حكومة “معًا للإنقاذ” تترك مرضى السرطان للموت!


أخبار بارزة, خاص 21 أيار, 2022

كتبت بشرى الوجه لـ “هنا لبنان”:

بعد ثمانية أشهر وتسعة أيّام تحوّلت “حكومة معًا للإنقاذ” اليوم إلى حكومة تصريف أعمال.

هذه الحكومة التي تعهدت في اجتماعها الأول بـ “الإسراع في إيجاد الحلول لقضايا الناس المعيشية وإيلاء هذا الموضوع الأفضلية المطلقة، لرفع المعاناة عن المواطنين من دون تأخير”، أنهت أمس مسيرتها “الإنقاذية” مع عقدها لاجتماعها الأخير على وقع معاناة ووجع مرضى السرطان والأمراض المستعصية الذين نفذوا اعتصامًا على طريق القصر الجمهوري، تزامنًا مع الجلسة، للمطالبة بتأمين تمويل لشراء أدوية الأمراض السرطانية والمستعصية.

إلّا أنّ كلّ ما نتج عن هذا الضغط هو إقرار ٣٥ مليون دولار لأدوية الأمراض المزمنة وأدوية السرطان، وهي “إبرة المورفين” التي تُقرّ شهريًّا، من دون إيجاد طريقة تضمن استيراد الأدوية.

بعد شهر من الآن مرضى السرطان “ذاهبون نحو الموت”، يقول نقيب الصيادلة جو سلوم لـ “هنا لبنان”، واصفًا وضع المرضى بـ “التعتير” لأنّ “أغلبية الأدوية التي يحتاجونها غير متوفرة”، إذ كان من المفترض على الحكومة “فتح الاعتمادات للدواء أقلّه لمدّة أربعة أو خمسة أشهر، لأنّه قد لا تُشكّل حكومة جديدة في وقت قريب”، مؤكّدًا على “الاستمرارية في الضغط لتأمين الدعم المستمر للأدوية ولتبنّي الخطّة الدوائية التي أطلقتها نقابة الصيادلة”.

وفي هذا السياق، يقول نقيب الصيادلة إنّ “إستراتيجية الدواء المستدام التي طرحها والتي تشمل البطاقة الدوائية تؤمّن الدواء بصورة مستدامة للمريض، كما تؤمّن له الغطاء المادّي، فالمريض يكون لديه سجل دوائي متكامل ويُدفع له مبلغ من المال شهريًا على أساسه، وحسب المنح الموجودة”.

ويلفت إلى أنّ “البطاقة التي طرحها تُعطى مباشرةً إلى المواطن وتخوّله شراء الدواء من الصيدليات، وهي تحتاج إلى موازنة صغيرة من الدولة”.

ويضيف نقيب الصيادلة: “طرحت البطاقة الدوائية منذ أكثر من أربعة أشهر لكنّ لم تتبنّها الدولة ولم تُطرح على طاولة مجلس الوزراء بسبب غياب الإرادة وعدم التعاطي الجدّي مع الأمور، رغم تبنّيها من قِبل المانحين ورغم التجاوب والقبول من قِبل الجميع”.

كما طالب سلّوم مرارًا بعقد مؤتمر للمانحين لقطاع الدواء، وكان “تقصير وإهمال الدولة عائقًا أيضًا”.

وفي توضيحٍ حول سؤال عن تأمين البعض للأدوية “المقطوعة” من تركيا، يقول سلّوم: “الأدوية التي تأتي عن طريق التهريب، ليس باستطاعة أحد معرفة ما إن كانت نوعيتها جيّدة أم مزوّرة، وهذا يُعرّض حياة المريض للخطر”.

إذًا، هكذا تترك الحكومة مصير عشرات آلاف مرضى السرطان ومحتاجي العلاج الدائم للموت بعد عدم تمكنّها من توفير الدواء بشكل مستدام لهم، في وقتٍ تُشير فيه كل التقديرات إلى عدم إمكانية التوافق على تشكيل حكومة جديدة في المدى القريب.

فكم مريض سينتظر في منزله العلاج المقطوع؟ وكم مريض ستسوء حالته في الأشهر المقبلة؟ وكم مريض سيكون مصيره الموت؟…

ما نعيشه هو “إبادة جماعيّة”!

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us