قارب لبناني ذكي الأول من نوعه في لبنان والشرق الأوسط في مكافحة المنتجات البلاستيكية


أخبار بارزة, خاص 28 أيار, 2022

كتب مازن مجوز لـ “هنا لبنان”:

تراه دائماً شغوفاً بالإبداع والابتكار وخاصة بالأفكار البيئية المستدامة كل عام، ولم يرق لـ “كريستوفر” ما تسببه المنتجات والعبوات البلاستيكية من أذى بيئي في مياه أنهارنا وبحرنا وفي ثروتنا السمكية منذ عشرات السنين، ما دفعه إلى ابتكار مركب بيئي متطور ذكي الأول من نوعه في لبنان والشرق الأوسط.

ويوضح الشاب الطموح كريستوفر الدكاش في حديث لـ “هنا لبنان”: بعد أن شعرت أن الوضع اللبناني بات على مفترق طرق، وأن أنهار وبحر لبنان بحاجة إلى حلول صديقة للبيئة ابتدعت وبعمل جماعي مع مجموعة من الأصدقاء مركباً تكنولوجياً بيئياً وتنموياً Recycler Boat on the River Donation لجمع هذه العبوات في الأنهار قبل وصولها إلى البحر”.

وهذه ليست سوى البداية، إذ بعد أن يمتلئ المستوعب المخصص لها، يرسل القارب رسالة تلقائية ( Notification ) إلى “المشغل” كي يتم تفريغه وهكذا دواليك، ويتابع الدكاش “بعدها تخضع تلك العبوات لعملية الفرز والبيع من أجل إعادة تدويرها، ومن ثم نتبرع بما جنيناه كهبات وتبرعات لدعم العائلات المحتاجة “.

أما عملية جمع العبوات فتتم من خلال أحزمة نقل أوتوماتيكية تجذب النفايات البلاستيكية على أنواعها من المياه إلى المستوعب حيث يتم تخزينها، وهي مرحلة تحصل أوتوماتيكياً كما قبلها حتى إنجاز كل مراحل العمل المذكورة .

وحول كيفية صناعته يجيب الدكاش “من النفايات المرمية في الطبيعة، ومن براميل معدنية مستعملة، كذلك من ألواح، وكل لوح مصنوع من حوالي 3500 كيس نفايات كانت مرمية في الأنهار والبحر”، لافتاً إلى أنه يعمل على الطاقة الشمسية كي يكون صديقاً للبيئة بعيداً عن أزمة الوقود التي نعاني منها.

بالعودة إلى هذه المبادرة الجماعية فهي تستند إلى أدمغة وهمم سواعد شباب جمعية شباب الرجاء ومبادرة “ريسكليز دونيشن” ضمن مشروع “بحر بلا بلاستيك” الممول من بعثة الاتحاد الأوروبي في كلفة قاربت الـ 10 آلاف دولار.

واليوم يتواجد القارب في سد الشركة الفينيقية لكهرباء نهر ابراهيم، التي قدمت للمشروع كل التسهيلات اللوجستية، وهنا يعلق ابن الـ 23 عاماً “نستخرج طن من النفايات البلاستيكية شهرياً، وهكذا منعنا كل عبوة بلاستيك من الوصول إلى النهر والبحر ومنعنا تراكم المايكرو بلاستيك فيهما، لأن السمك عندما يأكله ونعود نحن لنأكل السمك وكذلك الأمر بالنسبة للملح وهنا يكمن الضرر الصحي الأكبر والأخطر بعد البيئي”.

ويتوجه الدكاش إلى اللبنانيين بالقول “لنتخيل أن هناك قاربًا في كل نهر من أنهارنا وأمام كل شاطئ من شواطئنا كم كنا كسبنا من صحة ونظافة وفرص عمل للبنانيين وتثقيف بيئي لجيل شبابنا وأموال لا تزال تهدر هباء من دون فائدة؟” معرباً عن استغرابه لحالة الإهمال الحاصلة من قبل الدولة والقطاع الخاص حيال التدهور البيئي الخطير على كافة المستويات (التربة والمياه والهواء) والتي وصلت بالتلوث في لبنان إلى أرقام قياسية .

هذا الأمر ينسحب على أرقام المنتجات البلاستيكية على أنواعها ويؤكد الدكاش “في الحقيقة الازدياد رهيب، هي ترمى في الأنهار والبحار دون ضوابط لا ذاتية ولا من قبل أجهزة الدولة المعنية ولا من الجمعيات البيئية”، كاشفاً أنه ووفق أحدث الدراسات في حال استمرينا على هذه المعدلات المرتفعة سيكون هناك مقابل كل عبوة بلاستيك 3 سمكات في البحر، وفي العام 2050 من المتوقع مقابل كل عبوة سمكة، وهذه معادلة خطيرة جداً بيئياً وصحياً.

وهكذا يخطو الدكاش أولى خطوات الألف ميل، فهو يجمع ما بين الهم البيئي والإنساني والإجتماعي، في ظل نسيان اللبنانيين للهم البيئي تحت تأثير ضغوطات الهموم المعيشية التي باتت تشكل أولوية كل منهم، خطوة استباقية لحماية البحر والأنهر في لبنان، معرباً عن أمله في أن ينجح مع أصدقائه البيئيين في إنتاج ما بين 10 إلى 15 قاربًا لتوزيعها على مجموعة من الأنهار لتحقيق الأهداف البيئية المنشودة.

إذا نحن أمام أول إبداع لبناني في مجال مكافحة البلاستيك في البحر المتوسط، إبداع يحتاج لجهود وتكاتف الجميع خصوصاً الفئة العمرية بين 16-18 التي يؤكد الدكاش أنها أثبتت نجاحها في السنوات الأخيرة بفعل نسبة الوعي البيئي الذي تتمتع به خصوصاً لجهة حرصها على عدم رمي النفايات في الطريق والمحافظة على البيئة وعلى الثروة الحرجية والغابات وهذا نعول عليه كثيراً، فهم بدأوا بإدخال الثقافة البيئية وثقافة إعادة التدوير إلى منازلهم .

ويهدي الدكاش إنجازه هذا وكل ما يخطط له مستقبلاً مع جمعية شباب الرجاء، تخليداً لروح المونسنيور توفيق بو هدير، الذي أمن بطموحات الدكاش وقدم الكثير من الدعم لأحلام الشباب، وهو مؤسس الجمعية وهو من أبرز الداعين إلى تمسك الشباب اللبناني بأرضه وعدم الهجرة، مؤكداً المضي قدماً برسالة توفيق بو هدير الإنسانية والبيئية القيمة حتى النهاية.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us