“إذا مش الاثنين الخميس”.. هل يصبح اللوتو حكراً على الأغنياء فقط؟


أخبار بارزة, خاص 4 أيار, 2022

كتبت ريتا عبدو لـ “هنا لبنان” :

اللعبة التي رافقت الأجيال، لطالما حلم بها الكثيرون، وبنوا عليها طموحهم وفرصتهم في أن يصبحوا أغنياء… الـ “لوتو” صديق اللبنانيين من كل الأعمار والأجناس. فكل إثنين وخميس، تُحبس أنفاس اللبنانيين وشبكاتهم في أيديهم، وعيونهم شاخصة على شاشة التلفزيون، وقلوبهم تخفق مع كل طابة من الطابات الست ترنّ في ماكينة السحب! ومع حلول الأزمة الاقتصادية، وارتفاع الأسعار وغلاء المعيشة، انخفض الإقبال قليلاً على شراء اللوتو. لكن في المقابل ظل البعض متمسكين بهذا الأمل الضعيف للخروج من دائرة الفقر. لكن ما هو ملحوظ منذ فترة، وتحديداً بعد رفع أسعار شبكات اللوتو، هو انخفاض نسبة المشاركة في لعبة الحظ!

وتراجع نسبة المبيعات، يؤكده أصحاب مراكز بيع اللوتو، إذ قال أحدهم خلال جولة لـ “هنا لبنان”، أن في خضمّ الغلاء الفاحش، بات الناس يفضلون الأمور الأساسية، كشراء المواد الغذائية والأدوية، بدل صرف أموالهم على ألعاب الحظ. وبحسب قوله، “الأولويات تغيرت واللبنانيون باتوا لا يكترثون لا بالإثنين ولا بالخميس”.

وما زاد الطين بلّة، هو الغلاء الذي طال أيضاً شبكات اللوتو لتصبح أسعارها على الشكل التالي:

● شبكة لوتو عادية 6 أرقام 8 آلاف ليرة بدلاً من 3 آلاف.

● شبكة لوتو خاصة 7 أرقام 56 ألف ليرة بدلًا من 21 ألفًا.

● شبكة لوتو خاصّة 8 أرقام 224 ألفًا بدلًا من 84 ألفًا.

● شبكة لوتو خاصّة 9 أرقام 674 ألفًا بدلًا من 252 ألفًا.

● شبكة لوتو خاصّة 10 أرقام 1680000 ليرة بدلًا من 630 ألفًا.

رغم أن الأسعار الجديدة، قد تكون زهيدة بالنسبة للطبقة الميسورة، إلا أنها رمت بثقلها على الطبقة الفقيرة، التي باتت تحسب ألف حساب قبل أن تشتري شبكة عادية حتى! فمع ارتفاع أسعار أوراق اللوتو، لم يعد بإمكان فئات عديدة من الأشخاص، المشاركة في السحوبات الأسبوعية. لأنّ وبسبب الغلاء وصعوبة العيش، هؤلاء منطقياً سيفضلون شراء المواد الغذائية، بدل المراهنة على شيء يمكن خسارته في هكذا ظروف.

ويقول خليل، البالغ من العمر ٦٧ عاماً، من سنين طويلة، وأنا أقطع شبكات اللوتو أسبوعاً بعد الآخر، ولا أقطع الأمل. لكن طبعاً في هكذا ظروف، لم أعد أشتري اللوتو أسبوعياً، بل مرة أو مرتين في الشهر”.

وعلى الرغم من انخفاض قيمة الليرة اللبنانية أمام الدولار، وصحيح أن الجائزة الكبرى قد لا تكفي لشراء منزل متواضع، إلا أن الربح لا يزال مغرياً، خاصة وأن الجائزة باتت تسلّم نقداً وليس من خلال الشيكات المصرفية. ويطرح العديد من اللبنانيين، استفهامات حول احتمال رفع أسعار اللوتو أكثر، وفي هذا السياق يجيب أحد أصحاب المراكز: “كل شيء ممكن، فالدولار يستمر بالارتفاع والأسعار تتزايد، وتكاليف اللوتو أيضاً تزداد، إذاً لا يجب أن نتفاجأ! فكما ارتفعت أسعار المحروقات، واشتراك مولدات الكهرباء، واللحوم، والخضار، والمواد الغذائية، والأدوية، والثياب، وقريباً الاتصالات، “فمش رح توقف عاللوتو”.

وفي ظل رفع أسعارها، هل تصبح اللوتو مع الوقت حكراً على الأغنياء، فحتى الفقراء سيصبح من الممنوع عليهم أن يحلموا بها؟

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us

Skip to toolbar