وهل يمكن تناول أدوية منتهية الصلاحية من مدة معينة؟
يُجيب رئيس لجنة الصحة النائب الدكتور عاصم عراجي لـ”هنا لبنان”: “الأفضل أن لا يتم تناول أدوية منتهية الصلاحية، لكنّ بسبب الظروف الإقتصادية الحالية، معظم شركات الأدوية تسمح بأخذها لحدود الثلاثة أشهر، لكنّ أنا شخصيًا لست مع هذا الرأي، فالدواء الذي يحتاجه المريض يجب أن يكون ضمن كافة الشروط والمعايير العلمية”.

من جهته، يؤكّد نقيب الصيادلة جو سلوم لـ “هنا لبنان”: “الأكيد ممنوع بيع الأدوية منتهية الصلاحية في الصيدليات، لكن بالنسبة للمواطنين، فمعظم الأدوية تبقى فعّالة و”تخدم” ستة أشهر بعد إنتهاء صلاحيتها”.
وتعد أشكال الدواء ذات الجرعات الصلبة مثل: الكبسولات والأقراص أكثر استقرارًا بعد تاريخ انتهاء صلاحيتها من الأدوية السائلة، “فأدوية “الشرب” أو السوائل الفموية مثلًا يجب الانتباه إلى تاريخ إستعمالها، إذ أن بعضها يصلح لشهر أو شهرين فقط منذ وقت فتح العبوة، حتّى لو لم تكن منتهية الصلاحية بعد”، بحسب سلوم.
أمّا في ما يخص طريقة حفظ الدواء التي تعتبر أحد المعايير الأساسية لفاعليته، فيقول سلّوم: يجب حفظ الدواء في حرارة معتدلة بعيداً عن أية مصادر للحرارة المرتفعة وللرطوبة لأنها تؤثر سلباً على فاعليته”.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us