نعمة التطرّف


أخبار بارزة, خاص 11 نيسان, 2022

كتب بسّام أبو زيد لـ “هنا لبنان”:

لم يترك التيار الوطني الحر طرفًا سياسيًّا كان يخاصمه أو مازال على خصومةٍ معه إلا واتّهمه بالتطرّف أو بدعم المتطرّفين.

تيّار المستقبل اتُّهِم بأنّه داعشي.

القوّات اللبنانية اتُّهِمت بأنّها تدعم داعش، واتّخذ التيار من عبارة “فليحكم الأخوان” التي قالها سمير جعجع في مقابلةٍ صحفيّةٍ في العام ٢٠١٢، وسيلةً لاتّهام جعجع بأنّه مع “المتطرّفين المسلمين” الّذين يقتلون المسيحيين.

الحزب التقدمي الاشتراكي نُبِشت القبور معه أيضًا واستُعيدت حرب الجبل في الخطابات وأجراس الكنائس وكلّ المآسي من أجل استثارة المسيحيين هناك لصالح التيار.

ولكن في الحقيقة أبرم التيار الوطني الحر تسويةً رئاسيّةً مع تيّار المستقبل وصوّت المستقبليون الّذين كانوا وصفوا بالدواعش لرئيس التيار جبران باسيل في العام ٢٠١٨.

وأبرم التيّار تفاهمًا مع رئيس حزب القوّات اللبنانية سمير جعجع في العام ٢٠١٦ على خلفية الانتخابات الرئاسية ووضع عبارة “فليحكم الأخوان” جانبًا طوال العمر القصير لهذا التّفاهم لتُستعاد من جديدٍ في المواجهة مع القوات اللبنانية.

في العام ٢٠١٦ وقبل الانتخابات الرئاسية زار وفدٌ من التيار الوطني الحر النائب خالد الضاهر وهو كان في صفوف الجماعة الإسلامية ومُتّهمًا بالتطرّف، من أجل ضمان تصويته إلى جانب العماد ميشال عون.

في العام ٢٠١٨ تحالف التيار الوطني الحر مع الجماعة الإسلامية في دائرة صيدا جزين، وتعد الجماعة من الحركات الإسلامية الأصولية ويعتبرها كثيرون من حركة الأخوان المسلمين، وعاد التيّار الوطني الحر وتحالف في الانتخابات النيابية المقبلة مع قياديٍّ آخر كان في صلب قيادات الجماعة الإسلامية هو علي الشيخ عمار، في وقت كان بعض التابعين للتيار قد بدأوا بشنّ حملةٍ ضدّ القوات اللبنانية لتحالفها مع النائب السابق خالد الضاهر.

لقد استفاد التيار الوطني الحر من كلّ هذه التحالفات مع “المتطرفين” ومؤيّديهم، استفاد منها على الصعيد النيابي وعلى الصعيد الرئاسي، استفاد التيار من “متطرّفين” كان يحسبهم ضدّه ومن “متطرّفين” محسوب عليهم، أليس هو حليف حزب الله وهو حركة وجماعة إسلامية تتبنّى قيام دولة إسلامية؟

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us