رسوب بالجملة والمفرّق


أخبار بارزة, خاص 17 حزيران, 2022

كتب عمر موراني لـ “هنا لبنان” :

من حيث يدري التغييريون والسياديون أو من حيث لا يدرون، يتصرّفون كالبقرة التي حلبت وحلبت حتى ملأت “السطل” ثم رفسته. في الإستحقاق البرلماني الأول، فشلوا في جرّ الرئيس نبيه بري إلى دورة ثانية، وفشلوا مجتمعين في انتزاع موقع نيابة رئاسة مجلس النواب، وفشلوا في إيصال مرشحيهم إلى هيئة مكتب المجلس.

في الإستحقاق البرلماني الثاني، فشل التغييريون في الفوز برئاسة أي من اللجان البرلمانية الست عشرة كما لم يتمكنوا من بلوغ موقع “المقرر” في أي لجنة، لكنهم نجحوا في تغيير قواعد اللعبة وفرض تصويت لم يأت لمصلحتهم!

في الإستحقاق الثالث، أي الإستشارات النيابية الملزمة فشل التغييريون في تشكيل تكتّل أو تكتلين أو حتى ثلاثة، فحددت لهم رئاسة الجمهورية مواعيد بالمفرّق، فجميل عبود سيجتمع إلى الرئيس عون منفرداً ويودعه اسم مرشحه لرئاسة الحكومة بفارق خمس دقائق عن النائب اللواء أشرف ريفي. لوهلة تظن أن النائب الواصل إلى برلمان 2022 بـ 79 صوتاً، يشكل لوحده كياناً وازناً.

أما نوّاب التغيير الصيداوي الثلاثة، أي أسامة سعد وعبد الرحمن البزري وشربل مسعد، فكل منهم سيُستشار يوم الخميس على حدةٍ، ومثلهم الطالبة في تكميلية أستاذ نبيه للبنين والبنات نجاة صليبا عون وشريكها في حزب “تقدّم”، مارك ضو.

وحتى كتابة هذا المقال، لم يرشح عن التغييريين أي اسم مقترح لترؤس حكومة العهد الأخيرة، وكانت النائب بوليت سيراكان ياغوبيان قد تفرّدت في استشارات العام 2019 ورشّحت الدكتورة حليمة القعقور، فهل تعيد الكرّة؟

وهل يتوافق السياديون على اسم يطيح بنجيب ميقاتي المرضي عنه من الثنائي الشيعي والمرفوض من التيّار الوطني الحر، والمقبول بحكم توازن القوى، من اللقاء الديمقراطي؟ وتردد أن رئيس حزب الكتائب الشيخ سامي الجميل، قد طرح في مشاورات مع بعض الحلفاء إسم الناشطة السياسية المستقلة سارة اليافي، حفيدة رئيس الحكومة السابق عبدالله اليافي وقد وصفها النائب الياس حنكش ذات يوم بأنها “أحسن مثل لمستقلة ومختصة”. حسناً ومن أين تتأمن الأصوات التي تمكنها من الوصول إلى الرئاسة الثالثة؟ إن حصلت الأعجوبة الأولى، فالثانية، أي التأليف، تقارب المستحيل بوجود جبل في بعبدا وصهر في ميرنا الشالوحي.

للتغييريين، مفتقدي الحنكة والخبرة، أخطاؤهم الناجمة عن حماسة زائدة وسوء تقدير. وللسياديين شطحاتهم غير المنطقية، فحزب القوات اللبنانية على سبيل المثال ألزم نفسه بعدم المشاركة في أي حكومة لا تنبثق من الأكثرية، ما يعني أنه سيقصي نفسه بنفسه عن حكومة العهد الأخيرة وربما عن حكومة ما بعد بعد عون، وسيتفرّج الحزب ونوّابه على حكومة تصريف الأعمال الحالية، أو على حكومة تشبهها، تقتسم ما تبقى من ثوب رت، وتشرف على الطعون وتزكي طعناً على آخر، وتواكب إنتخابات رئاسية شبيهة بانتخابات الرئيس بري… هذا إن حصلت.

مرة جديدة جوّاً أفضل من برّا. ومرة جديدة يراكم التغييريون والسياديون الأحلام المستحيلة ويعيشون وهم الديمقراطية.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us