رسائل “المسيّرة ” إلى الداخل والخارج: نحن أقوياء…خافوا منا!!


كتبت ميرنا الشدياق لـ “هنا لبنان” :

تطورات مقلقة شهدتها الحدود اللبنانية وامتدت إلى أجواء العاصمة بيروت وضاحيتها الجنوبية بعد ساعات على إعلان الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله عن أنّ “المقاومة أصبحت قادرةً على تحويل الصواريخِ التي لديها إلى صواريخ دقيقة، كما بدأت تصنيع الطائرات المسيّرة وزيادة إمكاناتها وقدراتها منذ مدة”، ثم أطلق “الحزب” المسيّرة “حسّان” داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة من الحدود الجنوبية، وجالت لمدة أربعين دقيقة في مهمة استطلاعية وعادت سالمة على رغم المحاولات الإسرائيلية المتتالية لإسقاطها، وهذا ما أكده الجيش الاسرائيلي الذي كشف أنه “تم إطلاق صاروخ اعتراض من القبة الحديدية من دون أن يتمكن من اعتراض المسيّرة”.
هذه التطورات في ظل الفشل الكبير لمنظومة القبة الحديدية، ردت عليها إسرائيل بتحليق مكثّف لطائرتين حربيتين فوق مناطق لبنانية عديدة على علو منخفض وشوهدتا بالعين المجردة. ونفّذ الطيران عدداً من الغارات الجوية الوهمية فوق المناطق في جنوب لبنان.
أسئلة كثيرة فرضت نفسها أمام هذا المشهد: لماذا التصعيد في هذا التوقيت؟وأي رسالة يريد إيصالها الحزب؟ وإلى من؟ هل له علاقة بالمفاوضات الإيرانية الأميركية؟ او باستحقاقات داخلية كالانتخابات النيابية؟ أو بملف ترسيم الحدود البحرية؟
وإذ كان لافتاً الصمت الذي طغى على الموقف الرسمي، لم يستغرب عضو كتلة الجمهورية القوية النائب وهبي قاطيشا في حديث لـ “هنا لبنان” هذا الصمت في ظل “هيمنة حزب الله على القرارات والمواقف”، مشيراً إلى دلالات “سياسية” للتطورات الأخيرة، إذ أنه “في لغة الحروب والاستراتيجيات لا تأثير للطائرات المسيّرة في ظل ما يملكه الجيش الإسرائيلي من تقنيات ورؤوس نووية، وصحيح أن إرسال الطائرات من شأنه أن يزعزع القيادات الإسرائيلية إلا أنه لا يغيّر شيئاً في المعادلات”.
وسأل قاطيشا “إذا كان يريد “الحزب” تحرير فلسطين، فلماذا لا يحرر أولاً قرية الغجر اللبنانية؟”
ورأى أن “إيران وحزب الله أكثر من خدم إسرائيل في السنوات الثلاثين الماضية فلم تكن إسرائيل تحلم في مصالحة العالم العربي بهذا الاتساع من السودان للمغرب إلى دول الخليج التي انطلقت في صلحها مع إسرائيل من مقولة “عدو عدوك صديقك”.
ورأى قاطيشا أن “من يسمع خطاب السيد نصرالله حول الصواريخ والطائرات المسيرة يخيّل إليه وكأنه أسطول جوي سيصل إلى النقب ويستعيد أراضي فلسطين، إلا أن كل ما رأيناه وسمعناه ما هو إلا نوع من التكاذب في الإعلام”.
“هي رسالة إلى الداخل: إلى حلفائنا نحن أقوياء، إلى الخصوم خافوا منا، وإلى الدولة اللبنانية نحن الأقوى”، رسالة لم يستبعد قاطيشا أن تكون مقدمة لتصعيد عسكري في الجنوب تمهيداً للتشويش على الانتخابات النيابية التي يخاف “حزب الله” من نتائجها ما يؤدي إلى تأجيلها.
بعد خارجي أيضاً للحادث متصل بحسب قاطيشا بالمفاوضات الإيرانية الأميركية المتعثرة في فيينا، ما يدفع إيران إلى استخدام اليمن وحدود لبنان الجنوبية للضغط وتليين المواقف الأميركية إلا أن حدود اللعبة بحسب قاطيشا في جنوب لبنان إرسال طائرة مسيّرة ولكن ما مدى تأثيرها مع حجمها الصغير حتى لو كانت محملة بالمتفجرات فأي ردة فعل منتظرة؟

الخبير الأمني والاستراتيجي العميد المتقاعد ناجي ملاعب أكد لـ “هنا لبنان” أن “بعد تبجح الناطق باسم الجيش الإسرائيليّ أفيخاي أدرعي منذ نحو الشهرين أن الجيش الإسرائيليّ تمكّن من إسقاط الطائرة التي كانت تقوم بالاستطلاع فوق أراضي فلسطين المحتلة والاستفادة من المعلومات ومن خزّان الصور التي كانت تحتويها، نرى اليوم أن طائرة استطلاع صغيرة استدعت تدخل القبة الحديدية وتدخل الطيران لإرغامها على العودة ما يعني أن هناك فشلاً في التقنيات الإسرائيلية التي تحدث عنها سابقاً الجيش الاسرئيلي وعن إمكانه إسقاط الطائرات من دون طيار بإحداث تشويش ما بين المشغل والطائرة وبالتالي إسقاطها سليمة والاستفادة من محتوياتها”.
ويشير ملاعب إلى أن تقنية الطائرة من دون طيار دخلت مرحلة جديدة في القتال بعد أن رأينا كيف حسمت القدرات التركية بطائرة بيرقدار فوق أذربيجان المعركة، وكذلك اليوم الطائرة التركية التي بيعت لأوكرانيا وجرى التدرب عليها ستكون فاعلة في أي حرب من الممكن أن تندلع بين أوكرانيا وروسيا، كذلك فإن نجاح الحوثيين في الوصول إلى أجواء الخليج سواء الامارات او المملكة العربية السعودية بطائرات مسيرة وبتقنيات إيرانية ما يشير إلى تحول جديد في المعركة”.
ملاعب أكد أن “لإسرائيل السيطرة الجوية من خلال امتلاكها لسرب كبير من طائرات الـ “أف 35″ لافتاً إلى أنه إذا ما تطور الأمر ٠واستخدمت طائرة من دون طيار مذخّرة بذخيرة متفجرة واستخدمت في أي من الأراضي المحتلة أعتقد أن الرد سيشعل الجنوب اللبناني، إذا لم نقل أكثر من الجنوب اللبناني، وهذا ما تحاذر إسرائيل وإيران الوصول إليه طالما أن المحادثات في فيينا لا تزال مستمرة ويبدو أن هناك مسوّدة اتفاق في فيينا تطرح على الفرقاء قد تصل إلى اجتماع مباشر ما بين الأميركيين والإيرانيين”.
ورأى ملاعب أن إعلان السيد نصرالله عن تصنيع طائرات مسيّرة في لبنان ووصول الصواريخ إلى مرحلة الدقة “سوف يستغل على الساحة اللبنانية بإعادة ضخ المعنويات في بيئة المقاومة على أبواب الانتخابات وأن الهدف الأساسي هو العدو الإسرائيلي ونحن قادرون وقد أثبتنا أننا نستطيع إرسال طائرة والعودة حتى لو استنفرت القبة الحديدة وطيرانها”.
وأبدى ملاعب تحفظه في وقت وصل لبنان إلى حافة الانهيار ولا ينفع معه التوجه فقط نحو المقاومة والبلد ينهار.

أمام هذا المشهد لا يمكن توقع ما ستحمله الأيام المقبلة من تطورات، الاحتمالات مفتوحة على كافة السيناريوهات في حين أن لبنان بغنى عن أي مغامرات عسكرية غير محسوبة العواقب!!

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us