السيناريوهات الجهنميّة ستقضي على لبنان!


كتب رامي الريّس لـ “هنا لبنان”:

الكلام المتزايد عنّ أن محور حزب الله- التيّار الوطني الحر، وهو النسخة المحليّة من محور الممانعة، يسعى لامتلاك الثلثين في المجلس النيابي المقبل هو بمثابة جرس إنذار خطير ومسمار إضافي في نعش الصيغة اللبنانيّة التوافقيّة التي شوّهها المحور إياه من خلال ممارساته التعطيليّة للمؤسسات الدستوريّة وسوء تفسيره للدستور وأحكامه.
ليس انتقاد هذا الكلام من باب رفض الانصياع لنتائج الانتخابات ولو أنّها ثمرة قانون انتخابيٍّ سيّئ صيغ في إطار تبادل مصالحٍ هجين بين كبريات الكتل البرلمانيّة دون إقامة الاعتبار لحسن التمثيل. إنّما هو للتحذير من المفاعيل السلبيّة التي ستتولد عنه في حال حصوله.
فليتذكر المواطن والناخب اللبناني أن هذين الطرفين بالغا في استخدام فائض القوّة المتوفر لدى أحدهما (والثاني يتلطى خلفه تارة ممارساً الابتزاز السياسي وتارة أخرى مهادناً) وذلك دون امتلاكهما للأكثريّة النيابيّة، وما “فرمل” بعض مشاريعهما المشتركة للإطاحة بالصيغة التعدديّة (كلٌّ لأسبابه ودوافعه) هو عدم تمكّنهما من تمرير كل المشاريع التي يرغبون بها في الحكومات المتعاقبة وفي المجلس النيابي.
طبعاً، هذا لا يبرّر تكرار بعضهم الممجوج لتلك الأسطوانة الفارغة التي ترتكز إلى فكرة “ما خلونا”، لأنّ السبب الرئيسي لعدم تمكن التيار المذكور من تنفيذ أيّة مشاريع إصلاحيّة جديّة هو عدم رغبتهم بذلك لأنّها، بكلّ بساطة تتناقض مع رؤيتهم ومشاريعهم وحتى صفقاتهم، فضلاً عن المقاربات المريضة التي تُطبق على بعض المشاريع مثل محطة سلعاتا على سبيل المثال لا الحصر.
لم يسمح هذا المحور ذاته لقوى الرابع عشر من آذار عندما نالت الأكثريّة النيابيّة في الانتخابات التشريعيّة سنة 2009 بأن “تحكم” البلاد، وهو ما أكدّه مراراً أركان محور الممانعة. فكيف سيصحّ ذلك الآن؟ وهل فعلاً من الممكن أن تُحكَم البلاد من طرفٍ واحدٍ أو محورٍ مهما بلغت قوّته السياسيّة وغير السياسيّة؟
فليذهب اللبنانيون إلى الانتخابات دون وضعهم في إطار من الضغوط المرتكزة إلى احتمال “تطيير” هذا الاستحقاق في حال عدم توفر المناخ الذي يتيح لتلك الأطراف أن تنال الأكثريّة كما ترغب وتريد. هذا الاستحقاق يجب أن يجري في وقته المحدد وموعده المخطط له دون لفٍّ ودورانٍ ودون محاولة استنباط ذرائع تلو الأخرى لإسقاطه وإدخال البلاد في فراغٍ تشريعيٍّ يُمهّد، وفق حسابات البعض، إلى ألّا يُخلي رئيس الجمهوريّة موقعه عند انتهاء الولاية الرئاسيّة في آخر تشرين الأول المقبل.
من هنا، فإن السيناريوهات الجهنميّة التي يتمّ تداولها (تماماً كالمسار الجهنمي الذي أدخل رئيس الجمهوريّة وفريقه السياسي البلاد فيه) لا تعدو كونها وصفاتٍ جاهزةً للقضاء على لبنان بهويته التاريخيّة وصيغته التعدديّة ودوره ورسالته.
الناخب اللبناني يستطيع أن يلجم جانباً من هذا المسار الانحداري من خلال الامتناع عن التّصويت لممثّلي المحاور الإقليميّة المعروفة الأهداف والأجندات والمشاريع التي لا تمتّ إلى لبنان بِصِلة.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us